_____________ الفصل 47 ____________
كانت ماري مُستَلقيةً على السَريرِ وهي
تَدفنُ وجهها في الوسادةِ الناعمةِ.
هي التي كانت بِلا حَراكٍ، رفعت رأسها فجأةً.
تحققت مِن غروبِ الشَمسِ خَارجَ النَافذةِ وأدارت رأسها لتنظرَ إلى المِنضَدةِ التي بِجَانبِ السَريرِ.
على وجه الدقة، نظرت إلى الورودُ
الحمراءُ في المِزهَريةِ على المِنضَدةِ.
ماري التي كانت تحدّقُ في الورودِ لفترةً
مِن الوقت، استلقت على السَريرِ مرةً أخرى.
لقد مرت أربعةُ أيامٍ بالفعلِ مُنذ آخرِ مرةً
ذهبت فيها إلى المَطعمِ مع إيريك.
على مَدارِ الأربعةِ أيامٍ هذه، أرسلت ماري رسائلًا
إلى إيريك عدةَ مراتٍ.
وحتى لو أرسلت رسالةً واحدةً فقط، لم
تتلقَ ردًا بعد مرورِ فترةً طَويلةً.
"...هل حدّثَ شيءٌ ما؟"
ماري التي كانت مُستَلقيةً على السَريرِ ووجهها
للأسفل أثناءَ تمتمِها بذلك، نَهِضتْ على الفورِ.
"لن يتمكنَ مِن كتابةِ رِسَالةٍ إلا إذا كُسِرَت يدهُ."
وفجأةً تَذكّرت ماري تلك الفتاة التي تُدعى
جيانا كانت قد رأتها في المَطعمِ.
كانت الفتاة ذات النمشِ تتمتعُ بِشَخصيةٍ مَرِحةً ومرنة مما جعلَ حتى الأشخاص الذين التقوا بِها للمرةِ الأولى يشعرونَ بأنها لطيفةٌ للغايةِ.
ولكن على عكسهم، لقد شعرت ماري
بِعَدمِ الارتياحِ مع جيانا لسببٍ ما.
"هل هو مَشغولٌ جدًا باللهو مع تلك
الفتاة حتى أنهُ قد نسيَّ أمري؟"
كانَ ذلك مُمكنًا حقًا، حتى بالنسبةِ لماري بدا كُلٌّ مِن
جيانا وإيريك قريبينِ مِن بَعضِهُما البَعضِ.
وعلى عكسِ إصرارها المُستمرِ مع إيريك على أن يصبحُ أصدقاءً، فقد بدت جيانا وإيريك أصدقاءً حقيقينِ حقًا دونَ أيَّ عوائقٍ كما حدّث معها.
إصرارها مِن جَانبٍ واحدٍ على أن يصبحوا أصدقاءً، جعلهم يصبحونَ أصدقاءً حقًا...
ولكنها لم تستطع مَعرفة سَببِ شعورها بالحُزنِ الشديد.
شعرت بِخَيبةِ أملٍ كَبيرةَ عندما رأت إيريك يُجريّ مُحادثةً وديّةً مع جيانا، حيثُ تحدث بعلوٍ نافيًا علاقتهُ مع ماري عندما سألتهُ جيانا...وكأنهُ سَينزعجُ أن كانوا أحباءً حقًا...
