37

61 15 35
                                    

{{ خالدٌ خالدْ}}

لم تكن الصدمة كلمة تصف حال جمان . " اليوم " الذي كانت تقضيه تمزق فقط وتبدد كحلم لتجد نفسها مستلقيه في سريرها , وقبل ان تعالج الوضع بذهول داهمتها ذكريات غير مألوفه ..

شهقت وهي تمسك رأسها بجزع .. كان لها زوج , كان لها ابنه ..

{ ريحان على وزن جمان , أليس اسما محببا؟ } صوت رجل يضحك تردد في رأسها ..

اسم ابنتها ريحان , قرره زوجها لأنه وجد انه من اللطيف ان يكون اسم ابنته مقاربا لاسم زوجته ..

اسم زوجها كريس , تاجر زار آل أدهم قبل عشرين عاما . تزوجته بعد زيارته بسنه وأنجبت منه ابنتهما بعد سنه أخرى..

كيف يعقل أنها نستهما كل هذه الفتره؟ 

مهما كانت أداة إيريم عظيمة . إلا انها بقيت تعمل لسنين , فعلت مصفوفة ضخمه وسحبت العديد من الذكريات للعديد من الأشخاص كل بضع سنين .. لهذا الذكريات التي خرجت منها كانت ناقصه , عائبه وضبابية .. بسبب ذلك , ادرك آل أدهم بشكل مبهم عن وجود طقوس تضحيه , لكن التفاصيل كانت غائبه عنهم..

خرجت جمان تركض وعقلها فارغ , في طريقها رأت الكثير من بنيها يتجمعون بوجوه حائره , وإلتقت برعد وزوجته عند درج مبنى العائله وقد فقدا القوة في أقدامهما مع إدراكهما ان ابنهما كان الأضحيه التاليه . تسلق كلاهما الدرج على أربع بهلع بينما ركضت جمان بجانبهما حافيه القدمين..

ما ان دلفت البهو , قابلت أدهم الذي تمايل في مشيته بوجه غائب لا يمكن أن يقرأ . من خلفه البقية , وبينجيرو يحمل بدر بين  يديه..

بأعين لا تبصر , نظر أدهم من فوق كتف جمان إلى زوجته التي ارتطمت بإطار الباب وهي تندفع داخله , تلهث بوجه مرعوب وشعرها التصق بوجهها الذي غطاه الدموع .. عاد ينظر الى وجه اخته التي سألت بصوت مرتجف: ريحان .. كريس..

لم يجرؤ حسام على رفع وجهه , انهار على ركبتيه مكررا اعتذاراته وهو يتكور محيطا بوجهه بجزع .. امسكت جمان بياقة أدهم تهزه بغير تصديق: انت .. هل قتلتهما؟

لم يرد أدهم , قلبه تحطم وروحه ماتت..

قتل العديد من الأطفال , زاروه في احلامه يبكون ويشتكون كل ليلة . لكنه ربت على نفسه وخفف عنها بأنه فعل هذا من أجل عشيرته .. والان ينتهي الأمر يكتشف بأن ما فعله كان عبثا , قتل من الأطفال ما قتل , وسلبهم من عائلاتهم وكل هذا كان فعلا بلا سبب..

نظر إيميليوس الى آل أدهم الذين انهارت قلوبهم وسحقت .. { حققت انتقامك بالكامل } قال في قلبه , يخيل إليه ضحكه دولتشي تتردد في البهو.. 

انهارت جمان على ركبتيها تنوح: لقد أخذتهما مني , ولم تسمح لي حتى بالبكاء عليهما!

صاحت وناحت , لكن الصدمه لم تسمح لها حتى بذرف الدموع..

إيميليوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن