28

70 17 1
                                    

{{ غيناء }}

اختفت شمس الصباح وحجزت خلف ستار داكن من الغيوم , واستمر المطر بالهطول منذ ساعات ليل أمس..

أمام الشجرة حيث اعتاد الثلاثة الجلوس , وقفت غيناء وزخات المطر تنهال عليها بغزارة .. اقتربت منها لارا مهرولة مع مظلة مزخرفه: يا الهي سموك , ماذا تفعلين هكذا تحت المطر؟ ستمرضين والمسابقه غدا!

الفتاة التي كان المطر يقطر منها غمغمت: لا أهتم .. انه مجرد مطر

ابتعدت من تحت المظلة , تقترب أكثر من الشجرة بينما غزا القلق وجه لارا الذي غزاه الكبر , { يبدو ان الحادثة صدمتها أكثر مما يبدو } هي فكرت..

بمطر أغرقها , انتبهت لمجموعة أزهار بنفسجيه في بقعة صغيره عند أحد جذور الشجره فابتسمت بضعف: .. ما تزال هذه هنا؟

اقتربت منها لارا وغطتها بالمظلة: بالطبع , لقد اعتنيت بها بحرص من أن زرعتها سموك مع كامل حبها

انفلتت منها ضحكه مهتزه: بكامل حبي.. نعم , حب لا فائدة منه

رفعت رأسها تنظر الى أوراق الشجره البعيدة , بملامح تعيسه قالت: ... قلت سابقا بأني أمي سمتني غيناء , تيمنا بالشجره.. لأصبح صلبه قوية....

صامدة ... اسمتها أمها غيناء , إلا انها لم تكتسب القوة قط .. وكانت صدفة انها انضمت لقسم الشجرة , صامد كالجنكو ..

لكنها لم تكن قوية , ولم تكن صامدة...

اختلطت دموعها مع المطر: انا ضعيفه....

انتحبت: اكره كوني ضعيفه , اكره كوني محميه... لكنني لا اعرف كيف أكون أقوى , لا استطيع ان اكون أقوى .. لهذا ينتهي بالاخرين الأذى وهم يحومنني .. وينتهي بي بالأذى لأنهم يحمونني..

غطت وجهها , تنتفض من البرد والبكاء: انا .. اكره نفسي..

سواء أحبت هذا أم لا , كانت غيناء كاساندرا جريشما هي الأميرة الثامنه للإمبراطورية .. 

بقدر ما تذكر , كانت ذكرياتها الأولى في القصر سعيدة.. بقدر ما تذكر , كانت هناك ضحكات , أحضان , غفوات ورائحه خَبز.. لكن تلك الذكريات كانت قليلة , ضئيلة .. كحلم يقظة , لم تعد متأكدة ما ان كانت تلك الذكريات حقيقه أم لا..

لكنها تذكر جيدا حين انكسر الكأس , كيف تحول لشظايا وكيف تلوت أمها وصرخت وهي تبصق الدماء وتنزفها من الأسفل .. كيف تحول القصر يومها لظلام دامس..
سمعت بأن امها كانت ضعيفه اصلا بعد تسميمها لأول مره اثناء حملها بها، وبعد التسميم الأخير هي خسرت كلا من الطفل والرحم..

أمها الأم الأفضل , افضل أم يمكن ان يحظى بها احد .. تحولت لأسوأ ام من وقتها..

تجاهلتها كلما اقتربت , صاحت بها كلما لمستها او كلمتها .. ركب الجنون أمها وأغلقت على نفسها..

إيميليوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن