تساقطت الثلوج بشكل كثيف في اليوم الثامن من الشهر القمري الأول،كانت الخادمة فو هوا تحمل سلة كبيرة من الخيزران في يدها. ولم تكن طويلة القادمة، وكانت ترتدي ثوباً قطنياً بسيطاً، مشت الخادمة بخفة على الطريق الجبلي شديد الانحدار، ففي هذا الوقت، تساقط الثلج بشكل كثيف غطى السماء والأرض وكأنه بطانية بيضاء.
وعلى قمم الأشجار تجمعت ايضاً طبقة سميكة من الثلج.
كان طريق الجبل شديد الانحدار ولم تكن خطوات فو هوا سريعه كون الثلج الكثيف قد اعاق حركتها، ومع ذلك، اذا نظر المرء بعناية، فسوف يرى ان المسافة بين آثار أقدامها كانت متساوية - لا بوصة ابعد ولا مليمتر اقل.
لم تكن هنالك طيور او حيوانات في الجبل، فقط حفيف الثلج المتساقط كان يسمع.
ودون ان تعرف كم من الوقت قد سارت، زفرت فو هوا الهواء الأبيض من فمها ، وانحنت زوايا فمها برفق بأبتسامة، ولم تستطع الا ان تسرع في خطواتها، وعندما عبرت حول شجرة الصنوبر الطويلة، ظهر الجناح أمام مرأى من عيناها،
بني الجناح فوق قمة جرف، بشكل يناقض اشجار الصنوبر الملتوية. كان الجناح يملك مستويين، ومحاطاً بأحكام بستارة من الخيزران. وعلى الرغم من كون ستارة الخيزران تبدو عادية للوهلة الاولى؛ لكنها في الحقيقة كانت تقي الجناح من البرد، مهما كانت الرياح ثقيلة والثلوج كثيفة.
( ستارة الخيزران)
مشت فو هوا إمام الجناح واتسعت ابتسامتها بالتدريج وهي ترفع ستارة الخيزران.
نادت بنبرة لطيفة " سيدي الشاب "
في اللحظة التي نادت فيها سيدها الشاب، لاحظت أن الجناح كان فارغاً، تجمدت الابتسامة التي كانت على وجهها وتحولت الى تعبير أكثر قلقاً واستياءً.
وضعت سلة الخيزران بقوة على الأرض، واستدارت جارة خطواتها نحو الجبل خلفها.