بدأت المواجهة اندفع الرجال نحو عز وندى وسليم، كان عز الأسرع في رد الفعل امسك عصا، ووجهة ضربة قوية نحو احد الرجال ؛ مما اجبره على التراجع قليلا.
في تلك اللحظة كان رجل اخر يمسك ندى من ذراعها؛ كانت ندى تتلوي محاولة الهرب منه؛ لكنها بحركة سريعة تراجعت خطوة للخلف وسدت له ركلة قويه في معدته ؛ فأفلت يديها للحظات كانت كافية للهروب منه.
سليم كان يمسك بأحد الرجال ويوجهه نحوه لكمات قوية ولكن ليست كافية لهزيمة خصمه؛ كان الرجل يفوقه قوة لذالك كان يتحمل الضربات ليرد عليه بلكمات اقوي منه؛ رفعه الرجل من الأرض وألقه أرضاً ؛ تمكن سليم الافلات منه بصعوبة؛ ولكن كان رأسه ينزف بقوة أثر الوقعة؛ ورغم ألمه، استطاع التقاط حجر من الأرض؛ وضرب الرجل بقوة في رأسه، مما جعله يسقط على الأرض فاقداً للوعي.
كانت المعركة شرسة وقوية؛ كان عز يقاتل بشدة وكأنه مدرب على لذالك ولكن كان عدد الرجال كبيراً جدا؛ كلما أسقط احداً انقض عليه اخر؛ وندى كانت ممسكة بعصا تقاتل بها بشدة كانت غريزة البقاء تدفعها رغماً عنها؛ وسليم رغم ألمه كان يقاتل بكل قوته؛ ورغم انهم كانوا يقاتلون بكل قوتهم ولكن الرجال كان يفوقهم قوة.
علموا انهم لن يستطيعوا التغلب عليهم ولكن عليهم وصلوا إلى مكان لا عودة فيه.
في خضم الفوضى صرخ عز بقوة :"نحن لا نملك فرصة هنا! علينا أن نهرب هيا!.."
ادراك سليم وندى ان القتال لن يستمر طويلاً لصالحهم؛ ولكن الهرب لم يكن سهلاً فالرجال كانوا مستمرين في ضربهم؛ كانوا محاصرين من جميع الجهات.
في تلك اللحظة سمعوا صوت محرك سيارة يأتي نحوهم؛ شعر الرجال بالارتباك قليلا وترجعوا قليلا.
بمجرد أن رأي سليم تراجع الرجال اندفع ركضا ً نحو السيارة وهو يصرخ :"اهربوا!.."ركض عز وندى أيضا بأتجاه السياره.
وقفت السياره أمامهم؛ خرج يوسف من السيارة وهو يهتف سريعاً:"هيا اركبوا بسرعة"اندفعوا جميعا نحو السيارة؛ بمجرد ان استقروا، انطلق بهم يوسف بعيداً عن الرجال.
كانوا يلهثون من التعب؛ في تلك اللحظة سمعوا صوت إطلاق نار؛ التفتوا ورأهم ليجدوا الرجال يطلقون عليهم؛ هتفت ندى
ليوسف :"اسرع يوسف سيمسكوا بنا"كان يوسف يسرع؛ ولكن انطلقت أحدا الرصاصات لتخترق الزجاج وتصيب سليم في ذراعه. تأوه سليم من الألم بينما كان يمسك بذراعه المصابة، كان الدم يسيل منها بغزارة.
حاول يوسف زيادة السرعة، متجنباً الرصاص الذي كان يتطاير حول السيارة. كان التوتر يخيم على الجميع داخل السيارة، وكانت ندى تحاول جاهدة التماسك رغم خوفها الشديد.
صرخ عز من المقعد الخلفي: "علينا أن نجد مكاناً للاختباء بسرعة قبل أن يلحقوا بنا!"
أومأ يوسف برأسه وقال بصوت متوتر: " حسنا"
نظر سليم إلى ذراعه المصابة، كانت حالته تزداد سوءاً، لكنه حاول التماسك
قالت ندى بقلق: "علينا معالجة جرحك بسرعة، سليم. يجب أن نجد شيئاً لوقف النزيف."
كانت ندى تمزق قطعة من قميصها لتستخدمها كضمادة مؤقتة.بدأت السيارة تتمايل على الطريق الضيق، وبينما كانت الرصاصات تستمر في الهطول من خلفهم، كان كل واحد منهم يحمل قلبه بين يديه، يدعو أن يتمكنوا من الوصول إلى الأمان قبل أن يصاب أحد آخر.
بعد دقائق بدت كأنها ساعات، انعطف يوسف بسيارته بسرعة نحو طريق جانبي ولكن كانت حركته سريعة وغير متقنة، وانقلبت السيارة بهم، تتدحرج لعدة مرات قبل أن تتوقف على جانب الطريق. ساد الصمت لبرهة، تخلله صوت التنفس الثقيل والتأوهات.
ندى كانت الأقرب إلى الوعي، حاولت التحرك لكن شعرت بألم حاد في كتفها. نظرت إلى سليم الذي كان ملقى على جانب المقعد الأمامي، عينه مغلقة ودم يسيل من رأسه وذراعه.
عز ويوسف كانوا فاقدين للوعي والدماء تملئ وجههم، الأصوات تلاشت تدريجياً في أذن ندى بينما شعرت بالدوار الشديد.
حاولت رفع رأسها بصعوبة لترى ما حدث، لكنها شعرت بألم شديد في رأسها وجسدها. حاولت النظر حولها لترى حالة الآخرين، لكنها لم تستطع التركيز.
قبل أن تفقد الوعي تماماً، رأت أشخاصاً يقتربون من السيارة.
أنت تقرأ
قرية الظلال
Mystery / Thrillerفي تلك الليلة، عندما خيّم الصمت على القرية، لم تكن الظلال مجرد انعكاس للظلام... كانت تتحرك، تراقب، وتنتظر لحظة الانقضاض. أدركتُ حينها أن الهروب من هذا المكان ليس خيارًا... بل كان لعنة لا مهرب منها."