في الليلة الأولى، وبعد أن أغلقت ندى عينيها، بدأت ترى أحلامًا مرعبة. في أحد الأحلام، كانت تمشي في ممرات مظلمة داخل مستشفى مهجور، وكانت أصوات الأطفال الباكية تتردد في أذنيها. في حلم آخر، رأت وجوهًا غريبة تراقبها من خلف النوافذ المغلقة. كانت الأحلام تبدو واقعية بشكل مرعب، وكأنها تعيش تلك اللحظات بكل تفاصيلها.بينما كانت تسير في الممرات المعتمة، شعرت ببرودة غير طبيعية تلفح وجهها، وكأنها تتنفس هواءً جليديًا. كل خطوة كانت تصدر صدىً مخيفًا يرتد بين الجدران المتشققة. فجأة، توقفت عند باب غرفة قديمة، وكان صوت بكاء طفل يأتي من الداخل. دفعت الباب بحذر، ليُفتح بصرير مرعب، وداخل الغرفة كانت ترى ظلالًا تتحرك بسرعة على الجدران.عندما حاولت الاقتراب من سرير في وسط الغرفة، انقضت عليها يد باردة تشدها إلى الوراء. التفتت بسرعة لتواجه وجهًا شاحبًا وعينين خاويتين تراقبانها. كانت الأنفاس الحارة لتلك الكائنات تحوم حولها، تثير في نفسها شعورًا بالاختناق. حاولت الصراخ، ولكن صوتها لم يخرج، وكأن الهواء حولها أصبح ثقيلًا وغير قابل للتنفس.في تلك اللحظة، انفتحت النوافذ دفعة واحدة، واندفعت ريح قوية مليئة بأصوات الهمسات المجهولة، تملأ الغرفة برائحة العفن والموت. تحولت الأضواء الخافتة إلى ضوء أحمر كالجحيم، والوجوه الغريبة التي كانت تراقبها من خلف النوافذ بدأت تتسلل إلى الداخل، تقترب منها ببطء، وأيديها تمتد نحوها بأظافر طويلة ومخيفة.بينما كانت تحاول الهروب، تعثرت وسقطت على الأرض، لتجد نفسها محاطة بتلك الكائنات. بدأوا بالاقتراب أكثر، وأصوات ضحكاتهم الشريرة تملأ المكان. شعرت ندى بأنهم يمسكون بها، يجرونها نحو الظلام الدامس، وعند تلك اللحظة الحاسمة، استيقظت فجأة من حلمها، لاهثة ومتعرقة، وقلبها ينبض بسرعة وكأنها كانت على وشك فقدان حياتها بالفعل.
أنت تقرأ
قرية الظلال
Mystery / Thrillerفي تلك الليلة، عندما خيّم الصمت على القرية، لم تكن الظلال مجرد انعكاس للظلام... كانت تتحرك، تراقب، وتنتظر لحظة الانقضاض. أدركتُ حينها أن الهروب من هذا المكان ليس خيارًا... بل كان لعنة لا مهرب منها."