.
على عكس المرات السابقة، كان الصمت يعم مائدة الطعام وكل شخص مشغول بتفكيره الخاص.
صالح، ولأول مرة، لم يسأل أبنائه عن جديدهم.
كان منشغل بتفكيره حول موضوع جود وأن عليه إبلاغ أبنائه بما يحدث، وأيضاً إبلاغ جود بأنه سيخبر الأبناء.
مازن كان يحاول مقاومة الألم الشديد الذي يشعر به في رأسه بسبب قلة النوم لأنه قضى الليلة بأكملها وهو مستيقظ ويفكر بأمر جود.
وكان يشاهد جود وهشام ليتأكد بأنهما يأكلان.
عمار الوحيد الذي لم يتغير في ذلك اليوم. كان هادئ وهو يسرح بين الحين والآخر.
وليد يشعر بالخجل بسبب بكائه أمام والده ولهذا السبب فقد كان يحاول أكل إفطاره بسرعة لكي يخرج من المكان.
هشام ينظر للأشخاص المتواجدون بشك مريب لأنه لا يزال يحقق في الغرابة التي ظهرت فجأة في المنزل.
أما جود فقد كان يلعب بطعامه وهو يدفعه حول الطبق وهو شارد الذهن.
طيلة الليل وهو يفكر بالكلام الذي سمعه من مازن في السيارة.
هل كان مازن فعلاً يكرهه؟ ولهذه الدرجة؟
كان يظن بأن العلاقة بينهما تحسنت وأن مازن أشبه بالأخ الكبير له.
يشعر بالأمان بوجوده وأن ليس هنالك أي شيء سيصيبه بمكروه بوجود الشخص الآخر.
ومازن......كان طيب وحنون معه في الآونة الأخيرة.
كان يصاحبه في الأوقات التي يشعر بها جود بالخوف مثل فترة حديثه مع المحقق وعند زيارة الطبيب.
كان يساعده ويرشده حين يشعر جود بأنه لا يستطيع التنفس من شدة التوتر.
كان يخبره بأنه سيبقى معه ويحميه.
هل كانت كل هذه الأمور مجرد تمثيل من قبل مازن؟
رفع عينيه وهو ينظر لمازن الذي كان في المقابل ينظر لهشام.
ولكن......لماذا التمثيل؟
أنزل جود نظراته مرة أخرى للطبق.
بالطبع لن يستطيع جود كسب محبة مازن مثل التي يكنها لهشام.
كان من الواضح للجميع كيف أن مازن يحب هشام ويهتم به.
![](https://img.wattpad.com/cover/379874368-288-k886849.jpg)
أنت تقرأ
شقاء
Romanceعندما تتخلى والدته عنه، يضطر جود أن ينتقل للسكن مع عمه وأبنائه الذين لا يطيقونه بسبب ماضيهم مع والده. ماذا سيحدث عندما يكتشفون ماضيه الأليم؟ هل ستحن قلوبهم عليه ويبدأون بتقبله؟ أم أن كرههم لوالده سيعمي أعينهم؟ البداية: 23/10/2024 النهاية: 25/11/2024