الفصل الثالث

22.2K 2K 83
                                    

هذا الفصل صغنون ع السريع قبل لا انام للجامعة، بس احب اقول انه اهداء لكل شخص دعمني لين وصلت لهنا ♡ احبكم :(
ورسمة روز فوق كالعادة ↑

_____________________________

رأيته هذا اليوم أيضاً كنتُ داخل المقهى معه، المقهى الذي رأيته في أحلامي السابقة، بدوتُ وكأني كنتُ أجلسُ مقابلهُ في الطاولة، هذه المرة كان جسدة واضحاً ولكن نصفهُ العلوي فقط، كان يرتدي بذلةٍ سوداء وقميصاً أبيض وكان مُنزلاً رأسهُ للأسفل ويعبثُ بشعره ويقوم بتمشيطه بأصابعه، بدا ساحراً للغاية، لم أستطع رؤية النصف السفلي من جسده لأنه كان تحت الطاولة وبدا مبهماً، ولكن المقهى كان واضحاً، بدا قديم الطراز وعتيقٌ جداً.
"لوكا، لوكا لقد وصلنا." قال ديڤ بهدوء وهو يوكزني.
فتحتُ عيني وتمتمتُ له بنعاس: "لا تناديني بـ لوكا."
ضحكَ ديڤ ثم طبع قُبلة على خدي وخرجت.
ثم تذكرتُ أمراً وفتحتُ باب سيارته مرة أخرى.
"ديڤ، أتملكُ ورقة وقلم رصاص؟" سألته.
عقد ديڤيد حاجبيه استغراباً ولكنه مدّ يده وأخرج من درج سيارته دفتراً صغيراً وقلم رصاص.
"شكراً." قلت له واخذت الدفتر ثم رحلت.
دخلتُ لغرفة الإنتظار لأجل موعدي مع السيد هارفورد.
ثم أخرجتُ الدفتر وقلم الرصاص وحاولتُ رسم مارأيتهُ في حُلمي اثناء طريقي إلى هُنا.
رسمتهُ بأصابع يدهِ الطويلة النحيلة التي كانت تُمشط خصلات شعره، ورأسه المنخفض، وبذلته السوداء التي عانقت تفاصيل جسده العريض.
"روزاليندا موريس." نادتني الفتاة من المرة السابقة.
مزقت الورقة من الدفتر الصغير ووضعتها بين اللوحات ثم نهضتُ لمكتب السيد هارفورد.
طرقتُ الباب ثلاثاً ثم فتحته.
"آنسة موريس، مرحباً." قال لي.
"سيدة." قلتُ له مصححة.
لقد استمر بمناداتي بـ "انسة" منذ مدة وهذا الأمر أزعجني قليلاً.
"اعتذر سيدة موريس، لا تبدين كإمرأة متزوجة." قال مبتسماً.
"تفضل." قلتُ له ثم أخرجتُ لوحاتي ووضعتها فوق مكتبه.
بدا السيد هارفورد مندهشاً من انتقالي المفاجيء من الطبيعة للملامح البشرية.
صمتَ قليلاً، ومدّ يده ليمسك بلوحاتي ويتأملها.
راقبتُ عينيهِ وهي تجول بين تفاصيل الرسمة بهدوء ودقة.
"أهذا زوجكِ؟" سأل.
كان سؤالهُ وقحاً من وجهة نظري.
"كلا، أنا في الحقيقة لا أعرفُ من هذا الرجل." قلتُ له بصراحة.
رفعَ السيد هارفورد أحد حاجبيه ولكنه صمت وعاد ينظر للوحة متعجباً.
"إذاً هل هو من نسج خيالك؟" سألني.
"لستُ متأكدة، لمَ تسأل كل هذا؟" سألته بفضول.
"لأن تفاصيله مرسومه بإتقان، وكأن الشخص المرسوم يعني لكِ العالم." قال بجدية.
"هذهِ أول ملامحٍ بشرية أرسمها." اعترفت.
"أرى ذلك، ولماذا ترسمينه تدريجياً؟" سألني.
"ماذا تقصد؟" سألته في المقابل.
"أعني هنالك لوحة لعينيه فقط، ثم لوحة لعينيه وأنفه وفمه، ثم لوحة لعينيه وأنفه وفمه وجسده.." بدأ يشرح لي.
"لأنه كان يظهر في أحلامي تدريجياً، البعض واضحاً للغاية والبقية مبهمة." أجبته ببساطة.
"اسمعيني جيداً، لا تتوقفي عن رسم هذا الرجل، قد يكون طريقك للفوز بالمعرض." قال وقد خلع نظارته ووضعها جانباً لينظر لي.
اكتسحت الإبتسامة وجهي لا شعورياً.
"أتعني بأن لوحاتي ستدخل المعرض؟" سألتهُ ببهجة.
"بالطبع، إنها متقنة للغاية ومرسومة بعناية، وتستطيعين رؤية العواطف في الرسمة وهذا نادر." قال بجدية.
"شكراً لك، شكراً جزيلاً." قلتُ له من كل قلبي ثم تركتُ لوحاتي في مكتبه وحملتُ أغراضي وخرجت.
لربما القدر أرسل هذا الرجل في أحلامي حتى أفوز بالمعرض.
أشعر وكأن أبواب الأمل فُتحت من جديد، يمكننا السفر لألمانيا والكشف ثم يمكننا إنجابُ طفلٍ صغير وأخيراً.
عندما عدتُ للمنزل أخرجتُ الورقة الصغيرة التي رسمتها في غرفة الإنتظار، وحاولتُ نقلها للوحة رسم.
كان سهلاً جداً بالنسبة لي أن أرسم هذا الشخص، لستُ أعلم لماذا.
كانت ملامحهُ سهلة الرسم، وفي الوقت ذاته مثالية جداً.
وجدتُ نفسي غارقة في رسمه مرة ومرتين وثلاثاً حتى اهتزّ هاتفي.

من: السيد ويليام هارفورد.
"المعرض سيُقام غداً في رذرفورد قاليري. حظاً موفقاً."

إلى: السيد وليام هارفورد.
"سأكون هناك، شكراً لك مجدداً."

ثم نقرتُ على اسم "ديڤيد " واتصلتُ عليه.

"لوكا الجميلة." ردّ مبتهجاً.
"ديڤ..." قلتُ محذرة.
"حسناً حسناً، روز الجميلة." قال ضاحكاً من على الطرف الآخر.
"هذا جيد، اسمع معرض الفنون سيُقام غداً في رذرفورد قاليري." قلتُ له.
"غداً؟" سأل متردداً.
"ما الأمر؟ منشغل؟" سألتهُ بصوتٍ منكسر.
"لدي إجتماع، أنتُ تعلمين بأني أقوم بكل هذا لأجلنا، ولكني أعدكِ سأحاول." قال وقدا بدا صوتهُ مهتماً.
"لا مشكلة أنا أتفهم هذا." قلتُ له بلُطف.
اعلم جيداً بأن ديڤيد يفعل كل مايفعله الآن لأجلنا، ولكني أريده أن يحضر المعرض بشدة.

عشق على ورق | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن