8«مثلث الخطر»

5.3K 421 139
                                    

صدفة جمعتنا ولكنني دبرت لها مطولًا سيدتي، وليت الصدف كما نرغب في بعض الأحيان أن تكون هادئة، ولكن صدفتي بكِ ستكون كما موج هائج يتلاطم رفقة الصخور في عرض المحيط.

لا يليق بي الهدوء بتاتًا، ولا يليق بعلاقاتي الراحة،
أرادت الحياة أن أكون شرسًا، فلنجعلك كذلك لتكوني سيدة لي ولقلبي.

_مُساعدة يا قُطة؟
هكذا سمعته يعرض عليها وعلى ثغره تعتلي ابتسامة جانبية وعيناه تلمع بشيء من النصر.. ربما!
خافت أن تفتح له الباب وخافت أن تتحرك من مكانها فهي في منطقة لا تعرفها ولا يمر هنا أي شخص، وهو مظهره يُرعبها وحده، بجسده الضخم وعينيه التي تبدو كمَن اصطاد فريسة، وحتى ملابسه السوداء والتي تكونت من سترة سوداء اللون فوقها معطفًا جلدي الخامة.

نطقت بابتسامة بسيطة متصنعة القوة وهي تهز رأسها نفيًا:
_شُكرًا

لا تعلم هل وصله صوتها من خلف زجاج سيارتها أم لا، ولكن بالتأكيد وصله نفيها على عدم رغبتها في المساعدة!
رفضت مساعدته؟ لماذا يشعر بالحريق داخله هكذا من مجرد رفض بسيط من فتاة!

فتح باب السيارة وتوسعت هي حدقتيها بصدمة مع صوت الباب، ثم أدارت وجهها نحوه سريعًا وابتلعت غصتها، بينما هو توسعت ابتسامته على طرف فمه بنصرٍ:
_بس أنا راجل شهم، بحب المساعدة، خصوصًا لو قطة زيك كدا تايهة في نص الطريق، ميرضنيش اسيبك محتارة!

تلبكت وارتجف قلبها رعبًا من هذا الذي يحاوطها هُنا ولكنه سرعان ما طمئنها بقوله:
_مش هأذيكِ ياقطة، متقلقيش أنا هساعدك بس.

ومن أين تلك الحنية التي خرجت منه لها؟
لا يعلم ولكنه في الحقيقة ما يعلمه هو أنه يراها كما قطة ضعيفة هشة، تخاف أن يؤذيها أحد.

ابتسمت مُجبرة بشكرٍ ثم نطقت بصوتٍ مبحوح:
_أنت مكنش ينفع تفتح الباب بالشكل ده، أنا عاوزة أمشي لو سمحت.

مال نحوها فشهقت لتتراجع للخلف في كرسيها وتوسعت حدقتيها أكثر، ولكنه ابتسم لها ثم مد يده ضاغطًا على الزر الذي سيفتح السيارة من الأمام ليرى ما بها.
ثم ابتعد وهو يتحدث رفقتها ليرى أي مشكلة سيارتها بقوله:
_اسمي «يامـن» بالمناسبة يا..

_«وتين»، اسمي «وتين».
أجابته بنبرة سريعة ليقول بعدها وهو مشغولٌ في سيارتها:
_جربي تشغليها كدا؟

فعلت ما قال لتدور السيارة بنجاح، إذًا هو بالفعل يرغب في مساعدتها فقط، لذلك توسعت ابتسامتها وهي تقول بشكرٍ:
_اشتغلت، شكرًا جدًا ليك والله، مش عارفة أقولك إيه.

أغلق الغطاء الخاص بالسيارة من الأمام وابتسم وهو يقترب لها مجددًا:
_عاوز مقابل!

اختفت ابتسامتها ثانيةً، أيرغب في جعلها مرعوبة فقط؟
قيل عنه كثيرًا بأنه لعوب، ولكن لم يكن لعوبًا يومًا أكثر من الآن.

ابني ابنكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن