4«فراق»

6.4K 546 91
                                    

وضع مأساوي لا نحسب له حساب ولا نضع له أي احتياطات، فنجد أنفسنا فجأةً في شيء لا يمكن الفرار منه..
إما المواجهة، أو الموت.

دعني أخبرك أن المشاركة في كل شيء مُوصىٰ بها، سواءً كان في العلاقات أو في الصداقات، فلا يمر المرء من صعوباتٍ إلا بيدٍ تساعده وتنجده، كما حال شخص مكبل الأيادي لن ينجده سوى غيره.

اثنان، متناقضان، رجلان؛ كلاهما يحملان اختلافات جوهرية، وهذا هو ما يتوجب وجوده.

ركضا سويًا بعدما فُزع كيانهما من تواجد جثة، ثم صوت إطلاق النار في أرجاء المكان، وعندما وصلا نحو سيارة «زيـن» استمعا لصوت صفير سيارات الشرطة.

_يا نهار حلاوة، البوليــس!
عبر «مُـهاب» بتلك الكلمات بصوته المصدوم، الآن توقف إطلاق النار، وهما هنا رفقة الجثة!

حاصرهتهما الشرطة وتحرك العساكر نحوهما يمسكون بالمتهميّن أمامهما، حاول «مُـهاب» التبرير بكل هدوء حتى لا يُشك بهما:
_ياباشا إحنا الموضوع ده متلفق لينا، والله دي مؤامرة علينا إحنا لسه واصلين.

_اتحرك يالا أنت وهو.
قالها الضابط بحدة ليطالعا بعضهما بنظراتٍ فزعة، ما القادم؟ هما الآن في جريمة قتل ويجب أن يكون الدليل واضحًا ليحصلا على البراءة.

_هتصل بـ بابا أكيد هيجيب محامي ويجي يخرجنا.
كان ذلك صوت «زيـن» وهو يعبث بهاتفه في محاولة للاتصال بوالده وهما في صندوق سيارة الشرطة، بيمما الثاني حاوط رأسه بكفيه مُتحسرًا على كل شيء.

وبعد وصولهما لمركز الشرطة تم تفتيشهما بنجاح وإخراج كل شيء معهما، ثم ألقى بهما العسكري في الزنزانة ليمرران بصرهما على المتواجدين بأشكالهما المُرعبة رُبما...

تحرك واحدًا يبدو كما المجرمين تمامًا ودار حولهما وهو يمرر بصره على كلًا منهما بتركيزٍ واضح:
_واقفين كدا ليه يا مسكر أنت وهو، اقعدوا يلا.

تنحنح «مُـهاب» وأومأ له برأسه وجذب في يده «زيـن» وجلسا رفقة بعضهما ومازالت الأنظار عليهما مما جعل تساؤل «زيـن» في محله عندما مال برأسه ناحية «مُـهاب» يسأله:
_هما بيبصوا كدا ليه؟ أنا عمري ما دخلت سجن قبل كدا

طالعه «مُـهاب» شزرًا وهو يقول على مضضٍ حتى لا يلفت الإنتباه لهما:
_هو أنا اللي مكتوب على وشي يعني دخلته قبل كدا، تلاقيهم بس بيفكروا إزاي يقلبونا أو يطلعوا مننا بمصلحة، فأخرس خلينا نشوف هنعمل إيه في اليوم ده.

أومأ «زيـن» برأسه ومازال يمرر بصره على الجميع، حتى وجد واحدًا منهم يلوح له، فقام بمبادلة التلويح أيضًا ليهمس له «مُـهاب» وهو يجز على أسنانه بضيقٍ شديد:
_الله يبتليك بمصيبة يابعيد، أنت بتعمل باي لمين يالا..

_اسمي «زيـن» مش ولا.
عقب «زيـن» معترضًا ليجيبه الثاني بسخرية وهو يرى من لوح له صديقه الغبي يتقدم منهما:
_طب قابل يا حيلتها... يالا

ابني ابنكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن