.
يمشي في مكتبه المنزلي ذهابا وإيابا من دون توقف.
يشغله التفكير ولكنه لا يستطيع تحديد مجرى تفكيره ولا يستطيع فهم نفسه.
يشعر بالقلق إتجاهه والفضول، وفي نفس الوقت، مجرد التفكير به يجلب الغضب لقلبه.
إن كان واحد من أبنائه هو الذي لم يحظر لوجبة طعام، فسيناديهم على الفور ليتأكد ما خطبهم.
ولكن......هل يريد فعل أمر مشابه عندما يخص الأمر جود، ابن أخيه؟
لم يحظر جود لتناول وجبة الغداء مع العائلة، وابنه مازن أخبره بأنه سيهتم بالأمر.
ولكن ما يفعله مازن لم يكن ما يُقلقه. سواء سيتحدث معه أم يعاقبه كان لا يهم.
يود أن يعلم السبب خلف عدم تواجد ابن أخيه لتناول الطعام ولكن كبريائه لا يسمح له بفعل ذلك.
ان سأل عنه، فسيظن الآخرون بأنه مهتم لأمره.
والأمر الذي كان يزعجه أكثر من ذلك هو تفكيره عن نفسه.
ان سأل عنه، فسيؤكد لنفسه بأنه يهتم.
وصالح؟ بالطبع لا يهتم لأمر ابن ذلك المعتوه.
طرت على باله ذكرى سريعة.
عندما كان مجرد مراهق وأخاه لا يزال صغيرا.
يجري خلف صالح وهو يناديه بأعلى صوت له.
: صالح! أخي! انتظرنيييييييييي.
أغلق عينيه بألم وهو يذكر حبه الشديد لأخاه.
الحب الذي لم يستطع التخلص عنه حتى بعد كل هذه السنوات.
ولكن الحب الآن ممزوج بالكره الذي يساويه في قلب صالح.
لا ينكر بأن الحب لأخيه لا زال موجودا ولكنه إن رآه؟ فسوف يقتله بنفسه من كمية الحقد التي يحملها في صدره على أخاه الأصغر.
لا، لا يستطيع أن يهتم لأي أمر يخص أخاه.
حتى ولو كان الأمر هو ابنه.
صالح لا يهتم.
ولن ينسى سبب موافقته لأخذ جود للعيش معه.
لديه هدف، وعليه أن يحقق هذا الهدف على أكمل وجه.
...
يمسك بصدره وهو لا يزال يشعر بألم الركلة التي أتته من وليد، ابن عمه.
أكثر من الألم الجسدي....ما كان يؤلمه أكثر هو الشعور بداخله عندما علم بلا شك بأنه غير مرغوب فيه من هذه العائلة.
أنت تقرأ
شقاء
Romanceعندما تتخلى والدته عنه، يضطر جود أن ينتقل للسكن مع عمه وأبنائه الذين لا يطيقونه بسبب ماضيهم مع والده. ماذا سيحدث عندما يكتشفون ماضيه الأليم؟ هل ستحن قلوبهم عليه ويبدؤون بتقبله؟ أم أن كرههم لوالده سيعمي أعينهم؟ البداية: 23/10/2024 النهاية: 0