الجزء الرابع - الغرب

64 5 12
                                    

نظر مشوش وصداع يكاد أن يقتات برأسه، فتح سيلفن عينيه كي ينظر لمن هم حوله، فكان النظر صعبًا جدًا، لذا جلس سيلفن ووضع يده على وجهه ليُسند وزن رأسه المتثاقل، فنظر للأمام بعينٍ واحدة، فها هو هافرد جالسًا بجانب يوون، وها هو جيكوب واقفًا امام مدخل الكهف، وها هي فيونا جالستًا بجانب جسد بارنر المغشى عليه، جالستًا وركبتيها متضامنتان كي تدفن رأسها بينهما.

<ما-مارسلين؟>

كاد سيلفن أن يسقط وهو يحاول النهوض فتحولت جميع الأنظار نحوه "هييه......أليس من المُشين جعل فتاة تقوم بالحراسة؟" سأل سيلفن بصوتٍ ضعيف، كان يقصد بكلامه مارسلين التي لا يراها، محاولًا خلق عذر لعدم تواجدها، لكن الصمت كان هو الرد الذي سمعه سيلفن.

"لما لا تُجيبون؟!!"

عدل جيكوب وقفته، ونظر مباشرتًا لسيلفن في حين أن فيونا قامت بشد قبضتها على ركبتيها، دافنتًا رأسها بين فخذيها ومحاولتًا بأن لا تسمع كلمات جيكوب التالية "مارسلين قد" لم يتوقف جيكوب عن الكلام بعد تلك الكلمتين، لكن سيلفن شعر بأن الوقت قد توقف حوله، توسعت عيناه وشعر بالوهن في ركبتيه "ماتت"

كانت الكلمات كالسهم في قلب سيلفن، أخذ خطوتًا غير متزنة للأمام أمام ناظرين الجميع، ملقيًا بنظراته خارج الكهف أخذ سيلفن خطوتًا أخرى غير متزنة، حجر شاهد قبر مارسلين قد بات مرئيًا لكن سيلفن لم يُرد التصديق، لكن عندما أخذ الخطوة الثالثة، كان القبر الذي يحرم اشعة الشمس من مساس جسد مارسلين كاملًا امام سيلفن، فغُرزت مرارة الواقع في عقل سيلفن.

سيلفن ليس غبيًا كما يتوقع الجميع، فهو يعرف بأن قدرة مارسلين تجعل من قتلها امرًا صعبًا، لن تموت إلا في حالةٍ واحدة "من كانت تحمي؟" سأل سيلفن فتوسعت أعين هافرد، لكن الذي شعر بتلك الكلمات أكثر هيا فيونا التي تسارعت نبضات قلبها.

"فيونا" همس هافرد مُجيبًا سيلفن، فما كان من سيلفن سِوا أن ينظر ناحية فيونا التي كانت مُطأطأةً برأسها للأسفل، أخذ سيلفن بالمشي نحوها بخطوات بطيئة لكن جيكوب ظهر امامه موقفًا إياه "ما الذي تفعله؟" سأل جيكوب فكان الصمت هو رد سيلفن، نظر سيلفن إلى جيكوب لبضع ثواني حتى جاء الرد من هافرد خلف سيلفن "جيكوب.......دعه"

بعد كلمات هافرد، أكمل سيلفن المشي نحو فيونا متعديًا جيكوب، فقام بالجلوس امامها جلسة القرفصاء وهي لا تزال دافنتًا رأسها "سأعيد سؤال جيكوب، ما الذي تفعلينه؟ أسيعيد حُزنك مارسلين؟ هل دموعك ستكون السبب لجعلها سعيدة؟ مارسلين قد ماتت لحمايتك، إياك وإهدار حياتها غارقتًا فالحزن"

كلمات سيلفن كانت قاسية، لكن واقعية <أنا لستُ قويتًا مثلك> كم تمنيت فيونا الرد على سيلفن بهاتة الكلمات، لكنها أكتفت بالتفكير بها وهي ترفع رأسها للنظر نحو سيلفن، فكانت المفاجئة......هي تعابير سيلفن التي توحي بالألم والحزن، عينيه التي تصارع الدموع، هو ليس قويًا، لكنه يعرف بأن الدمع لن تعيد احدًا.

أمل السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن