[ المجلد الثاني ] الفصل الأول: الاتجاهات الأربع -- الجزء الأول - التقسيم

76 4 6
                                    

الشمس ساطعة على من ينظر عليها، ولكن الرؤية تكاد أن تكون عاتمة. الناظر يترنح يمينًا ويسارًا، وصوت أنفاسه يتثاقل مع كُلِ نفس. سقط، الناظر قد سقط فإذ بجسد كان الناظر يحمِلُه بين يديه يتدحرج أمامه قبل أن يتوقف مُلقَيًا على وجهة.

يد الناظر السمراء مُدت نحو الجسد الذي سقط أمامه قبل أن تقع أرضًا. فإذ بصوتٍ مدوي، يبدو كزئير، قادم من الخلف.

قام الناظر بفتح عينية مجددًا والنظر للخلف، فإذ بعشرات المخلوقات تلحق بِه، فقام بسرعة، ولكن بتعب، بالنهوض والنظر لباطنته، لقد كان بها العديد من الجروح والدماء تكاد أن تكون قد صنعت طبقًا زينة ملابسة. ولكن، الأهم من ذلك، كان هنالك كفّين من الملابس مربوطين على خصرة، فقام الناظر بنزعهما قبل النظر للخلف.

كان بارنر مربوط بظهر الناظر، فقام الناظر بإنزالة بجانب الجسد الأخر، ويبدو أن ذراع بارنر اليسرى غير موجودة، وبعد نظرة قريبة نحو الجسد الأخر، تبين أنهُ سيلفن. نظر الناظر للخلف ملقيًا بظهرة نحو سيلفن وبارنر وحرك بعينية بتعب نحو المخلوقات.

رفع الناظر بيدية بصعوبة فإذ بقفازيه يُشِعّان نورًا أزرق، العشرات والعشرات من المخلوقات تتجه نحوه، فصرخ الناظر، أو ترافس، قبل أن ينقض على المخلوقات.

فانيسا تلهث، جسدها مغطى بالدماء، بعضً منه يعود لها، والبعض الأخر للمخلوقات المتناثرة من حولها. المئات من الجثث لشتى أنواع المخلوقات حولها، ولا يزال هنالك المئات يقتربون منها من كل اتجاه. 

هجم مخلوق من الخلف وتفادته فانيسا قبل ركله، فهجم مخلوقٌ آخر، وآخر، والمزيد. نعم، فانيسا جيده، بل الأفضل في المجموعة عندما يتعلق الأمر بالقتال المباشر، ولكن. نظرًا لعدد الجثث من حولها، من الواضح انها تقُاتل لساعات، والتعب قد بدأ بالتكشير عن انيابه، ضارباً فانيسا بواقع جسدها البشري ذو الحدود. فها هي مخالب المخلوق الأول تغُرز في ظهرها، مسببتاً باختلال توازنها مما تسبب هو بدوره بسلاسل من الضربات التي غمرت جسد فانيسا قبل ان تستطيع نقل نفسها بواسطة سهمها بعيًدًا عنهم. 

<أأعطيتهم وقتاً كافياً؟> تساءلت فانيسا وهي تلهث، فكان صوت لهيثها ممزوجًا بصوت قطرات الدم التي تسيل من جسدها وترتطم بالأرض. 

<إياك أن تموت! إياك أن تموت! إياك أن تموت إياك أن تموت!!> فكر هافرد بنفس الكلِمات مرارًا وتكرارًا وهو يلهث، فيبدو أن هافرد كان يركض لمدة طويلة. بين يدي هافرد، فين المغشى عليه، فكان هافرد يركض ويركض، أملًا بأن يصل قبل فوات الأوان.

ضجيج مُشوش، صوت يُصبِحُ عاليًا تالة، وتالةً أخرى يُصبِحُ بالكاد مسموعًا، رفع الناظر برأسه بصعوبة، صعوبةٍ شديدة. النظر والسمع مشوشان، رفع الناظر بيده السمراء، فبات من الواضح أن الناظر هي الناظرة، فتلك الأيدي تعود لريومي.

أمل السبعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن