~chapter 2~

212 2 3
                                    

أنا لا أؤمن بالحب من أول نظرة ، لكنني أؤمن بالحب ، و لا أؤمن بالصداقة بين الرجل و المرأة ، لكنني أؤمن بالصداقة ؛ لم نخلق عبثا و لذلك أحاسيسنا ليست عبثية...

_________________________________

أهلا أنجيلو ، مضت مدة طويلة أليس كذلك؟"
"هذا صحيح ، لم أنتبه لطول تلك المدة حتى التقينا اليوم "
" إذن كيف تتوقع الأجواء اليوم؟"
" لا أدري و لكن بما أننا قررنا التجديد ، فسنعاود الانطلاق من الصفر"
" هو كذلك" ...

بعد حوار قصير جمعني بأنجليو ، -لأننا كنا أول الواصلين- ؛ انتظرنا قدوم الأعضاء الجدد ، بالإضافة لرئيسة النادي ، كان حماسي قد خمد جدا ، ارتأيت و تأكدت أن دوري في "ومضة" قد انتهى .. لم يعد لي ما أقدمه و ما أبرزه ، كما تأكدت أيضا أن خروجي من هذا المستنقع مجرد مسألة وقت لا أكثر ...
قطع تلك الأفكار و ذهني المشوش صوت قادم من الخارج ، يبدو أن من ننتظرهم قد وصلوا أخيرا! ..

اتخذت لنفسي مكانا قرب النافذة ، و جلست بوضعية المسيطر ، أحسست بأنني المتحكم بزمام كل الأمور ، ماهي إلا هنيهات حتى دخلت مجموعة من الفتيات ، لم يلفتن نظري في البداية - لكي أكون صريحا - ، لكن ما ان استهليت الكلام حتى بدأت تتدافع ملامح الفضول و تستشعر حواسي وجود شيء مميز ..

"حسنا ، مرحبا بكن جميعا في هذا النادي المتواضع ، إذن كما رأيتم من قبل ؛ نادي ومضة هو ناد جامعي ثقافي علمي يهتم بإيصال فكرة مفادها أن ما يجول في خاطركم يمكنكم تحقيقه على أرض الواقع ؛ بمعنى أنكم تستطيعون إبراز ما تبرعون فيه ، تتعرفون على أناس يتشاركون أو يختلفون معكم في افكاركم ، و الجميل أن نادينا لا يقتصر على مجال واحد ، و إنما الكثير..."
كانت تلك الكلمات سببا في تبديد الشك و التوتر السائد هناك ، -للمعلومة كنت المسؤولة عن العلاقات المالية في النادي ، لأن النادي آنذاك كان يحتوي على مجلس الإدارة و كل و دوره- ، استمريت بالكلام :
"أريد التنبيه لعدة أمور ، الأمر الأهم هو الاحترام المتبادل بيننا ، لاداعي لتجاوز الخطوط الحمراء ، الأمر الثاني هو رغبتكم الكاملة في المشاركة ، لاتدعوا كل تلك الأفكار كابتة ، فقط شاركوا ، و الأمر الثالث و هو الأهم ، ثقوا أن النادي ليس أولوية لكم ، نحن هنا لنتشارك الأفكار و نستخرج الطاقة السلبية من الروتين الجامعي ، هذا وفقط "

بينما كنت أتحدث ، لفتت انتباهي فتاة ظلت صامتة طوال الوقت ، لقد كانت جميلة جدا ، و كانت تمتلك ابتسامة ساحرة ، لم يكن هذا ضربا من الخيال ، لكنني أحسست أن شيئا مميزا يحوم حول هالة هذه الفتاة...

عندما انتهينا من الكلام حول النادي و أشغاله و مايدور حوله ، حاولت التعرف على الفتيات ، لقد كن ثلاث فتيات ، جيسكا ، هانا و إيفالين ...
"اسمع أنجيلو ، تلك الفتاة مثيرة و جميلة جدا ، انظر إليها "
" حسنا هل ستواعدها أم ماذا"
" لا أدري فقط أخبرك بأنها كذلك"
" تبا لك يالك من مخنث ؛ اذهب و تحدث معها "
" يالك من وغد"
كانت محادثة هامسة بيني و بين أنجيلو ، للحظة غلب علي كبريائي فلم أستطع التكلم معها أو طلب رقم هاتفها ، اللعنة لقد اقتحمت تفكيري فلم أعد أفكر إلا بها !...

سرت إلى المنزل و أشياء كثيرة كانت تشوش تفكيري ، لكن الجزء الأكبر كانت هانا .. حتى اسمها يضفي نوعا من الجاذبية ، قضي الأمر إذن ! ، استقليت على سريري و دخلت مجموعة الشات الخاصة بالنادي ، و بدأت أبحث عن حسابها ، لم أجد صعوبة تذكر في إيجاده ، أرسلت لها طلب صداقة و بقيت أتفحص حسابها ، يبدو أنها تحب العزلة أو شيئا من هذا القبيل ، تحب الكتب و الشتاء ، اللعنة كم هذا مميز! ، ماهي إلا دقائق حتى وافقت على طلب الصداقة ، لكنني ترددت في مراسلتها ؛ لم أفهم مالذي كنت أرمي إليه أو أريد فعله ، لكنني بت الآن قادرا على التحدث معها في وقت لاحق ...

في اليوم الموالي استيقظت و أول مافعلته تناول هاتفي ، ماهي إلا دقائق حتى وصلتني رسالة ؛ دخلت لأرى فحواها..

"مالذي أراه أكاد لا أصدق ! لقد أرسلت لي رسالة!!"

صرخت بأعلى صوتي من شدة الاستغراب ، فمظهرها كان يوحي بأنها كانت تنتظر رسالة مني و ليس العكس ، لكن لا يهم ، سأتحدث معها و ليكن ما يكن !

-مرحبا
-أهلا
-كيف حالك ؟
- بخير و أنت
- بخير أنا أيضا
- أريد أن أعرف لماذا أرسلت لي طلب صداقة؟
- أليست أنت هانا صاحبة القبعة ؟
- أجل أنا هي
- حسنا لهذا أرسلت لك
- هممم ، لا بأس إذن ؛ هل استطيع إخبارك شيئا ما ؟
- تفضلي
- لقد رأيتك شخصا مميزا جدا
لن أكذب إن قلت أنني تفاجأت كثيرا من كلامها ، كنت محقا عندما أحسست أن هناك شيئا مميزا بتلك الفتاة
- حقا ؟ أقصد أن هذا من ذوقك ، لكن ماهو المميز بالتحديد ؟
-في الاجتماع ، رأيت حيويتك في الكلام ، و أعجبني جدا كلامك و شخصيتك ، حقا مميز..
- و أنت أيضا؟
- أنا ؟ كيف ؟
- لقد رأيت في سكونك و هدوئك ذاك شيئا مميزا ، كما أن اسلوبك يروق لي نوعا ما

تبادلنا الإعجاب مطولا ، لم أدرط أنني سأشعر بسعادة مطلقة عند التحدث إليها ، لربما في ذلك اليوم تحدثنا ليوم كامل دون توقف ، لدرجة أنني لم أستطع أن أترك هاتفي و لو لثانية خشية ألا أتمكن من قراءة رسالتها في الوقت المناسب ..

تحدثنا عن كل شيء ، عن الموسيقى ، عن الكتب ، عن الأفلام ، عن أساليب الدراسة ، عن طفولتنا ، كل شيء يخطر على البال كانت تفتح فيه مواضيع مطولة ، لم أحس بدقيقة ملل واحدة ..

-أريد أن أسألك شيئا ما ؟
- نعم ماهو ؟
- هل خضت تجربة حب في حياتك؟
- تجربة؟ لقد خضت تجارب كثيرة باءت بالفشل ، ليس لأجل أنني كنت أستهزأ بمن كنت برفقتهم ، لكنني لم أجد إلى الحب سبيلا ، لا أستطيع أن أحب بسهولة ، و إن كنت برفقة شخص ما في الصباح فقد أكرهه في الليل ، أنا مزاجية حد اللعنة ..
استغربت من جوابها ، كيف لمثل فتاة مثل هانا أن تكون هكذا، لكنني أحسست أن هذا أمر مميز بحق ، فقد خطر لي أن أحاول كسب إعجابها ، لأنني ربما قد أحبها بمرور الأيام! ..

-و أنت؟
-أجل ، خضت تجارب أنا الآخر ، لكنني لم أستطع الإيمان بالحب ، ليس حقا ، لكنني كلما قررت أن أحب انبثق أمامي ألف مشكل يجعلني أنا المتضرر الوحيد
- أريد أن أخبرك بشيء ..
- ماهو؟
- هل من المنطقي أن يعجب المرء بشخصين في آن واحد...

****

اسمها هانا || Her name's HANNAH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن