بين الجنة و النار ...
بين الخيال و الواقع ...
بين الأمل و اليأس ...
هناك حرف الواو ، و هناك طرف ثالث ..__________________________
التقينا مجددا ، أنا و هانا ، لكن هذه المرة ليس بمفردنا ، بل هناك شخص سينضم إلى الطاولة ...
وصلت أنا و هانا إلى المكتبة ، جلسنا و تحدثنا لبرهة من الزمن ، في أثناء ذلك ، أرسل لي أنجيلو رسالة يسألني فيها عن مكاني ، تنبهت هانا للأمر و عرفت على الفور أنني أتكلم معه ، لم أشأ أن أكذب على أي منهما فأخبرت أنجيلو أنني في مكتبة الجامعة بصحبة هانا ، و أخبرت هانا أنني أتحدث مع أنجيلو ..
-هل سيأتي إلى هنا ؟
صفنت قليلا قبل أن أستوعب ما قالته قبل قليل ؛ حاولت تمالك أعصابي لكي لا أفسد الأمور أكثر
-أجل سيأتي إلى هنا في غضون دقائق .. أهناك مشكلة في ذلك؟.
-لا لا مشكلة على الإطلاق ، ستأتي جيسكا أيضا لذلك لا مشكلة ..اطمأن قلبي نوعا بعد علمب بأن جيسكا ستأتي ، هي صديقة هانا المقربة ، لذلك لا بأس ..
انتظرنا لبرهة من الزمن ، وصل أنجيلو ، ألقى التحية ثم جلس بجانبي ، كنا نتحدث عن النادي و عن أي شيء يخطر على البال ، كان كل شيء عاديا إلى أن بدأ الاثنان في التحدث إلى بعضها و تبادل النظرات ، لم ألاحظ كل شيء ، ربما كانت تهيء لي أشياء لم أرها أصلا ، لقد انكمشت عيناي و أحسست أن دمي سينبثق براكين من أقصى رأسي إلى أسفل قدماي ، لم أدر ما أصابني ، لذلك انسحبت بهدوء و خرجت خارج المكتبة لكي أدخن، لعل النيكوتين يحتضنني ..
بينما كنت أدخن وصلتني رسالة من هانا تسألني فيها عن سبب خروجي او إن كان هناك خطب ما ، لم أشأ ان أنسب السبب إليها أو إلى أنجيلو فقد كان الأمر أشبه بالولدنة ، ليس من الصائب إفساد الأمور بسبب الخضوع للمشاعر ، في النتيجة كل حر بمايفعل !! ..
أنهيت سيجارتي ثم عدت إليهما ، فتحت النافذة و لم أتفوه بكلمة واحدة، للحظة ما عندما صفنت أسرح أراقب السماء ، وجدت أنجيلو قد اتخذ مكانا لنفسه بجانب هانا ، تمالكت أعصابي و لكي لا يطول هذا الضجر ، أصبحت أشاركهما أطراف الحديث ، لا أدري لماذا و لكنني أحاول الوصول إلى حل ما ، ليس من أجل أحد ، بل من أجل نفسي التي تكاد تنفجر من الغيظ ...
انصرفت هانا بحجة الدراسة ، بقيت أنا و أنجيلو نتصفح مواقع التواصل و ندخن حتى انصرف كل منا إلى بيته ..
بعد وصولي للبيت مباشرة حملت هاتفي و كانت الصدمة ..
رأيت أن هانا قد حذفت جميع حساباتها من مواقع التواصل الاجتماعي ، و الأدهى و الأمر أنها أيضا انسحبت من مجموعة الشات الخاصة بالنادي ، أخبرتني من قبل أنها تود الخروج بسبب طبيعتها التي لم تساعدها في التأقلم ، لكنني أقنعتها بالبقاء .. صحيح أن هذا لم يكن في الحسبان ، لكن ما إن رأيت ذلك حتى تلفت أعصابي أكثر و استشط غضبا ، ألقيت اللوم كله علي ، كل ذلك بسببي ! ليس من أجل ما حصل اليوم و ماشابه ، بل لأنني ألقيت بنفسي في بئر الحب الغميق ، ليس لأنني جذاب و عبقري أستطيع التعامل مع أي وضع ، ها انا ذا خضعت لقانون الحب و أحاسيس كالغيرة و الاشتياق و غيرها ، أقسمت أنني لن أفعل شيئا و لن أقوم بأي ردة فعل ، لأكون صريحا ، فقد أرتني جانبا مظلما من مزاجيتها ، الجانب الذي لا أتحمله أبدا ؛ ذلك الجانب الذي يحوي التجاهل و اللامبالاة و تحميل النفس ذنبا لم ترتكبه و من ثم الحب و من ثم الكره و من ثم الابتعاد و من ثم الاقتراب ...لا أدري لماذا و لكن أستطيع إنكار أنني لم أتعامل معها بالشكل المطلوب ...
استجمعت شتات نفسي و من ثم راهنت على أنني لن أعير أي من هذا أي اهتمام ، إذا رحلت فلترحل ! ليعش منا كل حياته و أحاسيسه ، لن أجبرها على التكلم معي أو إخباري بأي شيء ، ففي النهاية لم أكن إلا مجرد صديق لها ...****