البارت 13

168 11 4
                                    

في بيت ابو محمد بعد ما وصلو واستغبلهم محمد المتوتر في المجلس اللي كان شوي مشحون بالتوتر وهم ينتظرون ابو محمد واخيرا دخل بعد ما القا السلام ردو عليه باصوات عاليه قعد وهو يناظر مشعل وهو يقول في باله انه ما يستحق حتى يعاتبه ليه ما يحب بنته لان بنته اغلا من ان احد يطنشها وما يعطيها اي اهميه اذا ما يبيها الف واحد يبيها بنت جابر  فقرر يسكت عن العتاب لمشعل بس اللي زاد حيرته موجود مشعل واللي زاد تناقض الوضع مع كلام جده لكنه قرر قرار نهائي سوا كان يحبها او ما يحبها، قطع افكاره ابو سعود وهو يتكلم بصوت جهوري: يا ابو محمد حنا جيناك بالود وطالبين ودكم وان شاءلله ان مابه سوء ظن حنا طامعين بتفاهم ونرجع المياه لمجاريه وكلام ابوي يشهد الله مالنا به علم ولا يد و ولدي مشعل اول واحد اللي ما درا عن السالفه من ساسها والكلام اللي قاله ابوي امسحه بشيبت وجيهنا وحنا جيناكم اليوم نبي الصلح اذا ماهو عشاننا عشان ولدنا وبنتكم اللي والله اننا عادينها مثل بنتنا وان شاءلله يجينا الرد اللي يرضي الجميع....
عم الهدوء المجلس لدقيقتين مسح لحيته ابو محمد وقال: انا ما ودي اطول عليكم بالسالفه والكلام اللي قاله ابو ناصر اعتبروني نسيته،، سكت شوي وكان الكل متفائل بعد كلام ابو محمد ومشعل اللي كان منتيهه مع منطوق ابو محمد حرف حرف كان منتظر منه الكلمه اللي ترد له قلبه، اكمل ابو محمد: مير اني ادركت ان من البدايه الزواج هذا غلط في غلط انتو بديتوه يا ال رماح وحنا ننهيه بعقل،،،  بانت الصدمه على الكل اما مشعل اللي حس بان الاوكسجين انقطع وكأن يد كبيره كتمت على على وجهه "وش يقصد ننهيه مهابيل هذولاي يبون ينهون حياة انسان" فتح ازارير ثوبه وهو يدور النفس بالقوه حس بيد تضغط على يده كان سعود اللي قاعد جنبه خاف عليه من ملامح وجهه اللي اسودت قال بهمس: مشعل تعوذ من الشيطان قول لا اله إلا الله اصبر تونا بدينا بالنقاش...
اخذ نفس بقوه وهو يلتفت لـ ابو محمد اللي كمل كلامه: زواج من بدايته مبني على ساس مخرب واي زواج مبني على ساس مخرب ما يتم الحمدلله انها جات على كذا ودام انه ما صار فيه طرف ثالث بيكون الانفصال اسهل وهذي رحمة من ربي وياليت يا ال رماح ما تطولونها وهي قصيره ورقه بنتي توصلنا وكل واحد في درب والله يستر على ولدكم...
اشتعلت النار في مشعل على كلماته الاخيره احمرت عيونه وعرق جبينه وطلعت عروق وجهه ويدينه وقف بعصبيه وهو ما يحس بنفسه أبداً اعتلا صوته وهو يقول: طلاااق ماني بمطلق لو على جثتي وحرمتي ماخذها ماخذها وعلي الملازيم ان كان دربها غير دربي اني لاذبحها واذبح نفسي معها حررام حرم الدم اني لاسويها،،،  وقف اللي في المجلس بصدمه وخوف من وجهه مشعل اللي كان شخص ثاني تماماً كان سعود ماسكهه بالقوه تقدم ابو مشعل لولده اللي اول مره يشوف ولده الهادي بهذي الحاله حاول يهديه لكن مشعل كان اقوى منهم وكان معصب لدرجه انه كان يقول كلام محد فاهمه من كثر عصبيته والاصوات اللي اعتلت المجلس،،  ابو محمد بعصبيه: الزواج ماهوب بالغصب و ورقة بنتي توصلني توصلني ما عاد عندنا لكم بنت...
ابو سعود: سعوود اخذه لبرا..
سعود اللي كان يحاول يطلعه بالقوه وبالقوه قدر يطلعه للموتر سكر عليه بالباب بعصبيه وراح من الجهه الثانيه: مجنون انت مجنوون كان حليناها بالتفاهم..
مشعل بعصبيه وشماغه اللي كان على كتفه من الحوسه: ما تسمعه وش يقول ماتسمع يقول طلاق طلااق يسعود هو خلا فيها تفاهم...
سعود: تعوذ من الشيطان ترا ورانا الف حل لو نجيب شيوخ القبايل كلهم بنرجعها لك ترا واضح ابوها معصب ياكود ان هذا من عصبيته وقهره على بنته ترا الكلام اللي قاله جدي مهو بهين حط لك عقل الله يرضى لي عليك حبه حبه حنا ما بنستسلم من اول المشوار اذا رفضنا مره بنجيه الف مره..
هدا مشعل بعد كلام سعود شوي رجع راسه لورا وهو يفتح ازارير ثوبه كلها ويضغط براسه بيدينه بقوه لعل راسه يهدا شوي: اووووف يسعود اووف..
........
عند الحريم اللي كانو يسمعون من عند الباب اللي يفصل بين الصاله وبين المجلس وكان كلامهم واصواتهم العاليه واصله لهم بوضوح عند شوق اللي كانت منهاره وتحاول تكتم شهقاتها بيدينها وامها اللي كانت تضمها على جنب وتبكي على حال بنتها بعد ما حاولت في زوجها اللي كان رافض الموضوع رفض قطعي ما تحملت شوق بعد كلام مشعل الاخير وعصبيته ركضت لغرفتها وهي تقفل الباب عليها وتنهار عند الباب: ااااااااه يبه وش سويت ذبحت بنتك والله ذبحتها..
ام محمد ونهى اللي كانو عند يحاولون فيها تفتح، ام محمد: شووق يمه افتحي لي الباب وريحي قلبي يمه..
شوق بانهيار: اااااااه يمه ااه..
نهى بخوف: شوق حبيبتي افتحي لنا الباب الامور بتنحل بإذن الله اذكري الله..
ام محمد بدموع: شووق يابنيتي اسمعيني..
شوق: يمه تكفوون اتركوني لحالي والله مافيني حييل اشوف احد تكفوون تكفووون..
ماقدرت ام محمد ونهى يتكلمون وهي تترجاهم وقررو يتركونها لحالها شوي...
...............
في مجلس الرجال بعد ما حاولو يسطرون على الوضع اللي عفسه مشعل،،  بعد ماهدي ابو محمد: اتمنا يا ال رماح تستعجلون في طلاق بنتي بالهداوه عشان ما نوصل للمحاكم...
بانت الحسره على ملامحهم اما ابو مشعل اللي ما قدر يتكلم وهو مغبون على حال ولده اللي اول مره يشوفه بهذا الشكل،، ابو سعود: ابو محمد الله يهداك اذكر الل.. قاطعها ابو محمد وهو يحس الضغط ارتفع عليه: ولا اقاطعك يا ابو سعود هذا اللي عندي وياليت ننهي السالفه من هنا..
واخيرا تكلم ابو مشعل بهدوء: ابشر ما طلبت شي ورقة بنتك توصلك ..
ناظره ابو سعود بصدمه، اكمل ابو مشعل: بس بشرط..
ابو محمد بترقب: وش هو..
ابو مشعل: بيجيك خبر الطلاق بس مو الحين لكن اوعدك قبل السنه و ورقة بنتك عندك عشان ولدي يهدا شوي واحاول اقنعه شوفه عينك شلون عصب انا اخاف اخسر ولدي وبس هذا هو شرطي..
ابو محمد بتفكير: موافق..
ابو مشعل قام مد يده يصافحه بهدوء: اجل خلنا نودعك الحين بنمشي..
ابو محمد: الله معكم..
........
بعد ما وصلو البيت نزلو ابو مشعل ومشعل اما ابو سعود وسعود اللي استأذنو عشان يرجعون المدينه وسعود اللي كان وده يقعد مع مشعل لكن الشغل يدقون عليه لانه تأخر مره فأطر انه يرجع ودعوهم ودخلو البيت ركضت الورد ولهم وفي عيونها ملامح الخوف كانت خايفه من مشعل انه يكون زعلان منها لاحظ عليها مشعل وابتسم لها بذبول مد يده بمعنى تعالي ماصدقت انه مو شايل بقلبه عليها ركضت لحضنه وهو يضمها بيد ويحب راسها قالت بهمس: سامحني..
مشعل: انا ماني بزعلان عشان اسامحش..
حس بشي يتعلق برجله ناظر لتحت وكان خالد متمسك برجله بقوه ضحك عليه غصباً عنه وخالد اللي رفع راسه يناظره: اشتقت لك..
مشعل: يروحي وانا بعد اشتقت لك...
جاه صوت سعد اللي حاط يدينه على حداده بزعل: وانا؟
ضحك مشعل ومد له يده  بينما يده الثانيه ضام فيها الورد جاء سعد بحماس يضمه من الجهه الثانيه تنهد مشعل وكأن اخوانه ضماد الروح عزوته في الشدايد فرحته في حزنه ضمهم له يستمد منهم القوه فجأة جاهم صوت مكتوم ناظرو مشعل و الورد وسعد  تحت باستغراب وانفجر ضحك على خالد اللي كان بين رجلين مشعل والورد فوقه من جهه وسعد فوقه من جهه مع ضمة مشعل لهم كتموه بدون يدرون، حرر نفسه خالد منهم بانزعاج: وجع بغيت اموت..
ابو مشعل بفرح وضحك على عياله وفرح لمشعل اللي تناسا من همه شوي: وش فيكم على اخر العنقود من زعله..
خالد ماصدق وقف ابوه جنبه: حاشرني بينهم عشاني قصير..
سعد: ههههه يالغبي انت مو قصير انت بزر..
خالد: بابا..
ابو مشعل: خلاص الحين صلاة الظهر بنصلي عشان نتغداء..
استاذن مشعل بيطلع شقته مسكت يده الورد بتساؤل: مشعل!
مشعل فهم عليها: لا تخافين انا بخير..
تنهدت وخلته وهو طلع شقته اول ما راح التفتت ام الورد بقلق لـ ابو مشعل: وش صار لما رحتو..
تنهد ابو مشعل بهم وهو يقول لها السالفه، ام الورد وهي تمسح دموعها: ويلي عليهم معقوله نهايتهم كذا..
الورد بنرفزه: يببه ليه وعدته لييه..
ابو مشعل: وش اسوي لو ما طولت المده و وعدته بالطلاق كان راح هو المحاكم وخلعها من هناك اصلا طولت المده لعل وعسا قلبه يحن او نلقى حل..
سكتو بدون قوه ولا حيله
...........
اما عند مشعل اللي كانت خطواته متثالقه ما كان وده يدخل الشقه وهي مو موجوده فتح الباب ببطئ دخل بخطوات هاديه حس ان الغرفه بارده ما يدري هي فعلاً بارده او لانها ماهي بموجوده تقدم وهو يناظر الصاله الصغيره والكنبتين اللي فيها تقدم وهو يقعد على وحده منهن قال ببسمه حزينه: ايييه يا شوق ياكم جيت اخر الليل من عند العيال وانتي نايمه هنا نتظريني،، مسح بيده على الكنبه و وقف وراح المطبخ الصغير كان يشوف زولها في كل مكان فيه بسمتها شعرها الاسود الطويل عيونها الواسعه الناعسه كان يتذكر كل شي كأنها قدامه مسح على عيونه وهو يذكر الله طلع من المطبخ وهو يتجهه لغرفة النوم بثقل: اول مره دخلتها بغيابك وانا ما كنت ادري انك غايبه كنت ميت على شوفتش وملهوف اااه والحين ادخلها وانتي منتي بموجوده يا كبر العذاب اللي احس فيه يا شوق ياكبره،،  تنهد وفتح الباب ودخل بخطوات هاديه اخذ نظره كامله على الغرفه وهو يحس انه يشوفها في كل ركن في الغرفه تعوذ من بليس: هههه وش فيك يا مشعل لا يكون جنيت،،  ابتسم بسخريه: وهم خلو فيني عقل..
تقدم لتسريحه وهو يناظر نفسه له كم يوم ما شاف نفسه بالمرايه كان يناظر عيونه والسواد اللي تحتها من قلة النوم ودقنته المبعثره شعره المبعثر ثوبه كل شي كان معفوس يومين بس من غيابها كانت كفيله ان تغيره تنهد وهو يحط يدينه على التسريحه ويناظر تحت لفت انتباهه شي يلمع كان باين من درج التسريحه المفتوح شوي منه استغرب عدل وقفته وهو يفتح الدرج كله اوجعه قلبه وهو يشوف الاسواره اللي كان بيهديها اياها لكنه جاء مالقاها قال:‏هم فرقو بيننا صح ، لكن لك عندي
اشياء وااااجد ماتقول افترقنا،،،  مد يده ياخذ الاسواره سحبها وانسحب معها شي ثاني التقطه قبل يطيح انصدم وهو يشوف اللي بين اصابعه كان السلسال اللي كانت تحب تلبسه دائما بورده صغيره قال بخيبه: خليتي لي اهم اشيائك وش الوجع اللي حسيتي فيه هذاك اليوم بكيتي! توجعتي! وش حسيتي علميني؟!..
قبل السلسال بحب وشوق ورجعه مكانه تنهد تنهيده من اعماق قلبه: يا غايبه عن نظر عيني متى ترجعين ما عاد فيني على شوفتش قطرة صبر والله...

• جاء في تعريف التنهيدة:
صوتُ القلبِ إذا جثا مرهقاً لا يُسعفهُ البيان، أو أنها: بقايا من بكاءٍ لم يُبكَى.
.................
العصر قرر مشعل يروح سوق الديره وخصوصاً دكانه اللي صار له فتره ما راحه كان يرد السلام على المارين بهدوء لين وصل دكان حسين اللي يحب يمره دخل الدكان: السلام عليكم..
حسين قفز بفرحه: وعليكم السلام ارحب كثر ما حسين اشتاق لـ مشعل...
ضحك مشعل وهو يقعد على الكرسي الموجود  : الله الله كل هذا شوق..
حسين: اي بالله ورب البيت وحشتونا كلكم مناف والشباب وعيال عمك ودنا كذا في بيت الشعر نقعد يوم ونفلها وكل واحد يشكي لثاني واضبط لكم القهوه اللي يحبها قلبك..
مشعل: هههههه اشهد بالله انك صادق محتاجين هذي الجلسه..
حسين: اجل دامها في خاطرك واللـ.. سحب كلامه حسين وهو يشوف اللي تقدم لهم استغرب مشعل سكوته والتفت لورا يشوف ثم ضحك بصوت عالي قال بهمس وهو يغمز: اشفيك استحيت لما شفت ابو الحبيبه جاي..
حسين بوهقه: اااء مشعل الله يرحم شيبانك مو الحين تكفى ولا تنطق حرف..
مشعل بخبث: طيب طيب لا تموت علينا يا السحاوي..
دخل ابو علياا: السلام عليكم شباب..
مشعل وحسين: وعليكم السلام..
بعد ما نشدو بعض عن الحال قال ابو علياا: اييه وش جادولكم ذا الاسبوع البارح عند عيال ابو معيض والشباب سمره جماعيه الدور عليكم هذي المره تراني قاعد اسبوع وابي اطلع طاقتي وارجع شبابي لايام العشرين..
مشعل: هههههههههه توك شباب يا ابو علياا ماشاء الله وابشر بنا تجيك سمره على كيف كيفك توه الحين حسين يقول لو ابو علياا يجي اضبط له قهوه على كيف كيفه..
ضحك ابو علياا: صدق يا حسين...
حسين بوهقه وهو يسب مشعل بداخله: هه ا اايه حيااك بتنور..
مشعل بنغزات: اكيد بينور..
ابو علياا: اجل موافق بس يكون هذا الاسبوع..
مشعل: بعد يومين مناسب!
ابو علياا: تم مناسب اتفقنا ويلا الحين بمشي ولنا لقاء اخر..
مشعل: اكيد اكيد لنا لقاء اخر وغير عن كل اللقائات صح يحسين..
مد يده حسين يقرص فخذ مشعل كتم وجعه مشعل وهو يودع ابو علياا بعد ما طلع ابو علياا قال مشعل: وجعع من ويش مصنوعه يدك..
حسين: تستاهل عشان مره ثانيه لا تتلقف..
مشعل وهو يمسح مكان القرصه: هههههه والله ما دريت انك تستحي لهاذي الدرجه...
حسين "بلاك ما دريت يا مشعل يا خوفي من زلاتك ياخوي" 
.................
اليوم الثاني الصباح كانو الكل مجتمعين على الفطور ما عادا مشعل اللي طلع بدري لسوق الديره اكلو فطورهم وخلصو وكانت الورد تعاون امها في الصحون،، ام الورد: الورد خذي هذا الفطور لمشعل سعد وخالد راحو المدرسه  ..
الورد: ابشري اروح البس عباتي..
راحت الورد وهي تستعجل لبست واخذت الفطور وطلعت كانت تمشي وهي تناظر السماء الصافيه والجو البارد: اخخ يا زين الصباح والله مو ناقصه الا شوق ويصير يازينه زيناه..
التفتت على صوت ما كان غريب عنها انقبض قلبها بخوف و ارتجفت كل اطرافها وهي تشوف اللي قدامها رجعت لاورا برعب تسلل قلبها...

:::
البارت 14 فيه احداث كثيره بنزله لكم بعد يومين عشان اكتب لكم بارت اطول من هذا (:

كل ما حنّ لـ الشوق غنأ بصوت عاشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن