ابتسم عمر من سؤالها ورد متسائلا( ماذا؟ ما هذا السؤال التقليدي؟؟ هل تريدين التعرف علي!!)
ثم رفع أصابعه نحوها وقال( أنا عازب بالمناسبة)
ردت نور بسخرية( حقا ما تلك الثقة؟! حسنا لقد أزعجتك)
وكانت ستفز من مكانها لولا أنه أمسك يدها وقال بعد أن أخذ منها اللحم (شكرا لك هذا حقا لطفا منك)خجلت نور من كلامه وأزاحت بنظرها عنه وتناول عمر القليل من اللحم وقال( هذا اللحم طيب المذاق، ولكنه ينقصه شيئا واحدا)
ردت نور مستغربة ( وماذا ينقصه؟)
عمر :(ينقصه لحم غزال)
فضحكت نور بشكل هستيري وقالت وهي تضحك (كيف لك أن تكون بهذه الروح في وسط تلك الظروف؟ إنك انسان غريب!)
عمر :( الجميع يقول لي ذلك أنني غريب وغير مفهوم في معظم الأوقات)
نور :(وهل أنت كذلك؟؟)
عمر :(لا أدري ربما أكون كذلك. أتعلمين لقد رأيت أبي اليوم)
فزعت نور من جملته الأخيرة وسألته (وكيف رأيته؟ أتقصد في خيالك، أم أنك رأيته حقا؟؟)
عمر:(ربما هكذا وهكذا، لا أعلم في الحقيقة، ولكنه كان منظرا بشعا للغاية)
ردت نور بخوف( كيف ذلك؟؟ رؤيتك لأبيك منظر بشع!! أخبرني ما هي قصتك؟؟)
تنهد عمر وقال (أنا إبن رجل ثري، أبي يملك الكثير من العقارات والشركات..)
قاطعته نور بعد أن إتسعت عيناها مما قاله عمر وقالت ( ثري؟؟! إلى أي درجة يعني ثرائه؟؟)
عمر :(إلى أقصى درجة من الممكن عقلك تخيلها)
نور :( لو أخذت منها مليون دولار مثلا ما....)
قاطعها عمر سريعا وأجاب (كما أنك إلتقطتي حبة برتقال من شجرة في بستان من الأشجار)
ردت نور بسعادة (قلت لي أنك عازب)
إبتسم عمر واكمل قصته، عمر لم يكن على وفاق مع أبيه فهو يعلم أن مصدر ثروته ليس مشروعا، وإنما كان بالصفقات المشبوهة والرشاوي وغيرها، وكان دائما يحث والده عن التخلي عن كل المال الحرام، ولكن والده كان يقول له أن لا يصدق كلام الناس وأنه رجل عصامي، قد بنى نفسه من الصفر ولم يلطخ يده في أي شيء غير مشروع.
ولكن عمر كان ميقنا أن أبيه لا يقول الحقيقة، لذلك ترك كل النعيم ورحل عن أبيه وثروته، وآثر العيش في إحدى الفنادق الرديئة، وعمل في إحدى المطاعم نادلا.
قالت نور له بإستغراب شديد( أتركت كل هذا النعيم لتعمل نادلا في فندق؟؟ وماذا يعني أن مال أبيك غير شرعي، عمر هل انت جاد فيما تقول!! هل أنت غني حقا)
نظر عمر إلى أمامه وأمسك بقطعة صغيرة من اللحم وقال (ريتك تعلمين يا نور كم شعرت بالراحة حينما رحلت عن أبي وسكنت في تلك الغرفة، كم شعرت بالسكينة والأمان بين جدرانها، صحيح أنها كانت باردة قليلا ولكني إعتدت عليها واصبحت كأنها عائلتي)
أنت تقرأ
الأرض الضائعة
Misterio / Suspensoرواية الأرض الضائعة رواية خيالية وغموض، عن رحلة على متن السفينة لم تكن سفينة عادية، تاهت في أرض غريبة، ربما تلك الأرض كانت من عالم آخر........