الفصل التاسع عشر والأخير

9 4 2
                                    

الفصل التاسع عشر

استيقظت ندى على ضوء خافت وأصوات بعيدة.
شعرت أن رأسها يدور وآلام مبرحة في جسدها.
عندما حاولت الحركة، اكتشفت أنها مقيدة على كرسي في غرفة مظلمة.
الباب كان مفتوحاً قليلاً، ومن خلال الفتحة رأت ظل شخص يقف بالخارج.
كانت تعرف أن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً وأنهم الآن في قبضة أعدائهم مرة أخرى.

بدأت تسمع أصوات همسات تأتي من خلف الباب، محاولاتها للتحرك كانت فاشلة بسبب القيود المحكمة حول يديها وقدميها.
أدركت أنها في ورطة أكبر مما كانت تتصور. فجأة، انفتح الباب على مصراعيه ودخل منه دكتور وليد اقترب منها بهدوء وقال بنبرة باردة :"أخيراً تقابلنا من جديد اوعدك هذة المرة ان تكوني  هادئة الي الأبد"

لم تتحدث ندى وهي تحاول قراءة  وجهه لمعرفة نواياه كانت تفكر هل امسكوا الباقية ام استطاعوا الهرب.
ولكن قبل أن تفهم اي شئ دخل احد الرجال وتحدث مع وليد بصوت منخفض؛ بعد أن خرج الرجل التفت إليها وليد مرة أخرى وهو يبتسم ابتسامة ساخرة قائلاً :" يبدو انك مميزة، لأول مرة الرجل الكبير يريد رؤية شخصاً قبل قتله"

ندى شعرت بأن قلبها يكاد يقفز من صدرها. من هو هذا "الرجل الكبير"؟ ولماذا يريد التحدث معها؟ قبل أن تستطيع التفكير أكثر، قام الرجال بنقلها بسرعة إلى غرفة أخرى، كانت أكبر وأكثر إضاءة، وبها طاولة طويلة وعدة كراسي.

بعد دقائق من الانتظار القلق، فُتح الباب ودخل شخص ذو حضور قوي.
كان يرتدي بدلة سوداء فاخرة، وكان له وجه قاسٍ ومليء بالتجاعيد، كأن الحياة قد رسمت عليه كل لحظات القسوة التي عاشها. اقترب منها ببطء، وبدون أي مقدمات قال: "كنت أعتقد أن الأطباء يهتمون بحياة الناس، وليس بتدمير ما بنيناه."

ندى كانت تحاول الحفاظ على هدوئها.
قالت بهدوء. "لماذا تختطفون الأطفال؟ ما الذي تفعلونه هنا؟"
الرجل ابتسم ابتسامة باهتة وقال: "الحقيقة؟ الحقيقة ليست شيئًا بسيطًا كما تظنين. هؤلاء الأطفال يضحون بأرواحهم لإنقاذ مرضى يعانون "

قبل أن تستطيع ندى الرد، دخل فجأة يوسف إلى الغرفة، وجهه كان مغطى بالدماء وملابسه ممزقة. بدا أنه قد مر بمعركة للتو. "أطلقوا سراحها فوراً!"
صرخ يوسف ، وهو يرفع مسدسًا كان قد استولى عليه من أحد الحراس.

الرجل الكبير رفع يديه بإشارة لرجاله بالتراجع. "يجب أن تفهم أن ما تفعله لن يؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى. الأمور أكبر مما تستطيع أنت وندى فهمها."
لكن يوسف لم يتراجع.
قام بإطلاق طلقة في السقف، مما دفع الرجال للتراجع قليلاً. "لن أسمح لكم بإيذائها!"
صرخ وهو يحرك المسدس بتهديد.
رفع يديه الأخرى مشيرا لندى كي تأتي تحررت ندى من قبضة الرجل لتركض بأتجاه يوسف.

قال يوسف لندى :"عز ذهب ليحضر الشرطة "
ثم نظر الي الرجل الكبير مرة أخرى:"اما باقي رجالك فهم مقيدون بالغرفه الأخرى"

قرية الظلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن