قالوا توادع قلت ياصعب الوداع
وشلون اوادع من معه قلبي وديع !
~
-عند فهد ووطن
رغد كانت في غرفتها، عيونها تراقب من الشباك وهو مقفل،فتحت الشباك بهدوء، وأخذت نفس عميق وهي تراقب فهد ووطن في الحوش،وهم جالسين مع بعض، يتبادلون الكلام، وكل حركة منهم كانت توحي بتعلق غير معلن
حولت رغد رأسها لجهة ثانية، تحاول تتنفس بعمق، لكن قلبها كان يدق بسرعة، ما قدرت تمنع نفسها من الشعور بالحقد، كانت تشوف فيهم اللي تتمناه لنفسها، بس دايمًا هي في الظل، تراقب، والآخرين يحصدون اللي هي تبغى
لحظة صمت مرت،و همست لنفسها بابتسامة باردة: هم ما يدورن، بس أنا أعرف كيف ألعبها صح
قفلت الشباك بهدوء، ورجعت جلست على سريرها،
كان واضح إنها مستعدة للخطوة الجاية، خطوة قد تغير كل شيء
مع برود الجو، حست وطن بالبرد بشكل مفاجئ، بدأت تشعر بقشعريرة خفيفة تسري في جسدها، ويدها بدأت ترتجف بشكل غير ملحوظ،كانت تحاول ألا تظهر ما تشعر به، لكن الجو البارد كان أقوى من قدرتها على تجاهل الإحساس،فهد، اللي كان يراقبها بهدوء،لاحظ رجفة جسمها، فوقف فجأة ومد يده، كانت عيونها موجهة للأرض للحظة،وحست بتردد قبل ما تمد يدها،لكن مع البرد، قررت تمسك يده.
فهد، وهو على اعتقاده إنها تحتاج الدفء، أمسك يدها بلطف، وحطها في جيبه، محاولًا أن يمنحها شيء من الدفء الذي كان يفتقده الجو،
ظلوا صامتين لوهلة، وهو يحاول أن يخفف من حدة البرودة التي بدأت تنتشر أكثر. بعد لحظة، رفع عينيه لينظر فيها، :يلا نرجع الجو بدأ يبرد زيادة
ووطن،كانت عيونها تدور بينه وبين الجو البارد اللي كان يزداد، وابتسمت ابتسامة خفيفة:موافقه
مشو لجهت الباب،
فهد فتح الباب، وقبل ما تدخل وطن بثواني، حست بشيء غريب خلّى فهد يتحرك بسرعة. بدافع من لحظة عفوية، شدها بلطف من ذراعها قبل ما تدخل، ونتيجة للحركة المفاجئة، تعثرت وطن للحظة وسقطت بشكل غير متوقع في حضنه
،نظرت فعينه،وبعد لحظات استوعبت،وقامت-عند بدر وغزل
غزل وهي ترفع الصحون، تعثرت فجأة وحست إنها بتطيح. بدر انتبه لها بسرعة وركض عشان يمسكها قبل
ما تطيح
مسكها مع ذراعها قبل لا تطيح:غزلل!
غزل حست بشوية دوار، ابتعدت عنه شوي وقالت بسرعة: أنا بخير، بس بغيت اطيح
بدر ما كان مقتنع:ترى فيك تعب، لا تتحملين فوق طاقتك
غزل حاولت تطمئنه:معليك ماحصل شي-عند سطام وهيام
بعد لحظة من الصمت، سطام رجع التفت عليها، وعقد حواجبه وهو يحدق فيها بتمعن:
وش مطلعك من الغرفة؟ ارجعي لها
هيام وقفت في مكانها،
اردفت بصوت هادي لكن كان في نبرة ضعف غير معتادة في كلامها:أنا بس... كنت... حابة أتأكد إنك بخير
سطام، وهو يحاول يسيطر على مشاعره، تنهد بعمق، ثم قال وهو ينظر للأرض: رجعي مكانك،
هيام، بعد ما سمعت كلام سطام، حت بشي ثقيل في قلبها، لكن ما ردت عليه،فقط أومأت برأسها بهدوء، وبخطوات بطيئة، رجعت إلى غرفتها،كانت عيونها مليانة تساؤلات، لكن ما كان في مكان للكلام أكثر، خصوصًا بعد رد سطام،
بينما هيام كانت تمشي للغرفة، سطام وقف مكانه وهو يحاول يهدأ، لكن ذهنه كان مشغول. كان في داخله شيء مو واضح،
بعد لحظة من السكوت، سطام وقف واتجه للباب، ورجع يلتفت لجهة سعود اللي كان جالس قدامه،اردف سعود:بكره الساعة 9 الصباح بنكون بمجلس جد البنت
سطام ما رد عليه، فقط أومأ برأسه بخفة وخرج من الغرفة، وهو يحاول يسيطر على مشاعره. كان كل شيء يبدو متشابك في ذهنه، وكان يعرف أن الأمور راح تتغير بشكل غير متوقع، خصوصًا مع القرار المهم اللي لازم يتخذوه بخصوص هيام
سطام، وهو يحاول يسيطر على نفسه،و بصوت هادي: الساعة 9 بنكون هناك
ثم فتح الباب وخرج دون أن ينظر وراءه
هيام رجعت غرفتها، قلبها مليان حيرة
هيام وقفت قدام المرايا، تدقق في نفسها، وكأنها تبحث عن إجابة هناك،
لكنها ما لقت إلا صورة مشوشة لامرأة تحمل أسئلة أكثر من الإجابات،قلبها كان مثقل بالحيرة، وكل لحظة تمر عليها كانت تزيد من تساؤلاتها،كيف وصلت لهذا الوضع؟ كيف صار كل شيء معقد لهذه الدرجة؟ كانت تتمنى لو أن الأمور كانت أسهل، لو كان بإمكانها أن ترى الطريق الصحيح بوضوح
تنهدت بهدوء، ثم جلست على طرف السرير، عيونها ثابتة على الأرض. كان في داخلها صراع بين رغبتها في فهم سطام واحتياجها للسلام الداخلي،ما كانت تعرف هل هي تحتاج منه اهتمام أكثر أو أن تتركه يواجه مشكلاته بنفسه،لكن قرارها اليوم كان مهمًا، وخصوصًا بعد تصرفاته الأخيرة
~سهم
بينما كانت شيخة تجلس في الممر، نظراتها لا تفارق الباب المغلق للمستشفى، كان قلبها مليئًا بالقلق، والألم على ولدها سهم حاولت تهدئة نفسها، لكنها لم تستطع غدير كانت تجلس بجانبها، كلما نظرت إليها شعرت بأن حزنها يزداد، لكنها حاولت أن تكون قوية لأجل أمها
بعد دقائق من الصمت الثقيل، خرج خالد من غرفة سهم،قربت منه شيخه:كيف حاله؟
ابتسم خالد:بخير