بعد لحظات من التفكير المتسارع، قرر أن يتجاوز خوفه ويتحرك نحو الكوخ.
كانت تلك اللحظة حاسمة، ولم يكن لديه خيار سوى مواجهة ما ينتظره هناك، على أمل أن يتمكن من مساعدتها وإنقاذها.
في تلك الأثناء، كان عز منشغلاً بالتفكير في كيفية الخروج من هذا المأزق.
ولكن صوت خطوات اقتربت من الكوخ جعل أفكاره تتوقف فجأة.
نهض بسرعة وأمسك بعصا كانت ملقاة على الأرض، واقفاً خلف الباب بترقب.
ندى، التي كانت تقف بجواره، شعرت أن هذه اللحظة قد تكون النهاية.
قبضت على ذراع عز بقوة، والخوف يتملكها. سمعا طرقاً على الباب، تلاها صوت ينادي باسم ندى."دكتورة ندى، افتحي الباب! أنا صديق يوسف!" صاح الصوت من الخارج.
نظرت ندى إلى عز، الذي أومأ إليها بإيماءة تشجيع على فتح الباب، لكنه لم يترك مكانه، محافظاً على وضعه المترقب والعصا في يده.
ببطء، تحركت ندى من خلف الباب وفتحته، لتجد أمامها رجلاً لم تعرفه.نادت بسرعة: "من أنت؟"
أجاب الرجل معرفًا عن نفسه: "أنا سليم، صديق يوسف. يوسف طلب مني مراقبتك لحمايتك. رأيتهم وهم يختطفونك داخل المستشفى، ترددت في البداية في التدخل، ولكن بعد وقت قررت المضي قدمًا. حين دخلت، وجدت أنك تهربين مع شخص آخر، فلحقت بكما."
نظرت ندى إلى سليم بتردد، وهي تحاول تقييم مدى صدقه. لم يكن لديها وقت للشكوك، لكنها تعلمت أن تكون حذرة. استدارت نحو عز، الذي كان لا يزال ممسكًا بالعصا بحذر، وأومأت له لتأكيد كلام سليم.
عز، بنظرة فاحصة، أرخى قبضته على العصا قليلاً، لكنه لم يزل مستعدًا لأي طارئ. سأله بحدة: "كيف يمكننا أن نثق بك؟"
ابتسم سليم بتفهم وقال: "أعلم أن الوضع صعب، وأنكم لا تثقون بسهولة لكن يوسف يعلم جيدًا مدى خطورة الأمر، ولهذا السبب أرسلني لأساعدكم. إذا كنتما ستبقيان هنا، فالأفضل أن نتحرك بسرعة. لا نملك الكثير من الوقت."
شعرت ندى بضغط اللحظة، وأدركت أن البقاء في الكوخ لم يعد خيارًا آمنًا.
تلاقت عيناها بعيني عز، وكلاهما يعرف أن عليهما اتخاذ القرار الآن.قالت ندى بصوت خافت لكن مصمم: "لنغادر هنا إذن، ولكن عليك أن ترشدنا إلى مكان آمن."أومأ سليم بالموافقة، وقال: "تعالوا معي إلى منزلي لا أحد يعرفه"
قال عز :"انهم بالخارج اذا تحركنا سيعرفون مكاننا"
"لا تقلقوا انا اعرف طريقاً اخر. ويمكننا مراقبة الطريق لكن يجب أن نتحرك الآن قبل أن يكتشفوا مكاننا."
تحرك الثلاثة بهدوء من الكوخ، سليم يقود الطريق بينما عز وندى يتبعانه بحذر. كانت الظلام يخيم على المكان المحيط، ولم يكن هناك صوت سوى خطواتهم المتسارعة بين الأشجار.
كان الجو مشحونًا بالخوف والترقب، لكنهم جميعًا كانوا يعلمون أن هذه هي فرصتهم الوحيدة للنجاة.
أنت تقرأ
قرية الظلال
Mystery / Thrillerفي تلك الليلة، عندما خيّم الصمت على القرية، لم تكن الظلال مجرد انعكاس للظلام... كانت تتحرك، تراقب، وتنتظر لحظة الانقضاض. أدركتُ حينها أن الهروب من هذا المكان ليس خيارًا... بل كان لعنة لا مهرب منها."