.
.
.لقد قالوا وهم صادقون فيما قالوا..
ما بين الحب والحرب ليس حرفاً فقط يزيد هنا «الحرب» أو ينقص هناك «الحب» ولكن بينهما مشتركات أباحة كل شيء من أجل احدهما.
ولعل مثلنا الشعبي القديم «حب وقول واكره وقول» يكون قريباً من قولهم عن اباحة كل شيئ سواء في الحب او الحرب..فعندما نحب نقول كل شيء جميل عن المحبوب وعندما نكره نقول كل قبيح عن المكروه..
فالقول مباح ومتاح في الحب وفي الحرب والفعل مباح في الحب وفي الحرب.وكما أن الحب يدفع الى التضحية فكذلك الحرب تدفع الى التضحية لكنها في الأول اختيار عن طيب خاطر وبذل بلا مقابل أما في الثانية تختلف كما اختلفت اسباب الحب واسباب الحرب لكنهما اباحا كل شيئ في الحالتين.
كان بعض الفلاسفة الحالمون يتحدثون قبل مئاتٍ من السنين عن عالم يخلو من الحروب ولكننا نرى عالماً يخلو من الحب الذي تحوّل في هذا الزمان الأغبر الى مصالح بلا مشاعر.
فهل نبكي على اطلال زمن شعرائنا الأوائل حين كان الحب حباً..
أم نتأمل واقعاً آخر نعيشه الآن أخذ الحب فيه شكلاً آخر ربما «نقول ربما» فرضه الواقع الذي يعيشه عالمنا ويعيشه أهل زماننا.
وعوداً على بدء فكما قال الاقدمون ومضوا.. «في الحب وفي الحرب كل شيء مباح» ونكتفي هنا بملامح الحب والحرب.
في مُدن الحبّ والحرب الحياة غير الحياة! وإن بَدَت متشابهة؛ فالأفكار والمشاعر مختلفة بالكلّيّة عن مشاعرنا وأهدافنا، فكلّ شيء فيها يختلف عمّا تَعيشهُ تلك المُدن البائسة التّي نَسكُنها ولا تسكننا.
عن مُدن الحبّ والحرب أتحدّث، عن كلّ المدن المنكوبة التّي هدمت بهجتها الحروب والنّزاعات
عن تلك التّي تنام وتستيقظ على أصوات القذائف والطّائرات التّي تهتك حرمتها: عن حلب الشّهباء ومدن سوريا المكلومة، عن غزّة والقدس، عن بغداد، عن اليمن السّعيد الذّي لم يَعُد كذلك، والقائمة تطول.
أنت تقرأ
الـــجــنــدي و الــعــمـــيـاء الصــيــنــيــة
Adventure« رواية {الجندي و العمياء الصينية}~بقلم جاسمن »