مشاكسة

20 2 3
                                    

- صباح الخير يا جاري، حبيت ابعتلك الرسالة دى وأقولك إنك تحاول متحشرش مناخيرك في حياة جيرانك، وشك أولى بيها.

ابتسمِت جامد وقالتلي:
- يخربيتك قولتيله كده بجد!!
- أيوة فتحت أكونته وبعتله الكلمتين دول.
- ورد عليكِ بأيه؟

ابتسمت وأنا بفتكر رد فعله لما شاف المسدج ومعملش أي ريبلاي وفجاة أسمع صوت هبد على باب البلكونة بتاعتي!!
قولت يمكن الريح أو حاجة مرة والتانية، طلعت وفتحت الباب ومن حيث لا أدري لقيت طوبة محدوفة في الأوضة عندي ولولا إني تفاديتها.
كانت هتيجي في دماغي وتفقدني الذاكرة.
- نعم! بتحدف طوب ليه بيقولوا مثل قديم اللي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب.
وقف بهيبته قدامي وحط أيده على صور البلكونه واتنهد وقال بصوت عالي شوية:
- ومن امتى حشرت مناخيري في حياتك!
- اسأل نفسك، وياريت شباكك ميواجهش شباكي، أقصد لسانك ميواجهش لساني يوه! خلاص مقصدش حاجه.
دخلت الأوضة وقفلت باب البلكونة في وشه.

نسيت كنت بعمل أي وقعدت فتحت نت شوية، لقيت مسدج منه كاتبلي فيها:
- سألت نفسي وقالتلي معملتش حاجه أي المهم في اللي بتقوليه بردو.
- بص يا زياد من الآخر هما حاجتين أولًا ملكش دعوة بأخويا، صحاب مش صحاب مش هاممني مش في الرايحة والجاية أختك اختك.

كتبت الجملة دي وأخدت نفس وأنا بقوله:
- أختك راشة معطر جامد الجيران مش عاجبهم، أختك جات من الشغل متأخر الجيران بيتكلموا أختك معرفش أي.
أول حاجة أنا مش معفنة شبه ناس أنا لازم أوضتي تكون ريحتها جميلة بالإضافة إن الجيران اللي بتتكلم عنهم دول هما اللي بيطلبوا المعطر دا مني سواء عمارتك أو عمارتي، ثانيًا بقا متتحشرش في مواعيد شغلي أخويا عارف كويس أنا بروح فين وباجي منين وزي ما قولت وشك أولى بمناخيرك دى.
ثالث حاجة ودي الأهم ألمحك كده بتقول حرف عني هتبقي دم يا سيد فل؟!
وقفلت وعملتله بلوك كمان
- وبعدين؟
- لقيت باب الشقة بيخبط روحت أفتح لقيته هو زقني ودخل بكل بجاحه قلع الشوز بتاعته وقعد الكنبة وهو بياكل عنب من على الترابيزة وبيقولي:
- أخوكي فين؟

رديتله نفس الأسلوب وقعدت حطيت رجل على رجل وندهت على فارس وبصيت في عيونه بتحدي:
- منور
- دا نورك.
فارس طلع وشافنا قاعدين بالمنظر دا، ضحك وقالنا:
- ليه حاسس بشرارة نار كده بينكم  أهدوا شوية يا رجالة فيه أي!!
رديت وقولتله ولازلت عيني في عيون زياد كأن لو حد عيونه فلتت هيخسر قصاد التاني
- فارس أنا قولتلك كام مرة صاحبك دا ميجيش عندنا!
- أنتِ بتطرديني عيني عينك كده؟ وصاحبك حتي صحوبيتنا بعتيها
- آه.
ابتسم وقالي:
- بس أنا قاعد بقا وجايب جيم بلايستيشن وهلعب أنا وأخوكي كمان.
- طب تمام أنا عندي شغل عن أذنكم بقا.

قومت من مكاني لقيت دا قايم ورايا وبإبتسامة كبيرة قولتله:
- خليك بقا العب بلايستيشن ولما المدير يسأل عليك هقوله بيعمل مهمة قومية وعايز يفوز في الجيم دا.
ضحك وجري ورايا وقالي
- استني استني أنا غلطان خديني معاكِ.

زياد الدمنهوري:-
صديق الطفولة، جاري الحشور بيحشر مناخيره في كل حاجه تخصني المتطفل بمعني الكلمة.
درسنا سوا واشتغلنا سوا مفيش أي كيميا بينا يعني لا أنا بطيقه ولا هو بيطيقني ولكن مكملين!!
دايمًا يعمل فيا مقالب وبردهاله والعكس صحيح ودايمًا أفتن عليه لمامته لما يعمل حاجة من وراها لكن بداري عليه لو اتأخر في الشغل وبيداري عليا أنا كمان، الصراحه مش عارفه أنا مش بطيقه ليه بس لو سألت أي حد عنا هيقولك اننا منفترقش عن بعض لكن في نفس الوقت أكتر اثنين اعداء!!

واليومين دول العداوة زادت بينا لما مامته جابتله عروسة وجه حكالي..
- الأستاذ المتأخر اللي بداري عليه في كل حاجة.
- سبيني في حالي دلوقتي علشان مش طايق نفسي.
- وأنتَ من امتي طايق نفسك يعني.
بصلي بجنب عين ابتسمت وقولتله:
- احكيلي.
- ست الكل جايبالي عروسة.
- يا ألف نهار مبروك هنرتاح منك شوية!
- سديم أخرسي ومسمعش صوتك.
- ليه بس، دا حتى..

مكملتش كلامي لقيته بيرمي القلم بتاعه وساب المكتب، فجأة أمل صاحبتي قربت مني وقالتلي:
- غبية ومش بتشوفي.
- مش بشوف أيه؟
- روحي وراه.
- لا.
من وقتها وكل يوم خناق بينا، وبيمسكلي على أي حاجة، بيحاول يتحكم فيا كأني خطيبته!!

بعد المواقف دي بأسبوع مكنتش شوفته، المفروض معرض الكتاب انهاردة ومتفقة أروح معاه لأن هو اللي هيشيلي الكتب، واخداه شيال آه.
بس هو مش بيرد على التلفون ولا فاتح نت!
نزلت ورحت بيتهم خبطت على الباب لقيت مامته طالعالي:
- ابنك فين؟
- نزل قال وراه مشوار مهم
- وماله ادعيلي بقا سلام.

ساعتها نزلت وعملت بلوك مكالمات ليه بجد الصحاب دول لا يعتمد عليهم أبدًا
روحت هناك وقررت أروح أول حاجة اجيب الرواية اللي عيوني عليها من أول ما نزل الغلاف (زُمردة) ررواية هايدي صاحبتي، بجد يكفي الأقتباس اللي خلى فضولي يتحرك ناحيتها، روحت ووقعتلي اتصورنا كتير وعطتني هدايا كمان، طلعت على الطبيعة غير الصور خالص فعلاً، قعدت شوية وكملت لف على باقي أصحابي لحد ما فجأة وقفت في مكان وقولت:
طب أنا تايهة دلوقتي! أعمل أي
سمعت صوت من جنبي وهو بيقول:
- علشان كده مينفعش تمشي من غيري، أي دا جبتي زُمردة؟
- أيوة ولو سمحت متكلمنيش 
- أصل أنا جبتها أنا كمان.
- ولا هاممني.

قرب مني بس خطوتين وقالي:
- مفيش شبكة هنا علشان كده كل ما أرن يديني مغلق!
بابتسامة خبيثة - لا أنا اللي عاملالك بلوك.
- طب تمام، اتفضلي.
ساب حاجه في أيدي ومشي، كان بوكس صغير لما فتحته لقيت فيه خاتم سيمبل وجميل جدًا ومكتوب ورقة فيه بتقول
( برغم ما بيننا من من مشاكسات إلا أن تلك المشاكسات أوقعت قلبي ومن الوهلة الأولى في حُبك )
ابتسمت وبصيت حواليا ملقيتهوش، سألت الناس عنه قالوا ميعرفوش وقفت وعيوني دمعت يعني كان هيتقدملي!!
الشرير دا مشي وسابني.

فجأة لقيت محموعة من الناس في المعرض محاوطني وواحدة منهم بتقولي:
- وافقي.
الباقي حركوا راسهم وقالولي:
- وافقي وافقي.
ابتسمت لما لقيته طالع من وسطهم وهو بيقولي:
- ها؟
حركت راسي ووافقت وأنا بقوله:
- موافقة.

كل اللي في المكان سقف وهو ابتسم وقرب مني لبسني الخاتم.
فجأة!!
وقعت من على السرير بعد ما اتقلبت.
- يوه!! بحلم
ابتسمت وحركت شعري وأنا بقول:
- أكيد بحلم مستحيل أنا وزياد نكون مع بعض.
مسكت التلفون رنيت عليه مردش!
وبردو قافل نت...

برغم ما بيننا من من مشاكسات إلا أن تلك المشاكسات اوقعت قلبي ومن الوهلة الأولى في حُبك ")

#هايدي_إبراهيم
#سديم

عام الحُب 2  (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن