~chapter 7~

122 1 0
                                    

لا تتعلق بأحد ، فالناس ليست أشجارا و أنت لست قردا....
__________________________

بعد شد و جذب ، قررت أن أسجل في مسابقة للدراسات العليا للإعلام و الاتصال ، لطالما كان يستهويني هذا التخصص ، بحكم قدرتي على التواصل و ثرائي اللغوي ، أردت أن أصنع لنفسي مستقبلا بعد تفكير طويل و عميق ، لذلك اتخذت القرار و جهزت نفسي لذلك..

في أثناء ذلك ، لاتزال علاقتي بهانا كالمد و الجزر ، تارة كالسمن على العسل ، و تارة كالجليد و النار ، حدث أن عاودت الانسحاب و حذف حساباتها مرة أخرى ، لكن هذه المرة أطالت الغياب ، ربما كان لمدة أسبوع ، لم يكن ذلك بالشيء الجديد ، كنت في قرارة نفسي متأكدا بأنها ستعود و سنتناقش لمدة طويلة ثم نتصالح ، و قد كان ذلك في احدى الليالي الماطرة و بينما كنت في الملعب أمارس بعض الرياضة تناولت هاتفؤ لأرى الوقت فتفاجأت برسالة طويلة منها مفادها أنها أخطأت في ذلك و أنها لا تدري ما تفعل ، كما وعدتني بأنها آخر مرة ، شعرت بما يسمى "ديجا فو" - "déjà vu" لشدة تكرر هذا الموقف طوال معرفتي بها ، لكنني لم و لن أستطيع كرهها ، ليس بيدي ، فقد وقعت في حبها ، لكن كان علي التفكير مليا فيما يخص ذلك ، لقد كانت أبواب الامتحان على الأبواب لذلك كان علي أن أهيأ نفسي كما ينبغي ...

قررنا أن نلتقي بمناسبة آخر نشاط في النادي ، كنت قد أعلنت خروجي منه سابقا ، و الآن سأحضر النشاط الأخير له ، لن أنكر أنني استمتعت كثيرا في ذلك النادي ، لقد كان بمثابة قفزة نوعية في طريقة تفكيري و تعاملي مع جميع الأوضاع ، من ضغط إلى ترحيب إلى تجمعات إلى توسيع دائرة الاهتمامات إلى تحسين طرق التواصل مع الغير ، لقد كانت تجربة قصيرة استمرت لنحو سبعة أشهر لا غير، لكنها كانت تمثى بالنسبة لي مدة طويلة بالنظر لحجم الاستفادة التي حظيت بها..
في ذلك اليوم اتفقت و هانا على الالتقاء ، لم أكن أعلم بأنها آخر مرة ألتقي بها ، كنت فقط أريد لقائها و لا شيء آخر..
التقينا و أمضينا اليوم بطوله بصحبة بعضنا ، تحدثنا مطولا ، أتى أنجيلو و إيكو كذلك، لم أكن اهتم حقا لطبيعة مشاعر هانا تجاهه ، ربما بدأت أخضع للأمر الواقع و هي أنني و هانا لن نستطيع الوصول لدرجات الحب.. بل كصديقين مقربين أفضل ما يكون لنا..

بعد الانتهاء من الحفل ، ركبت الحافلة قبلها ، هي كانت تنتظر قدوم جيسكا، لكنني سبق و أن ركبت الحافلة ، أخبرتها أن تصعد فلم تقبل أن تصعد إلا برفقة جيسكا ...
تناولت هاتفي و بدأنا نتراسل ..
-لماذا لم تنزل أنت من الحافلة يا مغفل ..

-لقد كنت مسرعا ، لا أريد أن أصعد برفقةكل الجامعة في الحافة ، ثم الحق عليك ، كان يجب أن تذهبي برفقتي و ليس برفقة جيسكا..
-

تبا لك وغد ..
-لماذا ، ألم تسأمي من التحدث إلي طوال النهار ؟
-اغرب عن وجهي .
-اعترفي أعلم أنك تشتاقين إلي كل يوم ..
- و ماذا إن كان ذلك صحيحا ؟
-لا يهم ، لأنني أشتاق لك بالقدر ذاته أو أكثر..
-أحقا تفعل؟
-نعم..
-لقد أسعدني ذلك حقا..
-حسنا إذن يجب أن نتبادل القبل ..
-وغد منحرف ..
-لماذا ؟ ألا أستحق قبلة من شفتيك الحلوتين..
-بلى ، تستحق كل شيء..
ارتطم بتفكيري أفكار منحطة إبان رؤيتي لكلماتها .. لا أدري مالذي كانت تقصده لكنني شعرت بنسمة عليلة من النشوة حلت علي ، اعتصرت في مخيلتي مشهد لي و أنا أقبل هانا بعنف ، حقا كان الأمر مثيرا..
-كل شيء ؟ كل شيء؟
-لماذا؟ مالذي خطر ببالك؟
-ل..لاشيء لاشيء ، إن كان الأمر كذلك فأنا موافق، لكنني سآخذ قبلتي رغما عنك..
-سنرى ذلك..

لم يبق الشيء الكثير على الامتحان ، كانت هانا دائما بجانبي و تحاول مساعدتي و تحفيزي ، أما أنا فقد كان يزيد حبي و تعلقي بها حد اللعنة ، لا يمضي يومي إلا و يجب التحدث معها حتى لمجرد ثوان معدودة ، كنت متوترا جدا و الضغط علي كبير ، حدثت مشاكل بيني و بين والداي بسبب ذلك ، كانا يضغطان علي لدرجة أنني فكرت في الانسحاب من الامتحان و ترك الدراسة كلها ، لكن هانا كانت شعلة الأمل التي امتصت كل يأسي ، لقد حاولت بكل ما تستطيع أن تقف إلى جانبي ..كانت ملاكي الحارس!...

-اسمعي أريد أن أسألك شيئا ما ..
-ما هو ؟
-ما رأيك أن نتزوج ؟
-هل أنت جاد أم تمزح معب كعادتك ؟
-لا لا أمزح ، لكنني كنت أريد معرفة ردة فعلك فقط..
-لا أدري لكنني متناقضة بشأن هذا الموضوع؛ تارة أريد ، و تارة أمتعض من الفكرة من أساسها ، لهذا لا أظن ذلك..
-حسنا إن كان الأمر كذلك..

****

اسمها هانا || Her name's HANNAH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن