~chapter 6~

143 1 0
                                    

أذهب و أعود ...
أذهب و أعود...

________________________________

هل تدرون مالذي يقلقني و يجعلني لا أرغب سوى بالصراخ و الغضب ؟! أن أتعلق بشخص و من ثم يذهب و يعود كما يريد ، و كأنني لست موجودا ، و كأنني أجوف بدون أحاسيس ، مجرد من كل المشاعر ، بارد لامبالي ..
حقا إنه لشيء مشين ! ، أستشعر الغرابة عندما أتحدث هكذا ، لكنني في النهاية إنسان ، أحب و أغضب و أشعر بالغيرة ، هذه غريزة فطرية ..
مر يوم بعد أن اختفت هانا عن كل شيء ، لم أشأ أن أزعجها أو أن أسألها لم فعلت ذلك، تمر الدقائر و الثواني ، لكنني لم أستطع تحمل ذلك! ، تناولت هاتفي و تركت لها رسالة ستراها عندما تعيد تفعيل حسابها مرة أخرى :
"إذن ، لقد كان الأمر كذلك، حذفت حسابك و تركتني كالمتعلق بقشة في طوفان ، اختفيت و لم تنبسي ببنت شفة ، حسنا ماباليد حيلة ، إذا كانت هذه رغبتك فأنا أحترمها، لكنك ترتكبين خطأ في حياتك ، مالفائدة من الهروب من مصير محتوم ، أو ماهو شعورك و أنت تتركين ورائك من أحبك بكل قطرة منه ، مالذي تفعلينه ؟ ألهذه الدرجة لم أعن لك شيئا ! ، حسنا إن كان كذلك فأنت حرة ، افعلي ماتريدين"
كتبت تلك الرسالة و جوارحي مغلفة بالحسرة و الغضب اللذان يكان يمزقان جسدي ، ليس لأنني كرهت هانا و ماشابه لا أبدا! ، لكنني لم أتحمل أن يجعلني شخص ما خيال صحراء بعدما كنت "إدمانه"...
انقضى ذلك اليوم منذ أن اختفت للمرة الأولى ، تركت تلك الرسالة لها و خلدت للنوم ، في صباح اليوم التالي استيقظت، كالعادة أول ما أفعله هو تناول هاتفي و تصفح ما فاتني ، للحظة انتبهت لأمر ما ! لقد عاودت هانا تفعيل حساباتها من جديد ، انتبهت للأمر لما رأيت طلبات الصداقة منها ، أول ما خطر على بالي هو تفقد ما أجابت به عن رسالتي لليلة أمس ، تفقدت الشات ، و قد كان كذلك ، لقد أجابت هي الأخرى برسالة مطولة:
"أعلم أنك غاضب مني بسبب مافعلت ، لا أعلم و لكنني أردت فقط أن أبتعد ، أنا متفهمة لكل ما تحس به ، لكنني أنا الملامة ، أنا من يفسد الأمور دائما ، أنا حقا لازلت أحبك ، لكنك ستكرهني بمزاجيتي هذه ، فالأفضل أن تبتعد عني "

ما إن قرأت رسالتها حتى فار الدم إلى رأسي ، لم أدر مالذي تفكر به ، استجمعت شتات نفسي و أرسلت لها :
"مالذي تقولينه ! هل جننت ! كيف أبتعد عنك ؟ لقد أخبرتك من قبل أنك حرة فيما تفعلينه ، لكن هل كان هناك ضرر لو أخبرتني على الأقل ؟ هل ستضرك بضع كلمات ؟ لو تعتبرينني صديقك المقرب ألست أرى أنه لدي الحق في كل ما أقوله؟ إن كنت مخطئا فأخبريني!!، أنا لا أكرهك و لا أريد الابتعاد عنك ، فقط أريد أن نتشارك ما نفكر به و مانشعر به "

"حسنا أعدك أنني سأفعل ، أرجوك سامحني ، أنا حقا أحبك و لا أريد أن أخسرك "

" و أنا ايضا أحبك .."

تصالحنا بعد كم من الرسائل المطولة ، للعلم فأنا لا أحب هذا النوع من الرسائل ، أفضل التكلم وجها لوجه عوض ذلك ، لكن لا بأس طالما كنت أوضح ما أفكر به ..

مرت الأيام و استمرينا بالتحدث و الالتقاء ، كنت أشعر أنني أقترب منها شيئا فشيئا ، لا أدري إن كان هذا يهمها أو لا ، لكن حبي لها كان يزداد بمرور الوقت ..

في أحد المرات التقى جميع أعضاء النادي بدعوة مني للخروج من جو النشاطات و الروتين الجامعي ، و الحصول على بعض الفرجة و التسلية ، كان أول ما لعبناه معا هي " لعبة المستذئب "● ، ثم لعبة " جرأة أم تحدي " ، و أنا شخصيا أكره هذه اللعبة ، لأنها تجبرك على قول تفاصيل أنت في غنى عنها ، في ذلك الوقت كان الجميع هناك بمن فيهم هانا ، أنجيلو و جيسيكا ، بدأنا باللعب مطولا لحين وصل الدور إلى هانا ، فطلب منها أ تخبرنا عن أكثر شخص معجبة به ، ساد الجو من الحماس عند الجميع عداي ، لأنني كنت واثقا من أنها ستختار أنجيلو بسبب ما حدث ، لكن المفاجأة حينما رأيتها أشارت إلي و تفوهت باسمي ، لم أدر ما أصابني آنذاك لكن اجتاحتني عاصفة من النشوة و السعادة ، اقشعر جسدي و احمرت وجنتاي ، اكتفيت بابتسامة مجاملة لأنني- آنذاك- كنت أتحاشاها و أتفادى الاحتكاك بها أو الكلام معها خشية أن ألفت الانتباه بأنني واقع في حبها ، لم أرد أن يعلم الجميع ذلك ، لكن الأمر افتضح عندما وصل الدور إلى و طلبت إخبارهم عن الفتاة المعجب بها ، استسلمت للأمر الواقع و أخبرتهم بأنها هانا ، و لحسن الحظ أن الأمر لم محط اهتمام الجميع بسبب جو الضحك السائد ، و سرعان ما تم نسيان اعترافات الجميع...

بعد وصولي للبيت أرسلت لهانا رسالة و أنا لازلت تحت تأثير ما قالته قبل ساعات قليلة :

-اسمعي هانا ، أحقا قلت ذلك من أعماق قلبك ؟
-هل تفاجأت من ذلك؟
-لكي أكون صريحا ، نعم
-أريد أن أن أسألك ، هل أنت حقا تحبني؟ أقصد خارج إطار صداقتنا المقربة..
-لقد أخبرتك ذلك مرارا و تكرارا ، نعم أنا أحبك ..
-حسنا ، لقد قلت ذلك تماشيا مع ما أحس به..
-و أنجيلو؟
- إنه لا يعيرني أي انتباه ، لذلك سأتعامل معه كأي شخص عادي ، أو لا أتعامل معه في الأساس..

كان لكلامها وقع عظيم علي ، هدأت جوارحي و سكن غضبي و اطمأنيت ، على الأقل لما هو قادم...

______________

●: لعبة المستذئب = أو ما يطلق عليها "لو غارو "
"Loup garou "
هي لعبة جماعية تستطيع أن تلعب ابتداء من 9 أشخاص و أكثر ، تنص على أن اللاعبين مجموعة قرويين يتخللهم مستذئبون ، مهمة هؤلاء القرويين هو اكتشاف هؤلاء المستذئبين و منعهم من قتل القرويين ، تتضمن القرية مجموعة من القرويين المميزين و هم الذين يملكون أدوارا تخولهم لمساعدة القرية في اكتشاف هؤلاء المستذئبين ، هناك العديد من الأدوار تعطى على حسب عدد الأشخاص الموجودين..[ انتظروا رواية عما قريب لهذه اللعبة ]

****

اسمها هانا || Her name's HANNAH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن