في يوم من الأيام، تخرجت الدكتورة ندى من كلية الطب بامتياز وكانت مليئة بالحماس لخدمة الناس وإنقاذ الأرواح.
بعد أن أنهت دراستها، تلقت عرضًا للعمل في مستشفى صغير في قرية بعيدة اسمها "الظلال"، والتي كانت تقع في منطقة نائية ومعزولة عن العالم.
عندما وصلت ندى إلى القرية ، شعرت بالغرابة والرهبة في آن واحد.
القرية كانت تبدو قديمة وبعيدة عن التطور.
وصلت ندى في التاسعة مساءً، كانت المدينة هادئة هدوءاً مريباً، عندما نزلت من الحافله كان ينتظرها شخصاً حتى يوصلها الي وجهتها.'' مرحبا، هل انتي الطبيبة ندى؟ ''
كانت ندى تتأمل المكان عندما سألها هذا الشخص، انتبهت له وقالت
'' نعم، انا اسمي ندى''
تكلم الرجل معرفاً نفسه '' اسمي عارف، وانا سأرشدك الي طريقك''
حركت ندى رأسها بالايجاب وسارت معه وهي تتامله، كان عارف رجل كبير بالعمر، ملامحه حده قليلا، شعره كان طويل قليلا وشديد البيض.
كانت القرية منعزلة عن المدينة،وبالرغم من ان الساعه التاسعة الا ان القرية تبدو خاليه من السكان.
أخبرها عارف ان تركب العربه ليوصلها، كانت عربه ذات احصنه فركبت وهي تسأله '' أين اهل القرية ''
اجابها عارف دون أن ينظر لها '' الناس هنا تنام مبكراً لهذا لا تجدي احد، فكل من بالقرية داخل بيته الان ''
استنكرت ندى وشعرت بالرهبة فسألته مرة أخرى '' لماذا يناموا مبكراً فالوقت ليس متأخر''
'' القرية مختلفة كثيراً عن المدينة، عندما تعيشي هنا ستفهمي أكثر ''
صمتت ندى ولم تتكلم ثانياً وهي تتأمل الطريق، كان الطريق مظلماً والأشجار تحاوط الطريق من كلا الجانبين، والظلام من حولها يعطي مزيدا من بالرهبة والخوف وأصوات الحيوانات تزيد من الامر.
بعد نصف ساعة وصلت ندى، فنزلت من العربه.
تكلم عارف وقال '' هنا سكن الأطباء ادخلي الان نامي وصباحاً سيكون اهل القرية يملؤن القرية حتى ستشعرين انهم جراداً''صمتت ندى ولم تستطيع الضحك على هذه المزحة، فهي كانت تفكر في شيئا اخر، هل ترجع الي المدينة ام تدخل هذا المكان وتبدأ عملها الجديد، سمعت صوتا من خلفها يقول
'' مرحبا دكتورة ندى، انا الممرضه ليلى ''
التفتت ندى لترى ليلى واقفة عند الباب كانت ليلى ممتلئة قليلا ملامحها لم تكن واضحة لندى.
الظلام كان يحيط المكان و الضوء منبعث من وراء ليلى.
حاولت ندى الكلام ولكن صوتها لم يخرج اخيرا تكلمت ولكن بصوتاً مرتعش '' مرحبا ''تقدمت ليلى وامسكت حقيبة ندى وهي تدعوها للدخول، دخلت ندي معها لترى ملامحها اخيرا كانت ليلى ملامحها هادئة وجميلة.
بدأت ندى تهدأ قليلا وتطمئن نفسها ان هذه أول مرة تبعد عن عائلتها فلذلك هي تشعر بالرهبة بدون داعي.
دخلت غرفتها كانت الغرفة مكونة من سرير وجانبه طاولة صغيرة، وخزانة ملابس صغيرة ويوجد نافذة ذات ستائر بيضاء.كانت الغرفة مقبولة لحد ما كانت ندى متعبة من السفر فقررت ان تنام وصباحاً ستري ماذا تفعل، تركت حقيبتها.
من التعب بمجرد ان صعدت على السرير نامت على الفور.
وبعد أن أغلقت ندى عينيها، بدأت ترى أحلامًا مرعبة. في أحد الأحلام، كانت تمشي في ممرات مظلمة داخل مستشفى مهجور، وكانت أصوات الأطفال الباكية تتردد في أذنيها.
رأت وجوهًا غريبة تراقبها من خلف النوافذ المغلقة.
كانت الأحلام تبدو واقعية بشكل مرعب، وكأنها تعيش تلك اللحظات بكل تفاصيلها.بينما كانت تسير في الممرات المعتمة، شعرت ببرودة غير طبيعية تلفح وجهها، وكأنها تتنفس هواءً جليديًا.
كل خطوة كانت تصدر صدىً مخيفًا يرتد بين الجدران المتشققة.
فجأة، توقفت عند باب غرفة قديمة، وكان صوت بكاء طفل يأتي من الداخل.
دفعت الباب بحذر، ليُفتح بصرير مرعب، وداخل الغرفة كانت ترى ظلالًا تتحرك بسرعة على الجدران.
عندما حاولت الاقتراب من سرير في وسط الغرفة، انقضت عليها يد باردة تشدها إلى الوراء.
التفتت بسرعة لتواجه وجهًا شاحبًا وعينين خاويتين تراقبانها. كانت الأنفاس الحارة لتلك الكائنات تحوم حولها، تثير في نفسها شعورًا بالاختناق. حاولت الصراخ، ولكن صوتها لم يخرج، وكأن الهواء حولها أصبح ثقيلًا وغير قابل للتنفس.في تلك اللحظة، انفتحت النوافذ دفعة واحدة، واندفعت ريح قوية مليئة بأصوات الهمسات المجهولة، تملأ الغرفة برائحة العفن والموت.
تحولت الأضواء الخافتة إلى ضوء أحمر كالجحيم، والوجوه الغريبة التي كانت تراقبها من خلف النوافذ بدأت تتسلل إلى الداخل، تقترب منها ببطء، وأيديها تمتد نحوها بأظافر طويلة ومخيفة.
بينما كانت تحاول الهروب، تعثرت وسقطت على الأرض، لتجد نفسها محاطة بتلك الكائنات.
بدأوا بالاقتراب أكثر، وأصوات ضحكاتهم الشريرة تملأ المكان. شعرت ندى بأنهم يمسكون بها، يجرونها نحو الظلام الدامس، وعند تلك اللحظة الحاسمة، استيقظت فجأة من حلمها، لاهثة ومتعرقة، وقلبها ينبض بسرعة وكأنها كانت على وشك فقدان حياتها بالفعل.
أنت تقرأ
قرية الظلال
Mystery / Thrillerفي تلك الليلة، عندما خيّم الصمت على القرية، لم تكن الظلال مجرد انعكاس للظلام... كانت تتحرك، تراقب، وتنتظر لحظة الانقضاض. أدركتُ حينها أن الهروب من هذا المكان ليس خيارًا... بل كان لعنة لا مهرب منها."