1

4.4K 149 19
                                    

.

لطالما تمنى جود أن يختفي وجوده في هذا الكون.

لا يريد أن يموت، كلا، ولكن يريد أن يختفي ببساطة تامة.

إن اختفى من هذا الكون، فسيكون كل شيء على ما يرام. لن يستطيع الشعور بالحزن ولا حتى السعادة لأنه لن يكون له تواجد من الأساس.

التفت للرجل الذي يجلس بجانبه في السيارة ومن ثم نظر للخارج مرة أخرى.

حياته ستتغير من هذه اللحظة، ولكنه يعلم أن مشاكله لن تنتهي أبدا. بل ربما ستزيد

منذ صغر سنه وهو يسكن مع والدته من دون تدخل أي شخص. لم يلتقي حتى بأي من أقاربه سواء كانوا أقاربه من والدته أو والده.

كانا هما الاثنان فقط ضد العالم.

ربما أمه لم تكن تعامله بحنان، ولكنا تبقى أمه وحبها له كان شيئا يستحيل عليه أن ينكره.

ولكن.......لماذا كان الأمر سهلا جدا لها؟ لماذا استطاعت التخلي عنه بهذه السهولة ومن دون أي تفكير؟

حتى في آخر لحظة قابلها بها، لم تذرف عينيها أي دمعة. أعطته حضنا سريعا وأخبرته أن يهذب من نفسه ويستمع لكلام عمه.

عمه اللذي لم يلتقي به من قبل ولم يعلم حتى بوجوده.

وفجاه، قاطع تفكيره صوت عمه الذي يجلس بجانبه.

العم: سنصل قريبا إلى المنزل.

التفت جود مرة أخرى لينظر للرجل.

لم تمر سوى ساعتان على مقابلة هذا الرجل. منذ أن أتى لإصطحابه، خاطب والدته من أجل أن ينتهوا من بعض الإجراءات، ومجرد "اركب السيارة" لجود.

العم: هل أخبرتك أمك عني من قبل؟

جود بصوت منخفض: لا.

العم: مثل ما توقعت. إسمي صالح وبإمكانك مناداتي عمي. ستعيش معي ومع أبناء عمك منذ الآن فصاعدا فأريدك أن تكون على خلق جيد وأن لا تثير الشغب، مفهوم؟

جود: حاضر عمي.

العم صالح: لديك أربع أبناء عم وسيكونون بمثابة إخوة لك. أعلم أنك وحيد والدتك وربما تتعود على الدلال وأنك تحظى بكل شيء ترغب به بما أنك وحيدها، ولكن هذا الأمر سيتغير الآن. كل شخص في المنزل لديه مهام خاصه ونتشارك في كل شيء.

رمش جود بعينيه وهو يستمع لحديث عمه صالح. لم يكن جود مدللا أبدا، ولكنه من المستحيل أن يخبر عمه بحياته السابقة بعد أن أنذرته أمه تكرارا.

شقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن