8

4.4K 298 40
                                    

تصويت+تعليق💖

.

يتذكر تلك اللحظة وكأنها لحظة يعيشها في هذا الوقت الحالي.

يمشي متوجها إلى غرفة أبيه وأمه، وكل ما يريده هو أن يترجى أحدهما لكي يسمح له بزيارة منزل صديقه.

كان لا يزال طفلا صغيرا. يتراوح عمره مابين الثانية عشر إلى الثالثة عشر.

لطالما كان وليد طفلا بهيج الطباع، طيب القلب، وشخص يستمع لكلام أمه وأبيه. حتى أكثر من جميع إخوته.

ما إن وصل لغرفتهما، طرق الباب ولكنه لم يحصل على الإجابة.

طرق مرة أخرى.

لماذا لا يجيبان؟

يعلم بأنهم بالداخل لأنه يستطيع سماع بعض الأصوات.

ظل يُلح في طرقه لأنه يرغب بشدة كبيرة بأن يزور منزل صديقه.

صاح بصوت عالي: أبي؟ أمي؟

لم يُجبه أحد ولكن الأصوات تعالت.

استغرب وليد لأن والده ووالدته كانوا أشخاص هادئين وصوتهم في المنزل لا يعلو.

إرتفع صوته: أمي؟ أمي؟ أبي؟ مالذي يحدث؟

احتدت الاصوات و بدأ بسمع تصادم قادم من الغرفة.

صرخ: أبي؟ مالذي يحدث؟ أمي؟

سمع صرخة أمه واندفع بقوة نحو الباب وفتحه من دون أي اذن.

وبعدها رأى المشهد الذي لن ينساه طالما عاش في هذه الدنيا.

المشهد الذي جعل الدماء في داخل جسده يتجمد من الصدمة.

الخوف الذي اعتصر قلبه لأول مرة ولم يختفي إلى الآن.

كل ما رآه في ذلك الوقت يدي عمه التي التفت حول رقبة والدته التي كانت على الأرض.

ويداها التي كانت تحاول إبعاد يديه بلا فائدة.

الدموع تتساقط من عينيها.

وبعدها.

التقت عينه بعينها.

استيقظ من نومه وهو مفزوع.

تنفسه اصبح سريعا وثقيلا، ورؤيته كانت منخفضة.

شقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن