صوت ذلك الرجل جعلنا نتردد كثيرًا في دخول النفق. كان صوته يخفي في ثناياه الخطر والغدر. من ذلك الشخص الذي يعيش في نفق؟؟، ويشاء القدر أن يستغيث بنا لحظة اكتشافنا له.
نظر إلينا كمال وقال حائرًا متسائلًا: "ما رأيكم؟" وأشار بيده لمدخل النفق. قالت نور بحماس طفولي: "سيكون اكتشافه شيئًا مثيرًا، أليس كذلك يا عزيزي؟" ربت عمر على يدها، ولكن ملامحه دلت على خوفه وعدم ارتياحه لمثل تلك التجربة.
قلت لها غاضبة: "ليس الأمر كما تظنين، أيتها المتملقة." لم يعجبها كلامي بل قطبت حاجبها وقالت بحدة: "ما الذي دهاك لتقولين مثل هذا؟" قال جابر لها بسخرية: "هدئي من روعك، أيتها الجميلة، هذا ليس الوقت المناسب لشجار النساء."
سكت جابر قليلاً ثم وجه حديثه لكمال وقال: "أظن أننا يجب أن نفعل ذلك." قال أحمد غاضبًا: "هل تظنون أنفسكم ذاهبين إلى نزهة!!! خلف هذا الصوت الجحيم؟ أنت بذلك ستقودهم إلى التهلكة يا كمال!" صرخ كمال وقال: "لا تتحدث معي حول التهلكة، أرجوك، انظر حولك جيدًا، أشر لي إلى مكان ليس فيه تهلكة. هل تظن أنه لدينا الخيار؟ أين سنذهب إن لم ندخل هذا النفق اللعين؟ . لا مجال للخروج من هنا سوى هذا النفق. أنا سادخله، ومن يريد اللحاق بي فليفعل."
أخذ كمال المصباح بيده ودخل النفق، وتبعناه سريعًا إلا أحمد تجمد في مكانه وعلامات الخوف والذهول بادية على وجهه.
آثر جابر أن يكون أخيرًا لكي يحمي ظهورنا من أي مخاطر. نظر جابر لأحمد وقال: "ألن تفعلها؟؟ " رد أحمد" اذهب، ربما سأتبعكم. لابد أن أتبعكم."
ظل جابر محدقًا في أحمد ومبتسمًا. استغرب أحمد من جابر وقال له: "ماذا؟ لما تحدق بي هكذا؟" رد جابر: "أعلم أنك خائف ولن تلحق بنا . أظن أنني سأقول لك وداعًا هذه المرة، لقد كنت مميزًا يا رجل."
ودخل جابر النفق، كان باردًا ومظلمًا جدًا حتى إن المصباح بالكاد يضيء شيئًا. الغريب أن ذلك الرجل المستغيث كف عن ذلك وصمت، ولم نعد نسمعه.
مر وقت طويل ونحن نزحف في ذلك النفق، ولا شيء في الأفق سوى رائحة الخوف. لن أبالغ إن قلت أنني سمعت دقات قلوبهم المتسارعة.
فجأة، توقف عمر عن المسير. كانت نور خلفه، سألته: "لماذا توقفت؟ هل هناك شيء؟" بدأ عمر بالبكاء وهو يقول: "أرجوك، لا أريد أن أموت. سأفعل أي شيء، ولكن دعني أعيش." ثم سكت قليلاً وبعدها أكمل قائلاً: "ماذا؟ لما هي؟ ما الذي فعلته لتستحق كل هذا؟"
أصبحنا جميعًا ننادي على عمر ونهزه لكي يستيقظ من الذي هو فيه، ولكنه كان مغيبًا وكأننا غير موجودين. ثم تحدث عمر قائلاً: "قاتلة؟ ما الذي تقصده بتلك الكلمة؟ هل هي كذلك فعلاً؟ أم أنك تلمح إلى؟...... يا إلهي،"علمت حينها أنه يتحدث عن نور، ولكن كيف عرف عنها؟ ومع من كان يتحدث؟ عمر لم يكن يهذي، بل كان أحدهم يتحدث معه، شخصًا ما كان عمر متفردًا برؤيته. شخصًا ما يدخل بعض الأخبار إلى رأس عمر كأنه يحذره من نور كونها قاتلة ولا تستحق منه الحب والاهتمام.
أنت تقرأ
الأرض الضائعة
Gizem / Gerilimرواية الأرض الضائعة رواية خيالية وغموض، عن رحلة على متن السفينة لم تكن سفينة عادية، تاهت في أرض غريبة، ربما تلك الأرض كانت من عالم آخر........