وبكل أسفٍ أعلن أن الخذلان والرصاصات القاتلة السامة، تأتيني من أقرب الأشخاص لي، وعند ذكر تلك الكلمة التي أقولها «أقرب الأشخاص» يصيبني غصة مؤلمة في قلبي لا تزول.
_أنا هعرف أوصل لحل، طالما مش أخوات ولا توأم زي ما شكينا، وأنا هحاول أوصل لكام حاجة كدا ابعتهالكم تعملوها تحاليل DNA.
هكذا قال كلماته بثباتٍ وأغلق الإتصال شاردًا في عدة أمور لا تخرج من باله، أولها شكوكه التي ساورته في هذين الشابين «مُهاب» وأيضًا رفيقه «زين» الذي يملك الكثير ضده هو ووالده العديد والعديد.
أغلق عينيه يستنشق بعض الهواء النقي لداخل رئتيه لعل ما بداخله أيضًا من أوجاع تزول، أمه المقتولة أمامه، ووالده أيضًا..
هروبه من ذلك البيت مُخدر الجسد من قِبل تلك العصابة التي تعمدت أن تقتله هو الآخر، وعاد هاربًا منهم مجددًا لمنزله ليجد الحريق أكله بأكمله ووالديه بالداخل.
وهكذا أُغلقت الستائر عند صدمته الكبيرة التي تعرض لها ولم يتخطاها حتى اليوم، تلك الكلمات التي رددتها والدته بأن يهرب، صراخها، أنينها المتوجع، والده الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بتوجعٍ.
الحياة قيدته، وكتمت أصواته، كتمت صراخه، ولم يستطع أن يعبر عمّا يشعر، كتم بداخله وكَبُر الوجع به وزادت رغبة الانتقام واضعًا الجميع أمام عينيه، دون استثناء.
تحرك نحو ذلك المكان المخبأ أسفل ذلك المصنع المهجور والذي لا يمر من عنده أي حد حتى لا يثيروا الشكوك حولهم، أشعل سيجارته ووقف يتنفس منها بدلًا من الهواء الطلق، يتابع مرور الأطفال أمامه مُقيدين الأيادي نحو الأطباء المتواجدين هُنا لفحصهم، وطالعهم بسخرية:
_هو الباشا بتاعكم جاي امتى!رد واحدًا منهم بجمودٍ:
_وأنت عاوز الباشا في إيه، كل الأمور هتتم وهو مش فاضي يجي، الدكاترة هتفحص العيال اللي مش هينفع نسفرهم ونستفيد بأعضائهم، والباقيين معاد خروجهم على السفينة من هنا يوم 15/10.تابع الأطفال بتنهيدة قوية من داخله ثم رفع هاتفه الذي أعلن وصول رسالة له من «مُـهاب» بأنه وصل عند المكان المنشود، فتحرك تاركًا إياهم نحو الآخر واضعًا يديه بجيبه بهموم كبيرة فوق أكتافه.
وصل ليجد كلًا منهما أمامه بانتظاره، تابعهما للحظاتٍ وابتسم بتشفي:
_منوريــن!_أبويا فين؟ وإيه حصل!
سأله «مُـهاب» بترقبٍ دون حتى أن يسأل عمّا يوده «يامـن» منهما، فأجابه الآخر بينما يوزع عليهم سجائر ليشعل كل واحدٍ خاصته:
_أبوك العصابة اتفقت معاه يخطف عيلين من الحارة، وهياخد مقابلهم 100 ألف جنية، واللي حصل إنه «شِحتة» قاله إنك متفق معاه تعالجه!اسودت عينيه بظلامٍ حالك وفارت الدماء في كامل جسده، إعتقد أن والده تهجم على والدته كما العادة ولكنه لم يكن يتوقع أن الأمر وصل لذلك الحدّ!
أنت تقرأ
ابني ابنك
Romanceبعدما مضينا في سُبل لا ننتمي لها، التقينا كما التقاء الشرق والغرب سويًا، لنصنع مجدًا يخصنا، حيث لا فرق بين ابني وابنك، نحن جميعًا أبناء أب واحد، وأم واحدة. تُهدينا الحياة صدف عجيبة، منها الطيب والخبيث، وتعاملنا كضيوفٍ ثقال فتُعطينا من كل ما لذ وطاب...