24

4.6K 362 207
                                    

.

تتوسل والدموع على خديها: أنا...أنا...أنا آس-آ-آ-آسفة أ-أرجوك أبي أر---

وضع يده على شفتيها لكي تلتزم الصمت وهو ينظر لها بنظرات ثاقبة.

همس لها بصوت يملؤه الغضب: اخرسي. كم مرة علي إخبارك بأن تخرسي؟ غبية. أغبى حتى من أختك الحمقاء.

بكت الطفلة التي عمرها في الثالثة عشر وهي تحاول أن تلتزم الصمت لكي لا ينكشف وجودهم.

فقبل بضع دقائق، رن جرس المنزل وحينها اكتشف والدها بأن الشرطة قد أتت، ولكنه لم يعرف السبب.

وبسرعة شديدة ولسبب لم تعرفه الفتاة، لقت نفسها تُسحب من والدها للقبو السري الذي يقع أسفل الخزانة.

ولكن.....لماذا كان والدها يختبئ من الشرطة ولماذا أخذها معها؟

تشعر بالخوف الشديد من كل مايحصل وأكثر من كل هذا، فهي تشعر بالخوف من الشرطة.

لأنهم أناس غريبين عليها ولم تكُن معتادة على الخروج من المنزل إلا للضرورة، لأن والدها لم يكن يسمح لها بالخروج.

ولكن....ولكن.....كانت أختها متواجدة في الغرفة.

لم يخبئها والدها معهم!

هل كان هذا يعني بأن أختها ستُسرق من قبل الشرطة؟

زاد بكائها مما جعل يد الأب تشتد حول فمها إلى أن شعرت بالألم.

كانت الصغرى مُدربة على الصمت.

فمع كل الألم، ظلت صامتة ومطيعة لأبيها.

...

هذا الأحمق......ماذا فعل الآن؟

لماذا كانت الشرطة تطرق على بابهم بين الحين والآخر وهم يريدون التحدث إليه؟

تعلم بأن لديه تصرفات غير لائقة، ولكنها حذرته عدة مرات بأن لا يأخذ هذه التصرفات ويفعلها في الخارج.

فليكتفي بالفتاتين اللتان كانتا معهم في المنزل، من دون أن يضع عينيه على من في الخارج.

وهو أيضاً وعدها بأنه توقف عن حماقاته في خارج المنزل.

انتظرت حتى اختبئ مثل الجرذ في مخبئه مع ابنته الصغرى وفتحت الباب للشرطة وهي تبتسم.

قالت باحترام: مرحباً. هل يمكنني مساعدتكم؟

الشرطي: هل أنتي السيدة منال؟

شقاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن