الفصل الثالث :الجاذبية (١)

113 2 1
                                    

هددونا جميعا بالقتل إذا تحرك  أحد منا، غطوا على عيوننا وقيدوا أيدينا، ثم طلبوا منا النهوض  و الإنطلاق في خط مستقيم، لم نكن نرى أي شيء، كان الظلام في هذه اللحظة من أكثر الأوقات خوفا.

مجرد التفكير في هؤلاء الغريبون وماذا سيفعلون بنا كان يجعلني أيقن أنها أوقاتنا الأخيرة في هذا المكان، ربما كلمة الغريبون لم تكن عادلة، فنحن الغريبون هنا بالنسبة لهم، نحن من إقتحم عالمهم  الخاص بهم، وتعدى على حدودهم، نحن من أوصلنا القدر إليهم بلا حول منا.

طلبوا منا الإسراع في المسير، وكانوا يدفعون بنا بكل قوة لنسقط على الأرض، والدماء بدأت تسيل من وجوهنا وأيدينا، لكنهم لم يبدوا إتجاهنا أي رحمة، واستمررنا قرابة الساعة الكاملة بالمسير حتى طلبوا من التوقف، وهناك شعرنا بقدوم أناس آخرين.

بدأ  أحدهم بالحديث وقال غاضبا (المزيد منهم، يجب أن نقتلهم جميعا)
ردت فتاة بحزم تدعى إيلين (إهدأ يا موسى! لا نريد إراقة الدماء، سيغضب الإله إن فعلنا ذلك،) .

رد موسى صارخا( الإله يعلم ماذا فعلوا بنا، العدل لغته، والعدل يقول يجب أن يموتوا جميعا)

قالت إيلين ( العدل لغته، ولكن لغتك لغة إنتقام)

رد موسى  ومازال يصرخ(أمواتنا لن يريحهم إلا رائحة الدم يا إلين) وهم بالإنصراف.

أمرت إيلين بعض الأشخاص أن يقتادونا نحو قفص حديدي وقالت بكل قوة( ضعوهم في القفص).

لا أدري كيف تجاوز ذهني هذا المشهد، من هؤلاء الأشخاص في هذا المكان؟ ولماذا يريد هذا الشخص قتلنا بشدة؟ ثم من هم الذين قتل منهم؟ طوفان من الأسئلة بدأ بمهاجمة عقلي يريد مني إجابات عن أسئلة لا أملكها.

القفص كان حديديا ومربوطا بحبال بين شجرتين، وله بكرة ومقبض خشبي يدور  ليرتفع القفص ليكون معلقا في الهواء، أو ينزل لأسفل ليكون على الأرض.

دخلنا القفص ونحن ما زلنا معصبو العيون، وأيدينا مقيدة، ثم شعرنا بحركة القفص ترتفع عن الأرض، شخص من داخل القفص بدأ بفك قيودنا، نزعت عصبة عيني بسرعة وتفاجأت بوجوده يبتسم لي، كان جابر ولكن بتغيير بسيط على هيئته، بثياب بالية ولحية طويلة، ولا أدري لما بدأت أتلمسه، وسألته بلا وعي( هل انت حقيقي)

ضحك حينها وأجاب( كما ترين )

إستغرب الجميع من رؤية جابر، حتى أن كمال قال مستغربا وهو يشير إلى لحية جابر ( كيف هذا؟!!)

رد جابر مستغربا ( لم أفهم سؤالك؟؟)

كان بعض الأشخاص في الأسفل ينظرون إلينا حاملين بيدهم شيئا يشبه الرمح ولكنه ليس كالرمح العادي، الذي إعتدت رؤيته في الأفلام التاريخية القديمة،.
ملابس هؤلاء الأشخاص غريبة التصميم أيضا، شعرت أن أحد المصممين قد صنع تلك الملابس، ضحكت في داخلي على تلك الفكرة، لا يسعني القول أن تلك الملابس على طراز حديث، ولكن لا يسعني أيضا القول بأنها بدائية التصميم.

 الأرض الضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن