إيميليوس

16

 { أم }

بأذرع ممدوده خارج نافذه القطار , صاح بينجيرو ملأ فاه: واااااااه انا احب القطاااار

مقابله , إيميليوس كان مسترخيا على مقعده ينظر الى صديقه بكسل: هل انت طفل؟ ادخل رأسك وإلا تأذيت

اكمل مراقبا احمر الشعر الذي استجاب واغلق النافذه: ليست هذه حتى بمرتك الاولى في القطار

- انه مذهل كل مره!

تعيش ام إيميليوس , لافيليا في قرية شبه نائية للوصول إليها كان عليه النزول في محطه القطار في المدينة المجاورة لها ثم ان حالفه الحظ يصعد عربة او يكمل سيرا على الاقدام .. كانت رحلة يوم ونصف بالمجمل..

حتى مع تعلمهم مصفوفة الانتقال هذه السنه , لا يستطيع طلاب السنه الثالثه استعمالها بكفاءه خاصه للمسافات البعيده..

تبادل الاثنان اطراف الحديث لتضييع الوقت , برؤية صديقه المتقد حماسا جعله هو الاخر سعيدا .. في الواقع حتى في ماضيه السابق رافقه بينجيرو لزياره امه وعرفها عليه اول مره ..  كما هذه المره , قال له { امك هي امي } .. في المره الأولى كان له وقع لطيف لكن هذه المره كان لها وقع مختلف...

{ انت حتى لم تحضر جنازتها } هو فكر...

يعلم جيدا ان بينجيرو شخص رائع , كما يعلم ايضا ان نصف الخطأ يقع عليه لأنه ايضا لم يحاول التواصل معه ..

بعد التخرج ذهب بينجيرو لموطنه لرؤية معلمه حيث انقطعت اخباره هناك ومرت السنين , لذا لا عجب ان لم يعرف بينجيرو بأوضاعه تماما كما هو لا يعرف..

اغمض عينيه محاولا النوم قليلا حتى وصولهم للمدينه , لكن عقله الذي تحول لمفرط بالتفكير لم يعد يسمح له بالنوم بسهوله..

من بين اصدقاءه , كان بينجيرو هو الوحيد يتيم الأبوين..

لا يعلم الكثير حيال ماضيه حيث لم يحدثه المعني بالتفصيل , والده مات قبل ان يولد وماتت امه وهي تلده , ثم حين كان في الثامنه التقى بماثيو الذي أخذه , رباه وعلمه..

يتذكر جيدا كيف كانت تعابير بينجيرو وقتها حين اخبره , بمجرد تذكره كان  يشعر بمراره في فمه ويضيق به نَفَسه , سواء الان او في السابق.. 

قال بينجيرو القليل وتجاوز الكثير , ربما لأنه لم يرغب بإخباره , او لأنه لم يرغب بتذكر الامر..

لكن ليس من الصعب تصور ان طفولته كانت صعبه , لكن على عكسه طفولة إيميليوس كانت رائعه..

لافيليا وندر , ربته المرأة في قريته الصغيره وحدها منذ كان يذكر , لم تخبره قط عن أبيه , وهو لم يسأل .. هو حتى لا يعلم ان كان اسمه الاخير وندر يعود لأبيه ام لأمه , لكنه لم يكن يهتم.. كانت امه عالمه الوحيد قبل الأكاديميه , ام حنون عطوف , لم يشعر بالجوع او الخوف تحت جناحها قط..