أنا لا أستبق الأحداث ، فربما اليوم الذي قررت فيه أكون سعيدا هو يوم موتي..
لذلك استمتعوا بحياتكم و لا ترهنوا سعادتكم بيوم محدد..______________________________________
بقدر ما كنت بعيدا عنها ، بقدر ما كنت مشتاقا لها ، لكنني كنت مضطرا لذلك؛ فقط لكي أحقق لها رغباتها ، و هي كتابة رواية عنها و قصتنا منذ أن تعارفنا و أحاسيسي تجاهها ، لقد كان ذلك مثل الامتحان بالنسبة إلي...
لطالما تساءلت حقا عن إحساسها الحقيقي تجاهي و عن شعورها بقراءة كتاباتي...فقط لو أعرف حقيقة ذلك لأن الفضول يكاد يقتلني و مجرد التفكير في ذلك يجعلني أنتصب بوحشية ...
ماذا لو كانت تبادلني نفس الشعور؟ ماذا لو أنها -كأنثى- تحتاج لمن يشبع رغباتها و يطفئ نارها ، تبحث بين كلماتي عما يوصلها للذة التي ترجوها ، حتى و لو كان ذلك نشوة مؤقتة ، أما أنا فلم أستطع التحمل أكثر فأطلقت العنان في كتاباتي هذه ، استسلمت لمشاعري ؛ و وضعت احتمالين في رأسي :
الأول هو أن تكرهني حد اللعنة فأصبح منحرفا وغدا عابدا للجسد و الجنس فتمقتني و أصبح كالنقطة السوداء وسط صفحة ناصحة البياض ..
و أما الاحتمال الثاني فهو أن نتوافق في المشاعر و أن نطلق العنان لما نكبته داخل روحنا الطامعة في إيجاد السعادة و إخراج كل ما نخفيه من حب و نشوة و رغبة في إشباع الذات و استشعار كل الملذات ...
أما حقيقة ما أحس به أنا و هو -كلام حقيقي بحت- هو أن رغبتي تتشكل من أمرين اثنين ، رغبتي في أن تبادلني مشاعر الحب الصادق الحقيقية ، أن تحبني مثلما أحبها و أن تغار علي مثلما أشتعل غيرة عليها و أن تشتاق إلي مثلما أشتاق إليها .. أي أن تكون هذه الأحاسيس أكبر من كوننا مجرد صديقين مقربين ، أعلم أنني دفنت هذا الموضوع منذ زمن لكنني في النهاية مجرد إنسان أحس و أشعر و أحب و لا أنسى مالذي جعل قلبي يدل لأول مرة بصدق و عنف ...
أما رغبتي الثانية فهي أن نكون كيانا واحدا ، أن تشاركني كيانها و أن أشاركها كياني دون حدود و دون معيقات و برغبة صادقة نابعة من كلينا ، كم أتعطش لأن أغمر جسدها بالقبلات الساخنة التي تجعل جسدها يتقلص و يتلوى من اللذة ، كم أتوق لأن ألمسها دون أن يكون بيني و بين التردد حد أو معيق ، أن أعتصر ثدياها و أن تكون يدي ذات أنامل شيطانية تدخل مهبلها لآخره و أن يكون قضيبي مسخرا فقط لجسدها وولوج كل ثقب من ثقوب جسدها ، من فرجها الوردي الناصع إلى مؤخرتها المشمشية إلى ثغرها المتموج الذي يملؤه لعابا ساخنا يجعل ضربات قلبي تتسارع و أنفاسي تتثاقل ، أريد أن أملأها بكل قطرة من سائلي الدافئ و أن أحتضنها بين ذراعي و هي تتجاوب معي بكل حنية و سلاسة ، تداعب خصلات شعري و تتنهد بعنف و تخرج الكبت الذي تخفيه داخلها معي أنا جوزيف ..أريد أن نحزى بتلك اللحظة التي لا يكون فيها أي شيء يسمح لنا بالتوقف...جعلت الرواية محطة اهتمام لها ، سخرت كل كلمة و كل شعور و كل احساس خفت أن أقوله لها أو أن أعبر عنه ، غبت عنها لثلاثة أيام متواصلة ، كنت مريضا نوعا ما ، لكنني كنت أقاوم من أجلها ، كل كلماتها من صميم قلبي و ليس تأليفا و ماشابه ، أخبرتها من قبل أنني سأطلعها على كل ما أحس به تجاهها ،وسيكون ذلك...
~~~~~~
-مرحبا هانا ...
-تبا لك ..
-على رسلك أهكذا يرحب بي؟..
-أنت حقا وغد لعين ، أين كنت طوال هذه المدة ، أحسست أنني قد سببت لك مسكلة ما أو كرهتني أو مللت مني ..
-لا تهذي أيتها المغفلة ، الحقيقة أنني كنت مريضا حد الموت ..
-مالذي تقوله ؟ كيف و لماذا؟..
-لا شيء إنني فقط أمزح معك..
-عليك اللعنة ، دعني و شأني لا تتحدث معي..
-لكن لدي مفاجأة لك ؟
-لا أريد أن أعرف أي شيء..
-اخرسي و راقبي مالذي سأرسله لك..
[أرسلت لها الرواية]
-أحقا مالذي أراه؟ أنا لا أتوهم صحيح؟
-لا لست تتوهمين ، مرحبا بك بين كلمات رواية سيدة هانا..
-انظر إلى اسمها الجميل ، لقد أسميتها علي ..
-أنت فقط من تستحقين كل كلمة كتبتها و كل دقيقة لم أنمها و كل ثانية أتعب لكي أفكر في تفاصيلها..
-لا أدري مالذي أقوله لك..
-لاتقولي أي شيء ، فقط استمتعي بالقراءة لكنني كما أخبرك سلفا ، ربما تكرهينني على كل ما كتبت..
-تبا لما كتبت و تبا للرواية ، أنا لا أصدق أنك فعلت كل ذلك من أجلي..
-أخبرتك من قبل..
-أعلم لكنني كنت مستبعدة أن تكملها في أربعة أيام كما أخبرتني..
-الوعد وعد عزيزتي ..
-جوزيف...
-مالأمر؟ أنتبادل القبل؟
-لو كنت أمامي لقبلتك حتى تزرق شفتاك..إنني حقا مغرمة بك ..
-و أنا أيضا ، هيا اختفي لكي تقرأيها فلدي الكثير لكي أناقشه معك حولها..
-حسنا سأستمتع بقراءتها ، و من ثم أعود ..
-إنني هنا...كنت أفكر مليا في ردة فعلها ، هل ستغضب مني ، أم سيعجبها ما كتبت ، ربما لقد كتبت أشياء لا ينبغي أن أكتبها ، حول طريقة تفكيرها و ما تحس به ، لكنني استلهمت كل ذلك ، لأنني ببساطة وجدته مميزا جدا ، هي حقا فتاة مميزة في كل شيء ، لذلك استسلمت و تركت كل ذلك لها ، ليكن ما يكن لا يهمني ، المهم أنني قد كتبت كل ما أخفيه و ما أردت قوله ، و لكي أكون صادقا ، أتمنى أن تصدقني هي كذلك في كل ما تفكر به ، أريد أن نحذف ذلك الحد الذي بيننا و أن نبوح بكل شيء.. هذا ما كنت أتمناه ، الآن سأستسلم للنوم لأنني منهك جدا..
****