35

86 16 23
                                    

{{ نكران وخيانه }}

وسط المجتمع السحري , كان هناك العديد من الظواهر التي لم تفسر والتي لا يمكن تفسيرها بالمنطق حتى . عاشها وخاضها الكثيرون , لكن لا يمكن لأحد التوضيح لماذا حدثت , كيف تحدث او كيف من الممكن افتعالها بالتدخل البشري ..

أحد هذه الظواهر كانت ذكريات الطاقة السحرية , كلما كانت الطاقة السحريه نقية وكثيفة ومتركزه في مكان واحد لوقت طويل كلما جمعت ذكريات أوضح وأطول من هذا المكان . كذلك الأدوات السحريه حملت ذكريات لمالكيها , وأحيانا لمن صنعها ..

حين كان فردا من البرج , قرأ إيميليوس الكثير من المقالات حيال هذا الموضوع , لكن هذه مرته الأولى في تجريب هذه الظاهره

,

على قمة بعيدة , بساط الثلج الأبيض غطا المكان على مد البصر . لمعت حبيباته تحت أشعه الشمس , وسارت فوقه مجموعه من الأرانب البيضاء ..

قبل القمة كان هناك كوخ صغير , بجواره شجره صنوبر وحيدة .. خرج رجل ضخم الجثه من الكوخ مرتديا طبقات كثيره من الملابس يحمل رمحا ثلاثي الرأس .. نادى بصوت أجش: مون

حملت الريح صوته , لكن لم يسمع أي رد ..

رمش وهو يتلفت حوله , ثم انتبه لأقدام صغيره مختبئه خلف شجره الصنوبر .. اطبق على فمه يكتم ضحكته حين أدرك ما كانت ابنته الصغيره تفعل , حفرت خطاه داخل الثلج وهو يتقدم من الشجره ممثلا: موون؟ اين انتِ؟

وقف بجانب الشجرة متذمرا: يا الهي , كيف لا يمكنني ايجاد تلك الصغيره؟

قفزت عليه طفله صغيره من خلف الشجرة وهي تصنع وجها مرعبا: واااع!

اطلق الرجل صرخه عاليه وهو يسقط على ظهره والفتاة فوق صدره , أطلقت ضحكه عاليه سعيده: لقد خدعتك!

عانقها يضحك سعيدا : يا الهي لقد أرعبتني! كيف يمكنك الاختباء بهذه المهاره!

بثقة , معتزه بنفسها قالت: انا ماهره في كل شيء!

قَبَل رأسها بحب: نعم , طفلتي الصغيره عبقريه!

رفعها من فوقه وأعادها للأرض , نظرت إليه حين أمسك رمحه: ستخرج؟

ربت على رأسها : نعم , علي الذهاب للصيد من أجل السيد . سأعود قبل المغيب , لا تبتعدي عن المنزل كثيرا

هزت رأسها: حاضر , لا تقلق علي! عد سالما!

نظر لمون التي كانت لا تصل حتى نصف طوله , بأعينها الواسعه التي تحمل ثقه طفوليه فوق وجنتيها الممتلئتين .. لم يقاوم وعانقها بقوة: بالتأكيد سأعود! كيف لي أن أترك طفلتي الحلوه الثمينه ولا أعود!

تلقت مون الحب بضحكات سعيده وهي تبادله العناق..

الرجل المحارب كان دولتشي , كان رحالا هو وزوجته وابنته الصغيره التي كانت وحيدته . أثناء ترحالهم ماتت زوجته على هذا الجبل ولم يقوى على الإبتعاد عنه . لكن لهذا الجبل كان سيدا , وحشا ..

إيميليوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن