الفصل الأول :رحلة على متن السفينة(٢)

386 7 6
                                    

بَدأَت أُخْتِي لَارَا بِالالْتقاط لِنفْسِهَا العشرات مِن الصُّور وَهِي تَقُول ( سأصوِّر كُلَّ شَيْء لِلْمتابعين ، لَم يُعْجبْهَا كَلامِي حَيْث قُلْت لَهَا ( لَيْس عليْك ذَلِك ، عَيشِي تِلْك اللَّحْظة لِنفْسك ) .

لَارَا كَانَت مِن المؤثِّرين على وَسائِل التَّواصل ذَلِك العالم لَيْس فِيه أيُّ خُصوصِيَّة ، أو حَتَّى زَاوِية نخبأ فِيهَا بَعْض أسْرارنَا ، لََا أَدرِي رُبمَا النَّاس مِن صَنعَت ذَلِك هُروبًا مِن عَالمِها الحقيقيِّ ذُو الواقع اَلمرِير ، إِلى عَالَم وَهمِي يُحاولون فِيه صُنْع مَا يَنقُصهم .

أُخْتِي لَارَا مُتَحررَة بَعْض الشَّيْء بل كثيرًا فِي بَعْض الأحْيان ، فِي ثِيابِهَا وَفِي علاقاتهَا ، هِي لا تَهتَم بِمَا يقوله النَّاس ، وتفْعل كُلُّ مَا يَحلُو لَهَا ، حَتَّى هِي من كَانَت صَاحِبة فِكْرَة الرِّحْلة ، وَهِي مِن أَقنَعت أَبِي بِذَلك ، حِينهَا عَلمَت أَنهَا أيْضًا مِن المؤثِّرين حَتَّى فِي عَالمِنا الحقيقيِّ .

فِي الحقيقة اِسْتغْربتْ مُوَافقَة أَبِي ، كَيْف لَه أن لََا يَخَاف عليْنَا ، خُصوصًا نَحْن فتاتَان ومطْمع لِلْكثِير مِن اَلوُحوش بِالْخارج ، كان عليْه الرَّفْض حَتَّى وَإِن كان يَثِق بِي كثيرًا ، لََا أَدرِي رُبمَا أَقُول ذَلِك لِأنَّني لَم أَكُن مُقتنعَة بِالذَّهاب إِلى تِلْك الرِّحْلة ، أنَا فَتَاة لََا تُحِب التَّجْديد ، لََا أُحِب تَغيِير نَمطِي بِالْحياة ، وَرُبمَا ذَلِك السَّبب اَلذِي جعل النُّقَّاد لََا تُعْجبهم تصْميماتي لِأنَّهَا أَصبَحت تقْليديَّة ومكرَّرة ، وأحدَهم من قال ( إِنَّها مُتَحفظَة بَعْض الشَّيْء ) .

أَذكُر فِي بَعْض الأيَّام كُنْت مُتَحمسَة جِدًّا لِتصْميمات بتِّ لَيَال وَأَيام فِي صُنْعِها ، وحينَمَا شاهدَهَا إِحْدى أَصحَاب دَوْر الأزْياء ، تَحدَّث إِلى بِتهكُّم ( مِن اَلذِي سَيعجِبه هذَا يَا سَالِي ! أُوَاثقَة مِمَّا تفْعلينه ؟ ! ) . بِالْحقيقة لَم أَعُد وَاثِقة فِي أيِّ شَيْء ، مُنْذ ذَلِك اليوْم اِبْتعَدتْ عن كُلِّ ذَلِك المجَال ، رُبمَا أَعُود لَه إِذَا تَغيَّر ذَوْق النَّاس فِيمَا يرْتدونه .

 الأرض الضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن