الفصل الرابع :الرجوع إلى المستقبل (٣)

68 2 1
                                    

تبعنا ذلك الشخص إلى وجهته كما يدعي. لم يعد ذلك الشيء يتسلل إلى قلبي، الشعور به أصبح معدومًا. ربما كلمة الخوف قد فقد عقلي ما ترمي إليه.

أصبح يأخذنا يمينًا ويسارًا بين الأشجار. صاح جابر قائلًا له: "إلى أين تأخذنا يا رجل؟" قال الرجل بعدم الاكتراث: "بإمكانك أن تناديني جمال." قال جابر مستهزئًا: "تشرفنا سيد جمال، أجب على سؤالي، أين تسوقنا معك؟" قال جمال بكل برود: "قلت لك من قبل إلى بيتي." قال كمال: "وإن كان بيتك بعيدًا كل هذا، كيف علمت بقدومنا؟ لا تقل لي أنك كنت هناك مصادفة." ضحك جمال قائلًا: "لقد سرقت ما كنت سأقوله، مصادفة غريبة! كنت شاكًا أنك لن تصدق ذلك، خصوصًا أنت يا كمال، أصبحت لا تثق بالناس بعد كل الذي حصل لك."

ارتبك كمال من كلامه وقال له مستغربًا: "وما الذي حصل لي؟ أنت لا تعلم شيئًا عني." قال جمال: "من يزورك هو من قال لي كل هذا."

حينها اقترب كمال من جمال وأمسك بقميصه قائلًا بكل غضب: "هل تظن أنك تستطيع العبث معي؟ من أنت يا هذا؟" ابتسم جمال من ردة فعل كمال وقال ببرود ما زال يلازمه: "لو كنت مكانك، لما فعلت كل هذا." قال كمال: "هل تهددني؟" رد جمال: "وهل أنا من أمسك بك؟"

أفلت كمال ذلك الرجل وأكمل جمال قائلًا: "صدقوني جميعًا، أنا هنا من أجل مصلحتكم. وجودكم معي يعني أنكم ما زلتم بأمان." قالت حنان: "كلامك يا هذا غريب ومقلق. ما الذي تعنيه بأننا ما زلنا بأمان؟" ثم كادت حنان أن تتعثر بحجر لولا أن أدهم أمسك بها.

قال جمال: "يجب أن تنتبهي جيدًا، خصوصًا من هي بوضعك." ثم سكت قليلاً وأكمل: "فتاة ضعيفة ولا تقدر على معيقات الطريق. بالمناسبة، وجهك شاحب، ربما تحتاجين لبعض من المقويات. أملك بعض الأعشاب الجيدة في البيت، ذكريني أن أعطيك بعضًا منها."

شكرته حنان وقد باد عليها الاستغراب من كلام جمال. تعلم أنه يرمي إلى كونها حامل، ولا تدري كيف عرف بأمرها، مع أنه لا يملك سرها غيري. خفت حينما نظرت لي حائرة، أن تشك للحظة أنني أخبرته.

سر ذلك الرجل خطير، شككت أن ذلك العجوز كان يراقبنا منذ البداية ويتنصت على حديثنا. أعلم أن تلك الفكرة غبية، ولكنها الأنسب لتفسير كل ذلك.

في أثناء الطريق، شاهدنا شواهد قبور في إحدى الأماكن. وجودها جعلنا نطرح ألف سؤال على جمال. قال إنها لمجموعة من الأشخاص الذين وجدهم ميتين جميعًا لسبب يجهله، قال أنها كانت جثثا متفحمة ليس بفعل النار، وإنما كأنها احترقت من الداخل. ثم قال: "دفنتهم هنا تكريمًا لهم."

قال جابر: "وماذا فعلوا لك لتهتم بذلك؟ هل كنت تعرفهم؟" رد جمال: "أنا لا أعرفهم، ربما فعلت ذلك لكي يدفنني أحدهم إذا مت. أنا لا أريد أن أتعفن بالخارج أو تنهشني بعض المفترسات. هذا لا يليق بي."

ضحك جابر وقال: "نحن هنا إفعلها وسنقوم بالواجب." أطلق جمال بعض الضحكات وقال: "أخشى أن يحدث العكس. حينها سأستنزف كل قوتي لفعل ذلك."

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 07 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 الأرض الضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن