تحديث سريع قبل لا أنام :$
كيف الرواية للحين؟_______________________________________
فتحتُ عيناي، ونظرتُ حولي بإستغراب.
أستغرقتني عدة دقائق حتى استوعب أني فزتُ بالمعرض وذهبتُ لألمانيا وقابلتُ رجُلاً إعتدتُ رؤيته في أحلامي.
أكان ذلك حقيقياً؟
نهضتُ من فوق السرير لأجد باقة كبيرة من الورود وبجانبها ورقة.
فتحتُ الورقة لأجدها ورقة تأكيد موعدٍ آخر في المشفى.
ألازال ديڤيد يريد فعل هذا معي؟
سحبتُ الورقة وباقة الورود وهبطتُ السلالم لأجد ديڤيد يُدخل الإفطار من موظف خدمة الغرف للجناح.
"صباح الخير." قال لي مبتسماً بعدما لاحظ وجودي.
"شكراً." قلتُ له مُشيرة لباقة الورود في يدي.
"روز.. تعلمين أني لم أقصد ماحصل.." بدأ يقول لي وهو يدفع بعربة الإفطار نحوي.
"لا مشكلة." قاطعته.
لا أريد الضغط على ديڤيد كثيراً، فالمشكلة لم تكن كبيرة حتى.
ابتسم ديڤ وضمّني نحوه في عناقٍ لمدة دقائق، ثم جلسنا وتناولنا الإفطار.
"أمستعدة للذهاب للمشفى اليوم؟" سألني مبتسماً.
"مستعدة." أجبتهُ بثقة.
لطالما أردتُ طِفلاً من ديڤيد، بغض النظر عن كُل مانواجهه من مشاكل، ولكن زواجنا لازال ناجحاً.
"استعدي إذاً، سنذهبُ مُبكراً قبل الإزدحام." قال لي وقد فركَ ظهري ووضع شعري خلف أُذني.
نهضتُ من فوق الأريكة بعد الإنتهاء من الإفطار ثم ارتديتُ ثياباً لائقة وخرجنا متوجهين نحو المشفى.
كانت المشفى كبيرة جداً، وجميع الأطباء متخصصين في هذا المجال، مما يُبشر بالخير.
انتظرنا قليلاً ثم دخل كلانا للكشف في غُرَفٍ منفصلة.
طُلِبت مني عدة تحاليل ثم قاموا بالكشف على الرحم.
بعدها حادثنا الطبيبُ سوياً.
"ستصدُر نتائج التحاليل بعد عدة أيام ولكن في الوقت الراهن سأكتبُ لكما حبوباً تأخذانها مرةً واحدة قبل كلّ وجبة." قال لنا بلهجة ألمانية.
أخذنا ورقة الدواء وشكرنا الطبيب ثم خرجنا.
"أشعر بالتفاءل هذه المرة." قال ديڤيد في طريق عودتنا بسيارة الأُجرة.
"وأنا أيضاً." قلتُ له وقد حدقتُ من النافذة.
"من فضلك أتتحدث الإنجليزية؟" سأل ديڤيد السائق الذي أومأ لهُ برأسه نعم.
"هل يمكنك التوقف عند أقرب صيدلية؟" طلبَ منهُ ديڤيد.
ركن السائق سيارته بجانب صيدلية قريبة جداً من الفندق.
خرجَ ديڤيد من السيارة بينما أنا سقط هاتفي تحت المقعد فتأخرت في النزول.
انحنيتُ لأبحث عن هاتفي حتى وجدته ثم خرجتُ من السيارة لأجد ديڤيد يتحدث ويضحك مع رجُلٍ ما.
"رايان هذه زوجتي، روزاليندا." قال ديڤيد وهو يُقدمني للرجل.
"مرحباً روزاليندا." قال رايان بلُطف وقد مدّ يده لمصافحتي.
"روز، هذا صديقٌ قديم." قال لي ديڤيد.
ابتسمتُ للرجل وتحادثنا قليلاً.
بدا وكأن ديڤيد يستمتعُ بمحادثته مع الرجل.
"تحادثوا سوياً، سأجلبُ الأدوية ثم آتي." قلتُ لهم، ومدّ ديڤيد يده ليعطيني الورقة الطبية ويُكمل حديثه ما رايان.
دخلتُ للصيدلية الكبيرة، كُل شيءٍ في ألمانيا كان اكبر حجماً وأكثرُ فخامة.. حتى الصيدليات.
سألتُ أحد العاملين عن أدويتي وأشار لي على قسم الحمل فذهبتُ له.
راحت عيناي تتفقدان الرفوف عن الدواء حتى وقعت عيناي عليه فسحبته، لأجد وجهاً مألوفاً خلف المساحة الفارغة من الرف.
هاري...
حاولتُ الخروج سريعاً قبل أن يلاحظني ويتحدث ثم يراني ديڤيد.
"روزاليندا؟" أوقفني صوته.
"سيد ستايلز.. يالها من مفاجأة." قلتُ ببهجة مصطنعة.
"ماذا تفعلين هنا؟" سأل وقد اعتدل في وقفته وقام بإدخال خصلات شعرهِ الطويلة داخل قبعته.
"أبحثُ عن دواءٍ معين، وأنت؟" سألته متظاهرة بأني على طبيعتي بينما كان التوتر يأكلني.
صمتَ هاري واختلفت تعابير وجهه.
ذهبت عينيّ تنظر في يده..
تحاليلُ حمل.
"تهانيّ لك، أستضع زوجتك مولوداً؟" سألته.
"لسنا متأكدين بعد." قال بهدوء.
ألقيتُ نظرة سريعة على باب الصيدلية الزجاجيّ لأجد ديڤيد يقوم بتوديع رايان وقد تعانقا عناقاً ودياً.
"أراكَ لاحقاً." قلتُ على عجل ثم مضيت.
"روزاليندا." نادى هاري.
يا إلهي.
التفت له مبتسمة.
"أجل؟" سألته.
"أتبحثين عن عمل في مجال الرسم؟" سأل.
"لستُ أعلم، لماذا؟" سألته وأنا عينيّ على تحركات ديڤيد.
"كنتُ أُفكر ما إذا كان يمكنكِ رسم أغلفة رواياتي؟" سألني وهو ينظر للأرض.
لا يمكنني التفكير في ردٍ الآن.
فتح ديڤيد باب الصيدلية وراحت عيناه تجولان في الأرجاء تبحثان عني.
من المستحيل أن أدع ديڤيد يرى هاري، سيعرفه مؤكد من رسوماتي وسيظن بأني كذبتُ عليه وقمتُ بخيانته.
سحبتُ أحمر الشفاه خاصتي من الحقيبة سريعاً وأمسكتُ بذراع هاري الذي بدا متفاجئاً من أفعالي.
كتبتُ رقمي على ذراعه.
هو حتماً سيظنني غبية.
"سأفكر بالأمر، راسلني." قلتُ له سريعاً ثم توجهتُ لديڤيد.
"أخذتِ كلّ شيء؟" سألني ديڤ.
"أجل، هيا لندفع الحساب ونخرج اشعر بالتعب." قلتُ له.
سحب ديڤيد الدواء مني وذهب لدفع الحساب.
أما أنا فلم التفت ابداً لأرى ردة فعل هاري لما فعلته.
لستُ اعلم ماذا دهاني ولكني اردتُ فعلاً التفكير بعرضه.
عندما خرجنا، القيتُ نظرة سريعة على الصيدلية لأجد هاري يقوم بدفع الحساب وينظر لذراعه مبتسماً.
أنت تقرأ
عشق على ورق | h.s
Fanfictionلطالما تمنيتُ سِراً.. أن أضمه لصدري كما تضمهُ أوراقي، ولوحاتي، ورفُّ ذكرياتي.. ولطالما حلمتُ خفاءاً.. أن أتتبع تفاصيلهُ بأطراف أصابعي كما تتبعتها بقلم رصاصي يوماً.. ولطالما آمنتُ بصمتٍ.. بأنه هوَ الرجلُ المنشود في لوح قدري المصلوب.