الفصل السابع عشر

3 4 0
                                    

بعد مرور عدة ساعات بدت وكأنها دهر، بدأ أول خيط من خيوط الفجر يتسلل عبر النوافذ، مخترقًا الظلام الذي كان يغمر الغرفة.
شعر عز ببعض الراحة لرؤية الضوء، فقد كان يعلم أن الفجر يحمل الأمل، وأن الليل لم يعد يخفي الأخطار نفسها.
استفاقت ندى على ضوء الصباح وهي تشعر ببعض الانتعاش.
نظرت حولها، وتذكرت المكان الذي هي فيه،

ثم التفتت إلى عز الذي كان لا يزال جالسًا على الأريكة، متيقظًا."هل حدث شيء خلال الليل؟" سألت ندى بصوت مبحوح.

اجابها عز :"لا لم يحدث شئ ولكن علينا التحرك في أسرع وقت"

نهض سليم من نومه على الكرسي، وابتسم لهما بتعب: "الآن وقد حل الصباح، يمكننا البدء في التخطيط للتحرك. لكن علينا أن نكون مستعدين لأي شيء."

قال عز بجدية: "علينا الوصول إلى المدينة او القرى المجاورة بأسرع وقت ممكن، والاتصال بالشرطة هناك. لا يمكننا أن نبقى هنا لأكثر من ذلك، فهذا المكان لم يعد آمنًا."

اومأت ندى رأسها وقالت :" ولكن كيف سنتحرك يجب أن نتأكد انهم لا يتابعوننا "

فكر سليم قليلا قبل أن يقول :"انهم لا يعرفوني سأخرج اتأكد من الطريق واخباركم "

وافقه عز على اقتراحه. استعد سليم للخروج من البيت كان يرتجف مما هو مقبل عليه  ندى عندما شعرت بخوفه

ابتسمت ندى لسليم محاولةً بث الثقة في قلبه، وقالت له بصوت مطمئن: "سليم، نحن نعتمد عليك. إذا تأكدت أن الطريق آمن، سنتمكن من الخروج من هنا بسلام."

أخذ سليم نفسًا عميقًا وخرج ببطء من الباب، متمتمًا بعض الأدعية في سره.
وقف للحظة خارج المنزل، يستمع بعناية إلى أي صوت قد يدل على وجود أحد. كانت القرية هادئة بشكل مريب، لا صوت سوى الرياح التي تحرك الأشجار بهدوء.تسلل سليم بين الأشجار، متجهًا نحو الطريق  كل خطوة كان يقوم بها كانت تزيد من توتره، لكنه كان يعلم أن بقاءهم في هذا المكان خطر جدًا.
نظر يمينًا ويسارًا، ولم يرَ أي أثر للذين كانوا يلاحقونهم.
عاد سليم إلى المنزل بخطوات أسرع قليلًا، محاولًا الحفاظ على هدوئه.
دخل وأغلق الباب خلفه، وقال لهم بصوت منخفض ولكنه مليء بالثقة: "الطريق آمن. لم أرى أحدًا في الجوار. يمكننا التحرك الآن."

نهض عز وندى بسرعة، يجمعان ما يمكنهما من أشياء ضرورية. قال عز: "علينا أن نكون سريعين، وألا نترك أي أثر خلفنا. نتحرك الآن، ونبقى معًا مهما حدث."

أومأت ندى بالموافقة، ثم ألقت نظرة أخيرة على المنزل الذي كان ملجأهم لليلة واحدة فقط، قبل أن تتبعهما إلى الخارج.

خرجوا من المنزل بهدوء،  كان الجو باردًا، والضباب يغطي الأرض، مما أضاف جوًا من الغموض والرهبة إلى الرحلة.بدأوا في السير عبر الأشجار وكانت خطواتهم متسارعة ولكن حذرة. لم يكن هناك سوى صوت الرياح الخفيفة وأوراق الأشجار التي تتحرك بلطف. كانوا يشعرون بأن كل خطوة قد تقربهم من الأمان، ولكن أيضًا من الخطر.
كان الطريق شاقًا، وكان عليهم المرور عبر تضاريس وعرة، لكن عز وندى كانا مصممين على مواصلة السير. لم يكن أمامهم خيار آخر سوى الوصول إلى المدينة، حيث يمكنهم إبلاغ السلطات وإيقاف هؤلاء المجرمين.
بينما كانوا يسيرون بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة، كأن أحدًا يتبعهم.
توقف سليم فجأة، وأشار لهم بأن يختبئوا خلف شجرة كبيرة.
همس عز وهو يراقب الطريق الخلفي: "هل تتبعنا أحد؟"
أجاب سليم وهو يلتفت يمينًا ويسارًا: "لا أعلم، لكن علينا أن نكون حذرين. قد يكونون في أثرنا."
بقوا مختبئين لبعض الوقت، يراقبون الطريق من حولهم. كانت الأعصاب متوترة، وكل منهم كان يفكر في الطريقة الأفضل للتصرف إذا تعرضوا لهجوم.بعد دقائق طويلة من الانتظار، قرر سليم أن يتحرك مرة أخرى. "لا يمكننا البقاء هنا. إذا كانوا يتبعوننا، فسنكون هدفًا سهلًا. علينا أن نتحرك بسرعة."

واصلوا السير بصمت، لكن القلق كان واضحًا على وجوههم.
بعد لحظات وجدوا أنفسهم في مواجهة مع مجموعة من الرجال المسلحين .
كان واضحًا أن هؤلاء هم رجال العصابة.

صرخ أحدهم: "أخيرًا وجدناكم! كنتم تعتقدون أنكم ستفلتون منا؟"

تراجع عز وندى وسليم خطوة إلى الخلف، وعيونهم تبحث عن أي مخرج.
كانوا محاصرين، والرجال يتقدمون نحوهم ببطء ولكن بثقة.
أدرك عز في تلك اللحظة أن الأمر قد وصل إلى نقطة اللاعودة، وأنهم في مواجهة أخيرة مع هؤلاء المجرمين. نظر إلى ندى وسليم، ثم قال بحزم: "علينا أن نقاتل. لن نستسلم الآن."ابتسم أحد الرجال بسخرية وقال: "تقليل الخسائر؟ هذا خيار غير متاح لكم. لقد جئنا لإنهاء الأمر."

وبدأت المواجهة...

قرية الظلال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن