الفصل الثالث :الجاذبية (٢)

117 2 1
                                    

اقتربنا جميعا من جابر لكي نسمع منه حكايته، وحقيقة الناس في الخارج، كان الجو ما زال ماطرا بشدة وصوت الرعد يجعل حديث جابر بالكاد مسموع.

البيت الذي نوجَد فيه ما زال دافئا، والغريب أنه لم يسمح لأي قطرة من الماء بالدخول، بالرغم من غزارة المطر خارجا، أي إتقان هذا في صنعه؟ وما هي المواد التي صنع منها؟ يبدو كأنه صنع من خشب، ولكن أي نوع خشب  هذا يصمد تحت هذه الظروف.

بدأ جابر بسرد حكايته قائلا( حينما افترقت عنكم كان في بالي أن أتجه نحو الجبال، لكي أرى المكان من الأعلى، عسى أن استدل على مخرج للرجوع إلى الديار، أثناء مسيري شعرت بالوحدة المقيتة، وكأن أحدهم يسير خلفي، ويتبع كل تحركاتي، كان قراري الذي اتخذته خاطئا وبالحقيقة ندمت على ذلك، رجعت سريعا حيث كنتم، ولكن لم أجد أحدا، ناديت بصوت عال، قلت في نفسي سيسمعني أحد منكم، ولكن يبدو أنكم ابتعدتم كثيراً ثم قررت متابعة المسير نحو الجبال)

سأله كمال (ومن كان الذي يتبعك؟؟ هل عرفته؟؟)

رد جابر( لا أعلم حقيقته، شيء يملك صوتاً فقط بلا جسد، شيء لا أملك تفسيره)

قالت نور( كل شيء هنا ليس له تفسير، كل شيء هنا مخيف يبدو كحلم مزعج)

ردت حنان (حلم!! تلك فكرة معقولة، ماذا لو كنا في حلم جماعي، أو ربما أحدهم فعل لنا محاكاة)

نظر أدهم إلى أحمد فقال مازحا( زوجتي أصبحت مثلك تنطق كلمات لا نفهمها)

وفجأة طرق أحدهم على الباب، شخص ما أحضر لنا الطعام والشراب، وكأنها رسالة منهم على أنهم سيستقبلونا ضيوفا عندهم.

وأثناء تناولنا الطعام أكمل جابر قصته( تابعت المسير، وكان هدفي الوصول إلى قمم الجبال، ولكن لم يكن ذلك سهلا، المسافة بعيدة جدا، والطريق محاط بالمخاطر، في يوم هاجمني حيوان مفترس بالكاد نجوت منه. تعلمت إشعال النار بعد  محاولات كثيرة جدا، اصطدت بعض الحيوانات الصغيرة لسد جوعي، وإذا حل الليل كنت أشعل نارا عظيمة لأخيف بها الحيوانات المفترسة، وأكون  بمأمن في هذا المكان الموحش. في إحدى الليالي رأيت نارا مشتعلة في قمة إحدى الجبال ظننت أنها من صنعكم، ولكن يبدو أنني كنت مخطئا)

قال أحمد (وهل علمت من أوقد تلك النار؟)

رد جابر)(لم أعلم، ولكنها ليست أيضا من الذي في الخارج)

سألته باستغراب( هل هناك أقوام غيرهم هنا؟؟)

قال جابر (لم يكونوا قوما بل عدة أشخاص)

سألته (هل التقيتهم؟؟)

ضحك جابر وقال،( لقد وقعت صيدا لإحدى أفخاخهم)

لم يعقب أحد عن كلامه، بل نظرنا إليه باستغراب ليكمل كلامه أكمل حينها قائلا( قدم حينها خمسة رجال، وامرأة كنت معلقا بالهواء ورجلي مقيدة بالحبال نظرت لي المرأة ثم نظرت إلى جماعتها وقالت ليس منهم أطلقوا سراحه،)

 الأرض الضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن