أنا اليوم رجل شريد، أراد الحصول على حبك فخُذِل، وأراد أن يجعلك كأميرة متوجة فسُجِن، كما في الممالك وكما في الأعالي، يُسجن الشريد وينتصر صاحب النفوذ، ولكن ما ذنب قلبي الذي أحب وترعرع على المودة التي بيننا؟
ألا من المفترض أن آمن ويأمن قلبي رفقة من يُشبهني؟
أم أنه من المفترض أن أنزف الدماء وجعًا.
ها أنا عائد من حبٍ خاطئ، حاملًا على أعتاقي الذنوب التي اقترفتها ولم اقترفها.في تلك الدائرة التي تجمع كلًا من الضدين معًا، ابن الذوات وابن تلك الحارة صاحب الشخصية القوية.
_إيه اللعبة الحلوة دي بقى، الكلام ده معناه إيه!
نبس ساخرًا وهو يطالعهم جميعًا بترتيبٍ، ليضع «سليمان» الهاتف بجيبه وهو يطالعه لبضع ثوانٍ ويتحدث باستغراب:
_معناه إنها فعلًا لعبة دايرة، يا إما اللعبة دي منك وبتحاول تنصب علينا، يا إما اللعبة دي من حد تاني!أعاد خصلاته للخلف بقوة وتحول وجهه للأحمر الحانق وهو يهدر بوجوههم بقوله:
_حضرتك أنا ابن ناس ومعملش اللي بتقول عليه، أنا لو عاوز أسرق الفلوس كنت قلبت ابنك في عربيته وسيبته غرقان في دمه ومجبتوش لحد هنا وقولتلك اتفضل الفلوس أهي فأيدك، معرفتش تحافظ على فلوسك دي حاجة متخصنيش، تتهمني إني سرقتها يبقى اولعوا كلكم.وقف أمامه «زين» يقابله بوجهٍ ممتعض غاضب هو الآخر، وهدر به:
_قولتلك أتكلم معاه بإحترام، مين يعني اللي هياخدها!_ولا أنا مش قولتلك اركن عشان مزعلكش، أنا أصلًا كنت سيبتكم تولعوا كلكم ومجتش لحد هنا..
كاد أن يلتفت ليغادر ولكن أمسكه «زين» سريعًا من يده لينتج عن ذلك لكمة قوية في وجهه من يد «مُـهاب»:
_قولتلك اركن مسمعتش الكلام، قابل بقا يا حِدق.للأسف كانت قوية من يده الثقيلة، مما جعل ذلك الجرح الذي توقف عن نزف الدماء صباحًا ينزف مجددًا، وتوجع على أثرها وكاد أن يرفع يده السليمة ليرد له اللكمة مع شهقات متتالية من أمه وأخته.. ولكن يد «سليمان» منعته وهو يطالع «مُـهاب» الذي يتنفس بعنفٍ، يُحزنه أنه بهذا الموقف، يُحزنه كونه مُلقب الآن بالسارق!
_خــلاص، أهدوا أنتو الاتنين عشان نعرف نفكر، خليني معاك للأخر يا «مُـهاب» وخلينا نقول إنك مسرقتش حاجة، ونشوف مين سرق لأننا الاتنين لابسين في الحوار، يعني اللي سرق الفلوس اتصل بيك زي ما أتصل بيا، يعني مصلحته معانا إحنا الاتنين.
قالها «سُليمان» بحكمة هذه المرة في محاولةٍ منه للسيطرة على نفسه وعلى أعصابه، فراوغه «مُـهاب» بنظراته شزرًا:
_مع إني مليش دعوة وأقدر أمشي ومحدش فيكم هيمسك عليا حاجة، بس أنا عشان راجل موافق.. لو حد رن عليكم تاني عرفوني وأنا لو حد كلمني تاني هعرفكم، لأنهم بيراقبونا وإلا مكنوش كلمونا إحنا الاتنين دلوقتي سوا.ألقى نظرة خاطفة على «زين» بحنقٍ:
_شدة وتزول يابا، بعد كدا لما هلاقي حد عامل حادثة هسيبه وأمشي، خير تعمل شر تلقى بصحيح.
أنت تقرأ
ابني ابنك
Romanceبعدما مضينا في سُبل لا ننتمي لها، التقينا كما التقاء الشرق والغرب سويًا، لنصنع مجدًا يخصنا، حيث لا فرق بين ابني وابنك، نحن جميعًا أبناء أب واحد، وأم واحدة. تُهدينا الحياة صدف عجيبة، منها الطيب والخبيث، وتعاملنا كضيوفٍ ثقال فتُعطينا من كل ما لذ وطاب...