تحديث سريع وصغنن :') ♡♡
شاركوني افكاركم وتوقعاتكم للقصة ع الدايركت :$_______________________________
وقفنا هناك لمدة دقيقتان ونصف، نُحدّق في بعضنا البعض كالمعتوهين.
حتى سعلَ هو ليلفت إنتباهي وأشار على المقهى.
"أتنضمين لي؟" سأل ببساطة.
كان صوتهُ خشناً، ضخماً، مبحوحاً، ولفتت نظري لكنة بريطانية تسللُ من فمه وفي كلامه.
أومأتُ رأسي 'نعم' برغبة شديدة.
أعلم أن ديڤ سيغضب لهذا، وأعلم أن صديقة هذا الرجل أم زوجته لستُ متأكدة ستغضب كذلك، ولكن كان هنالك الكثيرُ من الأسئلة التي تجول في ذهني.
تقدم الرجل وفتح باب المقهى وأمسكهُ لي حتى أدخل ثم دخل هو كذلك وجلسنا على طاولة بجانب النافذة، تشبه كثيراً الطاولة التي كنتُ أراها في أحلامي.
أمسكَ كلانا قائمة المشروبات، ولكني استطيع الشعور به يحاول اختلاس النظرات لي، وأنا كذلك لقد كنت أُلقي عليه بضع نظراتٍ سريعة، وكأننا لا نصدق رؤية بعضنا.
قاطع النادل معاناتنا وسأل: "طلباتكم؟"
صمتنا، من الواضح أن كلانا لم يقرأ القائمة.
"قهوة سوداء." قلتُ سريعاً متظاهرة بأني قرأتُ كلّ شيء.
"مثلها." قال الرجل على عجل.
رمقنا النادل بنظرات الإستغراب ثم جمع قوائم المشروبات ورحل.
بقينا صامتين لفترة.
كسر الرّجل الصمت.
"أنا هاري.. هاري ستايلز." قال وقد مدّ يده نحوي.
"روز." قلتُ بهدوء ثم صافحته.
بدا الرجل.. أقصد هاري متفاجئاً من اسمي.
"روز.. اختصار لـ روزاليندا، صحيح؟" سأل.
"أجل، كيف عرفت؟" سألته مستغربة.
"مجرد تخمين." قال مبتسماً.
لقد ابتسم..
تفاصيلُ ابتسامته كتفاصيلُ حُلمي.
"اخبرني عنك." طلبتُ منه لا شعورياً، وقد شدّني الفضول.
"كاتب روايات في بداية طريقي، متزوج." أجاب بهدوء.
إذاً لقد كانت تلك المرأة الغاضبة زوجته.
"وأنتِ؟" سأل مبتسماً.
"رسّامة، متزوجة." أجبته بجوابٍ كجوابه.
عقدَ حاجبيه في استغراب وركضت أعيوننا في نفس الوقت تنظر لأيدي بعضنا البعض.
كان هو يرتدي خاتم زواجه، وأنا كنتُ ارتدي خاتمي كذلك.
صمتنا مجدداً.
"أتملكين أطفالاً؟" سأل.
"كلا، وأنت؟" سألتهُ في المقابل.
"كلا." أجاب ببساطة.
بدا وكأنهُ يريد أن يسألني الكثير، وبصراحة أنا أردت سؤاله أيضاً.
بما أن زوجته غضبت من رؤيتي فهذا يعني بأنه يعرفني، هذا مُحير..
أردتُ أن أخبره كيف رأيته في أحلامي وأن تفاصيلهُ تملأ لوحاتي وأنا لا أعرفهُ حتى.
تقدم النادل ووضع كلا قهوتينا فوق الطاولة.
"أتمانع لو سألت عن عمرك، سيد ستايلز؟" سألته وأنا أعبثُ بأصابعي في توتر.
نظر لي ثم عضّ شفتهُ السُفلى وقد بدا وكأنه يحاول منع نفسهِ من الإبتسام.
"في الثامنة والعشرين من عُمري، وأنتِ؟" قال وقد مدّ يده نحو فنجانه ورفعهُ ليرتشف القليل.
"أنا في الثالثة والعشرين." قلتُ بهدوء.
صمتنا مجدداً، وأردتُ كسر الصمت بشدّة.
"أتُباع رواياتك؟" سألته.
"ليس بعد، أتريدين قرائتها؟" سأل وقد حدّق بي بعينيه ذاتها التي كنتُ مهووسة برسمها.
"أودّ ذلك." همستُ له وأنا أنفخُ قليلاً في فنجاني ليبرد.
كان هاري يراقب كُل تحرّكاتي البسيطة.
"سأجعلكِ تقرئين رواياتي إذا أريتيني بعضاً من رسوماتك." قال وهو يرتشفُ من قهوته وقد بدا وكأنه يتلذذ بسخونتها على عكسي.
"إتفقنا." قلتُ مبتسمة.
ابتسم هو عندما رآني ابتسمتُ له.
"أتسكنين قريباً من هنا؟" سأل.
ماخطبه؟ هل يُفكر بزيارتي؟
"أنا مجرد سائحة، ولكن أجل فالفندق قريبٌ جداً من هنا." قلتُ له.
"ولا أنا أعيشُ هنا ولكن فُندقي قريبٌ أيضاً." قال وقد اعتدل في جلسته.
"لقد ظننتُكَ تعيشُ هنا." قلتُ بصراحة.
"كلا، أنا هُنا للتخاطب مع دار النشر بشأن رواياتي." قال ثم صمت فجأة.
اهتزّ هاتفي في جيبي.
كان ديڤ يتصل.
لقد نسيتُ أمره تماماً.. ولكني غاضبة منه.
"زوجك؟" سأل هاري عندما لاحظ توتري وأنا أنظر لشاشة هاتفي.
لا أستطيع إخباره بأننا تشاجرنا بسببه وأنا لا أعرفهُ حتى.
"أجل." همست بتردد.
"أجيبي إذاً." قال ببساطة.
"لقد.. تشاجرنا نوعاً ما.." صارحته وقد شعرتُ بالغباء.
صمت هاري قليلاً وقد بدا وكأنهُ يُحارب ابتسامته ليمنعها من الظهور مجدداً.
هل يبتسم لأني تشاجرت مع زوجي؟ أم لأنه هو أيضاً تشاجر مع زوجتهِ للتو؟
أقفلتُ هاتفي ووضعتهُ جانباً.
"علي الرحيل، ديڤيد سيفقد صوابه قريباً." قلتُ له ثم نهضتُ من فوق الطاولة وقمتُ بفتح حقيبتي لأدفع ثمن قهوتي ولكنهُ أمسك بيدي.
"لا بأس." قال مبتسماً ثم سرعان ما سحب يدهُ عن يدي.
"شكراً لك." قلتُ له على عجل ثم رحلت.
عندمت خرجتُ من المقهى التفت للوراء لأجد هاري ينظر لي من النافذة وقد لوّح لي بيده فلوحت له ومشيت.
لا أستطيع استيعاب ماحدث للتو.
عدتُ لجناحنا في الفندق، لأجد ديڤ ينتظرني فور دخولي.
"أين كُنتِ؟ ولمَ لا تُجيبين على اتصالاتي؟" سأل سريعاً.
"لستُ في المزاج." قلتُ له ببساطة ثم خلعتُ معطفي وحذائي وتوجهت لغرفة النوم.
"لوكا، أنا أحادثك!" قال بإنفعال.
"ناديني لوكا مرة أخرى وارفع صوتكَ وسأخرج مجدداً ولن أعود." قلتُ بجدية ثم استلقيتُ فوق السرير وأستدرتُ بظهري.
صمت ديڤ، لا أستطيع رؤيته ولكني اعرفُ بأنه لازال موجوداً لأني اسمع صوتهُ يتنفس في الغرفة.
كان هذا اليوم غريباً للغاية.
![](https://img.wattpad.com/cover/52544835-288-k213052.jpg)
أنت تقرأ
عشق على ورق | h.s
Fanfictionلطالما تمنيتُ سِراً.. أن أضمه لصدري كما تضمهُ أوراقي، ولوحاتي، ورفُّ ذكرياتي.. ولطالما حلمتُ خفاءاً.. أن أتتبع تفاصيلهُ بأطراف أصابعي كما تتبعتها بقلم رصاصي يوماً.. ولطالما آمنتُ بصمتٍ.. بأنه هوَ الرجلُ المنشود في لوح قدري المصلوب.