29

1.3K 166 41
                                    

.

فتح عينيه برعب وقام من المقعد على الفور وهو يلهث وينظر حوله.

كان لا يزال في المشفى ويجلس بجنب سرير ابنه.

ارتاح حين اكتشف بأنه مجرد كابوس، أو مجرد واحدة من ذكرياته مع أخيه وهم في طفولتهم.

تنهد واقترب من ابنه النائم ومسح الشعر الذي على جبينه.

كبُر.

لم يعُد ابنه صغيراً بعد الآن.

لم يعُد ذاك الطفل الذي يلصق في عمه طوال الوقت، والذي يضحك بخبث بينما يقوم عمه برمي الحجارة الصغيرة على رأس صالح من خلال النافذة العلوية.

كان ابنه رجلاً الآن.

وللأسف أن هذا المرض كان يؤثر على حياته بشكل كبير للغاية.

لم يعد صالح يعلم ما عليه فعله من أجل أن يساعد ابنه على تحسين حالته، ولكنه سيحاول.

نظر للساعة التي على الجدار.

حان الوقت المعتاد.

خرج من غرفة ابنه وتوجه لغرفة الانتظار الفارغة من أي شخص.

أخرج هاتفه واتصل على الرقم الذي يطغى قائمة الاتصالات.

صوت امرأة: سيد صالح.

صالح: كيف حالكِ اليوم، آنسة ريم؟

ريم: بخير. كيف حالك أنت؟ مع كل ما يحدث؟ وكيف حال ابنك؟

صالح: ستكون الأمور على ما يرام.

ريم: ان تطلب الأمر، فأنا أعرف الكثير من الممرضات والممرضين في باقي المستشفيات وسأوصيهم عليه إن تطلب الأمر دخوله لواحدة من هذه المستشفيات فلا تقلق.

صالح: شاكر لكِ كل ما تفعلينه. كل شيء.

ريم: لم أفعل شيئاً يتطلب الشكر.

خالفها صالح الرأي: لا، بل على العكس، فما تفعلينه أمر يستحيل على غيرك فعله. أنا حقاً ممتن. اليوم........كيف حاله؟

ريم: مثل المعتاد. تناول إفطاره، شاهد التلفاز، افتعل مشاجرة مع أحد المرضى، وبعدها بدأ باللعب بالورق مع صديقه سحاب.

صالح: والزكمة التي كانت به؟

ريم: تحسن بالكامل.

تنهد صالح: هذا جيد. جيد فعلاً. أخبريني إن كان هناك أي تغييرات لو سمحتي.

شقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن