تَحت ضوء القَمَر | 𝐓. 𝐌𝐢𝐜𝐡𝐢𝐤𝐚𝐭𝐬𝐮

𝟑.𝟒

" يالهي ! بِحَقّ السماءِ كوكوشيبو ! أين كنت ! "
قالت بِفزع عِندما ظهر كوكوشيبو أمامُها مِن العَدم .

" لا تَهتمِي كثيرًا .. أنا هُنا لأوفي .. بوعدِي لكِ . "
تَمتم بِبرود وهو يُحدِق بها بِتمعِن .

' وَعد ؟ أي وَعد ؟! '
تَجعدت حَواجِبها بأستِنكار .. رُبما أنتَقلَت لها عَدوى مويتشيرو . بَقي كوكوشيبو واقفٍ يُراقبها بِملل ، وهو يَراها تُحاول التَذكر . شَهَقت بِصدمة عِندما تَذَكرت الأمر .

" أيُها الوَقِح ! "
هَمست وهي تَصرُ على أسنانُها بِغضب وحَرج ، أبتَسم كوكوشيبو بأستمتاع وقَال بِأستِفزاز " هيا .. سِينا ! أعلمُ أنكِ تُريدينَ هذا وبِشدة ! "

تَصنمَت في مَكانها ... لَحظة هل ذُكر أسمُها للتو ؟ ومِن مَن ؟ كوكوشيبو !؟ ألتفتت إليهِ والصَدمةِ تَعتلِي وجهها ، هَمست بِتردد " ما الذي .. تَهذي بهِ ؟ كَيف .. عَرفت أسمي ؟ وَلَقبي أيضًا .. ؟ "

تفَاجأ كوكوشيبو بَعض الشيء ، وتَنهد بِحزن قائِلًا " ظَننتكِ .. تتذَكرينني .. "

" أنا أتذَكركَ أيُها الوَغد ! لَكن .. هل تَذكرتني ؟ أو سمِعتُ أسمي عَن طَريق .. شخصًا ما ؟ "
نَطقت بِعصبية وبتردد كَبير . فَرك كوكوشيبو صِدغه بِألم هل هي غَبية أم تَتغابة ؟

حَدق كوكوشيبو مِن حَوله ؛ كانت سِينايا في أحِدى الغاباتِ تَقوم بِدورية لَيلية ، حَتى قابلَت كوكوشيبو . دَفعها بِخُفة وبِلُطف نَحو الشَجرة التي خَلفها .

حَدقت بِهِ بِذعر ، وتَمتمت بِعدم فِهم ، " ماذا ؟ "
أردَف كوكوشيبو بِنبرة حَنونة وهادِئة " أنا .. أنا أتذكركِ جيدًا ، سَيكون هذا أخر لقاء بيننا .. حتى ولَو تَقَابلنا مُجددًا .. "
سَكت في نهاية كلامه .

" أممم ؟ "

أطلقت هَمهمة تَحثه على قَول ما يُرِيد ، حَاصرها كوكوشيبو بَين الشَجرة ووضَع يديهُ على جانبُها . قال بِهدوء " سأخبُركِ عِندما .. نَنتهي . "

" ننتهي مِن ماذا ! "
ذَعُرت مُجددًا ، لَكن أقتراب وجِه كوكوشيبو مِنها جَعلها تدرُك جيدًا ما سَيحدُث . أنخَفضت أنفاسُها ، وهي تُحدِق بهِ بِعيون ذَابلة . أنفاسُه الحارة تَضرب بَشرتها بِهدوء .

تَلامَست أنُفوفهُم مَعًا ، وأختَفت أزواج عيونهُ الثانية كما في المرةِ السابقة . يَنظر في عِينيها بِعُمق ورُبما بِبعض النَدم .. أعطاها قُبلة سَريعة ودافئة على شَفتيها بأستِعجال .

كان هذا ما يُريده .. لَكن رؤيتهُ لها وهي تُحدق به بِنظرات لَم يَستطِع فَهمُها لَكنها تَقوده إلى الجنون ، فَتراجع عَن قرارهُ في المُغادرة .. وأمسك بِذقنها بأحكام وَلكن بِلُطف .