28

1.5K 180 267
                                    

٢٥٠ تصويت و ٢٥٠ تعليق للبارت الياي


.

لأول مرة منذ أو ولد أول أبنائه وصالح يبكي أمام الملأ من دون أي اهتمام.

هذه المرة، شعر بكل ما في داخله يتحطم بأكمله.

على صعوبة خسارته لزوجته وحتى فقدان العلاقة مع أخاه، إلا أن هذه اللحظة دمرته بالكامل.

كانت هذه اللحظة هي التي أسقطته ودفنته تحت الأرض. لمكان لم يطئه أي نور.

لطالما كانوا أبنائه وكأنهم جزء من نفسه.

جزء أغلى من نفسه.

كانوا الشيء الوحيد الذي كان مستعد لتدمير نفسه والعالم بأسره من أجلهم.

يحب زوجته وحتى أخاه، وكان مستعد بفعل المستحيل من أجلهم.

ولكن أبنائه؟ أبنائه كانوا أمراً مختلفاً.

أمراً لا يُقارن به أي شيء أو أي شخص. حتى نفسه.

والآن........لم يخذل نفسه وزوجته المتوفاة، بل خذل ابنه.

ابنه الذي كان بحاجته وبحاجة المساعدة.

ظن صالح بأن ابنه كان يتحسن. ظن بأنه وأخيراً بدأ بالحديث معه.

ظن بأنه بدأ بتقبله وتقبل فكرة العلاج.

حتى أنه قبل بأن يدخل للمشفى لكي يستطيعوا الاشراف عليه بينما يغيروا الدواء.

نام صالح في تلك الليلة وهو سعيد بالتغييرات البسيطة وبتحسن علاقته مع ابنه.

ولكن من كان يظن بأنه سيستيقظ من دون سبب ويذهب للاطمئنان على ابنائه من دون أي دافع؟

ومن كان يظن بأن عمار سيختفي؟

علم على الفور بوجهة عمار، لأن تلك الشقة كانت المكان الوحيد الذي دائماً يهذي به ويطلب منه بأن يسمح له بالرجوع إليها.

والمنظر الذي رآه صالح عند دخوله؟

وضع رأسه بين يديه وهو يجلس على كرسي الانتظار ودموعه تنهمر.

ثانية واحدة.

إن كان قد تأخر ثانية واحدة فقط، لكان ابنه قد فقد حياته.

علم في تلك اللحظة بأنه من الممكن بأن يفقد ابنه بنفس الطريقة التي فقد فيها أخاه، وربما أسوء.

شقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن