"البدايات دائما ما تكون عبارة عن صدف ؛ رب صدفة خير من ألف ميعاد ؛ أم صدفة لتغير أقدارا محتومة ؟"...
__________________________________
أنا جوزيف مجددا ؛ و هذه حياتي الجامعية المليئة بالملل ...
منذ التحاقي بكلية العلوم الاقتصادية و أنا أعاني الأمرين ، ربما كانت سنة سوداء بامتياز ، لم يكن هناك ما يشاركني سوداوتي غير سجائري وفقط!! ، اعتدت الجلوس و التجوال وحيدا ، نعم مازلت جذابا و ذكيا إلى حد ما ؛ لكنني ارتأيت من منظوري الخاص ، أن رؤيتي للأشخاص و الناس قد تغيرت بشكل ملحوظ ، صرت نوعا ما حريصا على الرفقة التي تأتيني و التواصل الذي يكون بيني و بين أناس لا أعرفهم ، نوما صارت بصيرتي "ثاقبة" فيما يخص هذا الموضوع ، لكن الميول و الشهوات لم تتغير ، من منا لايحب الجسد و المال؟!!.ارتأيت بعد مشاورات عديدة أن أتخلص من تلك السوداوية تماما ؛ و أن أذهب إلى شيء أكثر لفتا للنظر و يستحق العناء من أجله و قد كان ذلك ...
"كلية العلوم و التكنولوجيا" ، لقد غيرت تخصصي و في كلية أبعد عن منزلي و عن الكلية السابقة التي كنت أدرس فيها ، أملا أن أجد ضالتي هناك..
مرت الأيام و الشهور ، لم يتغير شيء!! ملل و ملل و أخيرا ملل ، اللعنة لم أكن مخطئا حين اعتقدت أن هذه البلاد مجرد مستنقع من القذارة يسحبني إليه لكي أغرق فيه !! ، حسنا لقد اكتفيت ، لابد لي من شيء ما لكي ابرز فيه ما استطيع ابرازه؛ حتى و لو تطلب الأمر الابداع وسط هذا المستنقع القذر!..
في أحد أيام الكلية المملة ، كنت أسير باتجاه الباب الذي يؤدي إلى حافلات العودة إلى المنزل ، لقد كان يوما مملا لا شيء جديد فيه ، بعد بضع خطوات أخذتهت صوب الباب ، لفتت انتباهي لافتة كانت نعلقة على أحد جدران الكلية ، اقتربت لكي أرى فحواها ..
" نادي ومضة يفتح أبوابه للمتميزين لإبراز مواهبهم ؛
لكل بداية نور..ومضة"لن أكذب إن قلت أن هذه الكلمات تغلغلت بعمق في عقلي ، يبدو أن القدر قد ابتسم إلي أخيرا...
رجعت الى البيت و مباشرة بدأت بالبحث عن حسابات ذلك النادي ، و سرعان ما وجدته ، يبدو أنه ناد معروف في الحرم الجامعي ، عبأت معلوماتي الشخصية و انتظرت حتى يتم قبولي ، ماهي إلا بضع دقائع حتى استقبلت رسالة في الإيميل الخاص بي :
"مرحبا جوزيف ، يسعدنا طلب انظمامك لنادينا ، لنا الشرف في أن تنظم إلينا في نشاط النادي الأول و الذي يتمثل في افتتاح نادي ومضة لكل الطلبة الجامعيين "
هذا كل شيء؟! ، بالمعلومات التي لدي ، يجب أن احظى بمقابلة و ماشابه ، لكن لا بأس ، يبدو أنني أثرت إعجابهم فقط من استمارة التسجيل ، سأنتهز الفرصة بما أنها أتتني على طبق من ذهب..