في ساحة كبيرة فارهة مُزينة بكل ما يطيب له الناظرين، المائدة مُكتظة بشتى أنواع الطعام والشراب، الناس بين الواقفين والجالسين فكان يشترك النوعان بشيءٍ واحد، ألا وهو الملابس الأنيقة التي لا تناسب سوا احتفال ضخم، أصوات الكلام الذي يشوش بعضه على بعض يُغطي المكان وممزوج مع بعض الضحكات التي علت من هذا وذاك.
في مقدمة الساحة وعلى سبع كراسي يجلس نجوم هذه الحفلة وأمامهم كرسي أكبر حجمًا بقليل وبجانب الكرسي بعض الأدوات والحقائب، في أقصى اليمين هنالك فتى نحيل وطويل القامة، شعرة بني فاتح ويبدو عليه الملل بالفعل، على يساره هافرد جالس بشكلٍ يليق بالاحتفال، على يسار هافرد سيلفن....سيلفن لم يكن جالسًا بشكلٍ يناسب المكان الذي هو فيه، بل كان جالسًا وإحدى قدميه على الكرسي من تحته وفوق ركبته يده مرتاحة كي يُسند رأسه عليها بكل ضجر.
على يسار سيلفن فيونا جالسة بملابس أنيقة، يديها على فخذيها وكانت تنظر للأسفل بخجل، على يد فيونا اليسرى مارسلين جالسة كما الاميرات، على يسارها فتى يقارب العشرين من عمره، شعره أبيض وملامحه مُسالمه أكثر من اللازم بقليل، يبدو أنه يوون فليس هنالك أي أحد آخر بلون شعره الأبيض المُميز.
بجانب يوون جيكوب جالس بملابسه المعتادة على خلاف الأخرين الذي قد ارتدوا أفضل ما لديهم، خلف الكراسي السبعة كان هنالك كرسيان، فكان عليه رجل وامرأة كبيران فالعمر ولكن ليس كثيرًا، يبدوان في منتصف الاربعينات أو قبيل الخمسينات، لدى المرأة شعرٌ بني فاتح مُميز طويل يصل حتى خصرها، وعلى الرغم من أن العمر قد أخذ منها الكثير ألا أن جمالها لم يفن بعد.
الأصوات التي كانت تغطي الساحة بدأت بالانخفاض شيئًا فشيئًا حتى تلاشت تقريبًا، وعندما تحولت أنظار السبعة الجالسين على الكراسي نحو المكان الذي ينظر له بقية الموجودين فالساحة رأوا كروستفير يمشي بين الحشد حتى وقف أمام الكرسي الذي أمام السبع كراسي ثم التفت ملقيًا بوجهه نحو الحاضرين وملقيًا بظهره نحو السبعة.
"اليوم هو اليوم المنشود! الرحلة التي أخذت منا عشرة أعوام كي نتجهز لها قد حانت! أبطالنا السبعة سيغادرون اليوم! لكن هذا ليس الوداع! سيعودون بعد عام من الآن وحينها سنكون جاهزين! أن رحلتهم رحلة استكشافية! سيمهدون لنا الطريق ويرسمون لنا الخطة! دعونا اليوم نحتفل ونأكل ونرقص! فنصرنا ذا الألف خطوة قد بات أقرب!"
بهذا الخطاب الملحمي هتف الحاضرون وقرعوا الكؤوس وعادت الأصوات لملئ المكان.
جلس كروستفير على الكرسي من خلفه ثم قام بالمناداة "جيكوب، عشرون عامًا، أحد الأبطال! تقدم" نهض جيكوب من على كرسيه وأخذ بالمشي بهدوء نحو كروستفير في حين أن جميع الأعين كانت تتبعه، قام جيكوب بالجثو على ركبة واحدة ورفع رأسه لينظر نحو كروستفير "حاضر أبي".
أنت تقرأ
أمل السبعة
Fantasyأمل السبعة هي رواية تُروى من وجهة نظر سبعة أشخاص، سبعة أشخاص قد دُمرت مملكتهم من قِبل غُزاة يمتلكون قدرات خاصة. وبسبب تداخل الطاقة بين عالم الغزاة وعالم أبطال قصتنا، بات لديهم قدرات خاصة كذلك. بعد عشر سنوات من الحادثة، جند كروستفير سبعة أشخاص كي يذ...