14 : الموعد الثاني

13 2 10
                                    

مهما كان حجم دهشة الحراس، لن تكون أكبر من دهشة كيشين.

عندما دخلت كلايسي الغرفة وهي تحمل باقة الزهور التالفة، كان كيشين واقفاً بالفعل بين المكتب والباب، ينتظرها.

كانت ملامحه توحي بأنه يتوقع حدوث شيء ما، لكن ما إن رأى كلايسي تدخل، اهتزت ملامحه أكثر، نظرته توقفت عند باقة الزهور المحطمة.

"يبدو أنكِ غاضبة جداً."

تمتم كيشين بصوت غامض.

يا إلهي!، أدركت كلايسي خطأها فوراً، وضمت باقة الزهور بقوة أكبر إلى صدرها.

'يا لي من حمقاء، كنت مشغولة جداً في إبعاد ميرين حتى أنني نسيت كيف أصبحت حال هذه الباقة!'

كادت كلايسي أن تعترف بتهور بما فعلته ابنة أختها.

"حصل حادث بسيط أثناء خروجي على عجل."

لكنها لم تشتكِ مما فعله ميرين، فالشكوى لا تجدي إلا إذا كان الطرف الآخر مستعداً لتصديقك، وإن لم يكن كذلك، فقد يعتبر الشكوى كذباً.

"أفهم، حادث إذن."

رفع كيشين شفتيه بابتسامة أنيقة، وكأنه يعتقد أن كلايسي تمزح، بدا وكأنه يعتقد أنها تعمدت إفساد الباقة، لكنها تصف ذلك بـ"الحادث".

رغم ذلك، لم يظهر أي علامة على الانزعاج، بل بدا أنه يجد هذا التصرف مسلياً، سرعان ما احمرت وجنتا كلايسي بشدة.

'هل يعتقد حقاً أنني شخص يمكن أن يفعل شيئاً كهذا؟'

حسناً، بالطبع، يعتقد ذلك، وإلا لما أساء فهمها في البداية وأهانها.

عندما تذكرت الإهانة التي وجهها لها، شعرت فجأة بالندم على قدومها إلى هنا، ربما كان يجب عليها إعادة الباقة كما قالت ميرين وكما اقترح كيشين.

بينما كانت تحاول تهدئة وجنتيها المشتعلتين، سألها كيشين :

"هل ستتسببين في حادث آخر هنا أيضاً؟"

كان يسألها بتهكم، وكأنه يتساءل إن كانت ستثير الفوضى في المكان مثلما فعلت بباقة الزهور.

قامت كلايسي بكبح مشاعرها المتأرجحة وأعلنت عن نيتها الحقيقية:

"أنا أحب الزهور"

كان كيشين يبتسم بهدوء، لكن ابتسامته سرعان ما اختفت، بدا أنه لم يفهم ما كانت تعنيه.

احتضنت كلايسي باقة الزهور التالفة بإحكام أكثر، وقالت مرة أخرى بإصرار:

"قلت إنك تريد أن تعتذر لي، صحيح؟، لا تحتاج لرفضها علنا، فقط... أريد الخروج معك في موعد آخر دون أي سوء فهم."

"!"

بدت علامات الدهشة الحقيقية على وجه كيشين، كان مرتبكاً إلى حد أنه لم يتمكن من الرد فوراً.

خطافة الرجالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن