أقترب منها، والخطر زائر،
كل لحظة تمر، قلبي ثائر.المكان كئيب..
جدران المستشفى تئن تحت وطأة الصمت المطبق إلا من أصوات الأجهزة الطبية..
صفير مستمر، ينبض كجرسِ إنذار يحذر من النهاية.كان يتقدم بخطوات متعثرة، قلبه يضرب صدره بقوة، وكأن كل نبضة تلعن عجزه.
عيناه تتشبثان «بغنى»، جسدها النحيل ممدد على السرير، مغطاة بالكابلات وأنابيب تتسلل إلى جسدها المرهق، الصاعق الكهربائي ملقى بجوارها، وآثار الحروق واضحة على معصمها.
المستشفى بدا هادئًا من الخارج، الأضواء الخافتة تلقي ظلالًا ثقيلة على الجدران الباهتة، لكن «مهاب» كان يعرف أن الداخل يخفي كابوسًا.
التسلل إلى الداخل لم يكن خيارًا، بل ضرورة، كل حركة خاطئة قد تؤدي إلى موت «غنى»، كل خطوة قد تكون الأخيرة.
اقترب من الغرفة بهدوء، أذنه تحاول التقاط أي صوت غير مألوف، عيناه تفحصان المكان كصقر يبحث عن فريسته.حرك الباب وولج بخفة، خطاه لا تكاد تُسمع، يديه تتعرقان مع كل خطوة، وحذاؤه يحتك بالأرضية الملساء، يثير صدى خفيفًا في الممرات الخالية، كان المكان شبه معتم، الأضواء تومض بشكل غير منتظم، تنبض كقلب مريض.
الرائحة التي تملأ المكان، خليط من الأدوية والدم، جعلت حلقه يجف، كان يعلم أن عليه التحرك بسرعة، فكل ثانية تمر تعني اقتراب نهايتهما.يحاول السيطرة على تنفسه:
_اهدى وركز، اهدى
همس لنفسه وهو يستمر في التحرك نحوها..توجه لجوارها يتابعها بكل تفاصيلها، كانت عيناها مغمضتان، شاحبة كأن روحها بدأت في الهروب من جسدها.
قلبه يخفق بقوة وعينيه شبه لامعة:
_«غنى»... «غنى»! أنا هنا..
لكن لم يكن هناك أي رد، عيناه امتلأتا بالغضب والحزن، لم يكن هذا هو الوقت المناسب للانهيار، ركض نحو الجهاز الذي يضخ الكهرباء في جسدها، يداه ترتجفان وهو يحاول فك الأسلاك، فحص كل قطعة من الجهاز بتركيز محموم، حتى وجد السلك الرئيسي المتصل بجسدها.فك السلك بسرعة، دفعة الكهرباء الأخيرة جعلت جسد «غنى» يقفز للحظة، ثم هدأت.
تنفس «مهاب» الصعداء، لكنه لم يكن لديه وقت للتراجع.فجأة، سمع صوت خطوات تقترب من الباب.
كان الوقت يداهمه، نظر حوله بسرعة، لا يوجد مكان للاختباء، الباب فتح بعنف، ودخل رجل ضخم، وجهه يحمل ملامح قسوة وشر
_إنت بتعمل إيه هنا؟
صاح الرجل بصوت غليظ، عيناه تقفزان بين «مهاب» و«غنى».لم يكن لدى «مهاب» وقت للتفكير، انطلق نحوه بسرعة، قبضته مشدودة، الرجل حاول ضربه، لكن «مهاب» تفادى الضربة في اللحظة الأخيرة، وانقض عليه من الخلف، ممسكًا برقبته، يحاول خنقه، لكن الرجل كان قويًا، دفع «مهاب» بعيدًا بضربة عنيفة أسقطته أرضًا.
أنت تقرأ
ابني ابنك
Storie d'amoreبعدما مضينا في سُبل لا ننتمي لها، التقينا كما التقاء الشرق والغرب سويًا، لنصنع مجدًا يخصنا، حيث لا فرق بين ابني وابنك، نحن جميعًا أبناء أب واحد، وأم واحدة. تُهدينا الحياة صدف عجيبة، منها الطيب والخبيث، وتعاملنا كضيوفٍ ثقال فتُعطينا من كل ما لذ وطاب...