~chapter 18~

89 1 0
                                    

لا نراهم و لكننا كيان واحد..
كل منهم مسؤول عن إحساس و طريقة تعامل معينة ..
كل منا لديه اثنان...و ثلاثة ...و أربع ...و ربما أكثر...
-الثاني-

____________________________

لازال الفضول ينتابني حول شخصيات هانا التي حدثتني عنها ..
مالفت انتباهي هو قولها أنها ستنتحل أي شخصية أحبها لكي أعجب بها ، هذا حقا أمر مثير..لكن عقلي الباطني لا يكف عن إزعاجي بالأفكار الجنسية ، [ماذا لو انتحلت شخصية عشيقتي ، أو فتاتي التي أضاجعها كل يوم ، أو خاضعتي..]
بسرعة نفضت غبار تلك الأفكار ، فهذا أمر مستحيل! هانا ليست من هذا النوع الذي يخضع بسهولة و يسلم نفسه هكذا دون سبب ، ما يعجبني فيها هو الكاريزما التي تتمتع بها ، كما أنها صعبة المراس ، لدرجة أنني أنا -المتكبر المغرور- أصبحت أفكر فيها ليل نهار ، بل وصل الأمر إلى أنني أود أن تكون حبيبتي و أن نطارح الغرام .. فتاة مشاكسة بحق !..
لكن هذا لا يمنعني في التفكير بماقالته ، عن أي شخصيات تتحدث؟ ..
تذكرت أنها أخبرتني عن شخصيتها مزدوجة الجنس ، لكي تتحدث مع تلك الفتاة.. حاولت أن أتمعن بتفاصيل ذلك و امتدت مخيلتي لتصل لأبعد من ذلك..
" إذا كان ما قالته صحيح ، فهي على الأرجح تستطيع أن تكون سحاقية ، عاهرة ، أو فتاة مسالمة ، خاضعة ، إلى غيرها من جميع أنواع الفتيات، اللعنة تستطيع حتى أن تكون مجرمة أو قاتلة متسلسلة!"
ازداد الحماس لدي عند التفكير بذلك فقط ، لم هذا صائبا لكنه لطالما لفت انتباهي و أصبح محط تفكيري ، أما أنا فلم أتمتع بأي من هذا! ، كنت أخبرها أنني أحمل عدة شخصيات و أنها لم تر منها إلا شخصيتين أولا ثلاث ، لكن هذا مجرد هراء و أمر مثير للسخرية ، فجوزيف المسالم،العبقري ، المغرور ، الجذاب ، الوسيم ، العنيف جنسيا ، المتسيد و المتملك هم في الحقيقة شخصية واحدة و هي جوزيف و فقط..لا أستطيع تصنع شخصية و لا أحب أن أغير من طباعي لأعجب أحدا ، لأن مشاعري لطالما كانت حقيقية و لم أفكر أبدا في تزييفها ، و كل ما أقوله نابع من العقل و القلب ، الطمع الذي بداخلي يقتلني ، لا أحب أن أتعرض للرفض أو أن اهان أو أن أكون بعيدا عن الأنظار ، هناك شعور في أعماق قلبي يخبرني أنني أستحق كل شيء ، و أنني يجب أن أحظى بكل شيء، لا يجب أن أتعرض لمواقف تحزنني ، بل يجب أن أنغمر بالسعادة المطلقة، ربما هذا ما قصدته هانا .. إن كان كذلك فلا ضير في أن نتشارك جميع الأفكار ، بل أرغب في ذلك و بشدة ، في النهاية الإنسان حر فيما يفعله و بإمكانه التعبير عما يريد أليس كذلك؟!...

****

اسمها هانا || Her name's HANNAH حيث تعيش القصص. اكتشف الآن