23

17.7K 1.4K 945
                                    

رباه إنَّ الرُّوح ترجو رحمةً...
تاة الطريق فيا إلهي دلها....
ضاقت بها الدنيا وبابك مشرع..
إن لم تكن أنت المغيث فمن لها ؟...

__________

نظر أمامه غير مصدق لرؤيتها
ترتيل !

ضمها بقوة حتى كاد أن يكسر عظامها ، ضحكت بغير استيعاب ، هي بين أحضان سند الآن ، أخيها الذي إشتاقت له بكل ما تحملها الكلمة من معنى

أيتها الحمقاء كيف تتركيننا هكذا !

أجابته بصوت يكاد يُسمع ولكنه لم يسمع شيء ، فهو ضمها فلم تجد سبيل كيف تتحدث حتى...!

شعر بأنه خنقها فإبتعد عنها ثم قام بحملها ليركض بها بسعادة وهو يصرخ بإسم أمه التي جاءت وهي مفزوعة
ما بك تصرخ يابنـ..

وما كان على الصدمة سوى أن تزورها ، لم تكن مستوعبة بأن ابنتها ترتيل هنا ، ابنتها التي فقدت الأمل بأن تلتقي بها مجدداً

ومن فيض مشاعرها راحت تبكي ثم صاحت فيه أن ينزلها لتحتضنها بشوق بينما ترتيل تضم أمها وتشتم عبقها بإشتياق ، حنين فائض لها تحاول إرواء بعض منه بهذا الحضن الذي لن يملأ اشتياقها بالكامل

لحظة درامية جمعت بين أم وابنتها بعد غياب طال أمده حتى فقدت الأم بصيص أمل يجعلها تؤمن بأن ابنتها ستعود

بدأت الأم تبكي بينما ساعدتها ترتيل للجلوس على الكنبة ثم اتكأت على حضنها وقد أحضر سند الماء لتشرب أمه منه

جلس سند لينبس بسعادة
لا أصدق بأنكِ عدتِ إلينا

أضافت الأم
الحمدلله أفرجها ، بالأمس عاد إليّ سند واليوم عادت إليّ ترتيل

عقدت ترتيل حاجبيها بتعجب
ماذا تقصدين بعودة سند ؟!

كانت ترتيل تعطي ظهرها لأخيها فنظر سند لأمه ونفى برأسه بأن لا تخبرها

سكتت الأم وأجابها هو
أنتِ تعلمين أمي تحب تضخيم الأمور ، لقد سافرت للمنطقة الشرقية مع أصدقائي فحسب

أومأت رأسها بتفهم بينما سأل سند
كيف عدتِ وكيف حدث ؟! ، من كان معك ؟!

لقد ساعدني أخي للعودة إلى هنا ، وهو من أرسلني

كمش ملامحه بينما شمق شفتيه
أخيك ؟!! ، أخيك إذا !

ياا ما بك ، إنه أخي الذي عشت معه هناك

أشعر بالغضب !

تَـرْتِـيـلْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن